زواج الفتاة بشاب يصغرها عمرا.. تجارب ناجحة وأخرى حالفها الفشل!

 مجد جابر 

عمان - بداية.. لم تكن تتوقع الثلاثينية هند موسى أنها ستوافق في يوم من الأيام على الارتباط بشاب يصغرها في العمر، فقد كانت تعتقد أنها فكرة صعبة بعض الشيء، خصوصا ان العادة جرت بأن الشاب لابد بأن يكبر الفتاة في العمر وليس عكس ذلك.اضافة اعلان
غير أن رغبة خطيبها الذي يصغرها بخمس سنوات للارتباط بها، وتعلقها به بسبب ثقافته الكبيرة، واهتمامه بها، ولغة التفاهم التي تجمعهما، بدد لديها هذا الفارق في العمر، وجعلها تقدم على هذه الخطوة وتشعر بارتياح كبير اتجاهها.
تقول “في البداية خفت كثيراً من ردة فعل عائلته وخصوصاً والدته على هذا الأمر الا أنني تفاجأت بأن العائلة رحبت بي كثيراً ولم يشعروني على الاطلاق بوجود هذا الفارق في العمر بيننا”.
غير ان الأمر مختلف بالنسبة للعشريني محمد الذي اختارت والدته له فتاة تكبره عمرا، لخطبتها له، والسبب ان ابنها الذي لا يزال “طائشا”، كما تقول، ولا يستطيع ادارة العائلة وتدبيرها وهو بحاجة الى فتاة تكبره بالعمر من أجل أن تحتويه وتدبر أمور العائلة وتجعله شخصا مسؤولا.
تقول والدته بأنها لم تتردد في التفكير في اختيار فتاة تكبره في العمر لابنها كون ذلك سيكون هو الحل الأمثل لحالة ابنها، خصوصا ان شكل الفتاة لا يعطي عمرها الحقيقي، ووجدتها مناسبة له.
وتضيف أنه الآن قد مضى على زواجهما عامان ولم يشعر أي منهما بوجود هذا الفارق على العكس تماماً، فهي امرأة عاقلة تعرف كيف تتصرف وتتدبر أمور بيتها بكل ذكاء وعقلانية.
الثلاثينية اسراء محسن والتي تعرفت على زوجها الذي يصغرها بسبع سنوات أثناء عملها، كان هنالك اعجاب وتوافق من كلا الطرفين قبل أن يعرف كل منهما عن عمر الثاني.
وبعد أن عرف كل منهما الفارق الكبير في العمر، لم يغير ذلك شيئا بل على العكس ازداد تمسكه بها ورغبته في الارتباط.
تقول اسراء “كنت أعرف أن الأمر غير منطقي ومرفوض من كل النواحي وغالبا سأندم عليه في المستقبل بسبب الفارق الكبير الا أن تعلقي به جعلني أغض النظر عن أي عقبة ستقف أمامي سواء رفض أهله وأهلي وما قد يواجهنا في الحياة وكلام الكثير ممن حولنا”.
وتضيف بأنها لم تبال لأي من ذلك ورفضت أن يقف أي عائق أمام زواجهما والآن قد مر على الزواج فترة من الزمن ورزقهم الله بطفلتين.
وفي ذلك تقول اختصاصية العلاقات الزوجية الدكتورة نجوى عارف إن فارق العمر يتم السؤال عنه باستمرار، حيث يفضل عادة أن يكون الرجل هو الاكبر عمرا، كون الفتاة تنضج بشكل أسرع من الرجل، مضيفة أن “الأنثى بصفة عامة اذا شعرت أنها أكثر نضجاً من الرجل سيؤثر ذلك سلبا على علاقتها معه وبالتالي على حياتهما مستقبلا”.
وتشير عارف بأنه لا يوجد ما يمنع زواج الفتاة من رجل يصغرها عمراً، الا أن تكوينة الرجل والمرأة هي التي تفرض ذلك، واحساس المرأة بأن الرجل اذا كان يصغرها يجعلها قلقة، خوفا من أن تكبر قبله، مبينةً أن الأمر يسبب لها أرقا مستمرا مع محاولتها الدائمة أن تبدو أصغر منه سناً، خصوصاً وان المرأة تتعرض لعوامل مثل الحمل والولادة تجعلها تبدو اكبر، بالتالي اذا كان الرجل أكبر منها لن تشعر بخوف كبير والعكس صحيح.
وتلفت الى أن هناك نماذج ناجحة لمن تتزوج رجلا اكبر منها، فهو ليس زواجا محكوما عليه بالفشل، لكنه قد يكون متعبا في المستقبل، بخاصة ان زواج الرجل الاكبر عمرا يُشعر الأنثى بالارتياح.
بيد أن الثلاثينية رشا تشعر بندم شديد، لأن فارق العمر بينها وبين زوجها أثر كثيرا على علاقتهما الزوجية. تقول “كنت اعتقد أن العشر سنوات التي اكبرها عن زوجي لن تؤثر على حياتنا، لكنني كنت مخطئة، فكانت الخلافات تكبر لان كل ما كان يهمه الخروج مع اصدقائه وشلته، دون الالتفات لبيته وابنائه”.
والاسوأ من ذلك، كما تقول، وبعد مرور سنوات على الزواج “بدأ يشعر انني اكبر منه بكثير، وبات يتعرف على فتيات يصغرنه سنا، وقد اكتشفت ذلك اكثر من مرة ورغم تنبيهه له الا انه لم يكن يهتم ابدا لمشاعري”.
ويذهب الاختصاصي النفسي والتربوي د. موسى مطارنة إلى أن قضية العمر اذا كانت ضمن فروقات طبيعية يعتبر ذلك أمرا طبيعيا وليس له أبعاد سلبية، كون العلاقات الزوجية مبنية على قاعدة الفهم الأسري والقدرة على الاحتواء والنضوج، مبينا أن العلاقة تتأثر بالثقافة والفكر.
ويشير مطارنة الى أن العمر الزمني ليس المقياس الحقيقي وليس فيه اشكالية، في حال كان قائما على الثقافة والفكر والانسجام فذلك لن يؤثر في تحقيق علاقة هادئة ومستقرة، وهو لا يشكل عائقا في ظل النضوج والانسجام التام بين الشريكين.