"كورونا" يبدأ بتحويل العالم إلى جزر معزولة

figuur-i
figuur-i

عواصم - اتسع نطاق تفشي فيروس كورونا المستجد في العالم أمس مع تخطي الحصيلة الإجمالية للإصابات في كوريا الجنوبية الألف فيما ارتفع عدد الوفيات في إيران ورصدت إصابات في دول لم يكن قد وصلها الفيروس ما استدعى تحذيرات شديدة من أن العالم ليس مستعدا لاحتواء الوباء.اضافة اعلان
وانتشر الفيروس بسرعة في أجزاء من آسيا وأوروبا والشرق الأوسط، رغم تراجع عدد الوفيات والإصابات الجديدة في بؤرة الوباء في الصين.
وعُزلت مدن وبلدات في مسعى لمنع انتشار العدوى.
وقال مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غبريسوس للدبلوماسيين في جنيف أن عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا تُسجل بوتيرة أسرع كل يوم خارج الصين مما هو داخلها.
فقد سجلت أمس أكثر من 40 وفاة و2700 حالة إصابة خارج الصين، فيما بلغ عدد من قضوا بالفيروس داخلها 2715، والمصابين أكثر من 78 ألفا، وأُفيد عن 52 وفاة أمس وهي أدنى حصيلة يومية منذ ثلاثة أسابيع ولم يكن أي منها خارج بؤرة المرض بمقاطعة هوباي.
وفي مقر منظمة الصحة العالمية في جنيف، قال بروس آيلوورد الخبير الذي ترأس بعثة خبراء إلى الصين، إن دولا عديدة "غير مستعدة" لاحتواء الفيروس، داعيا دول العالم للاستعداد للتعامل مع الفيروس.
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية أمس تسجيل إصابة الثانية بفيروس كورونا المستجد لدى لبنانية وصلت من إيران، على متن الطائرة ذاتها التي أقلت الحالة الأولى والتي أعلن عنها منذ عدة أيام.
وسُجلت أول من أمس أول إصابة مؤكّدة بالفيروس في الجزائر.
وفرضت إجراءات حجر على فنادق في جر الكناري والنمسا اول من أمس للاشتباه بإصابات، وفي إيران أعلن عن تسجيل أربع وفيات جديدة من بين 44 حالة جديدة سُجلت خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، ليرتفع إجمالي الوفيات إلى 19 حالة والإصابات إلى 139، فيما أعلن أن نائب وزير الصحة إيراج حريرجي أصيب بالفيروس.
ووصل الوباء إلى عشرات الدول آخرها كان النمسا وكرواتيا وسويسرا.
وتفاقمت تداعيات الوباء أيضا فقد تراجعت بورصات في أنحاء العالم وفرضت قيود على المسافرين وألغيت فعاليات رياضية.
ودعت منظمة الصحة التابعة للأمم المتحدة الدول "للاستعداد لوباء عالمي محتمل"، محذرة الدول الفقيرة بشكل خاص.
وأعلنت كوريا الجنوبية عن 169 إصابة جديدة أمس ما يرفع الحصيلة الإجمالية إلى 1146 إصابة وهي الأكبر خارج الصين و11 وفاة، ومن بين المصابين عنصر في القوات الأميركية المتمركزة في قاعدة كارول العسكرية على بعد 30 كلم شمال دايغو، رابع أكبر المدن ومركز الوباء.
والغالبية العظمى 90 % من الإصابات الجديدة سُجلت في دايغو وفي مقاطعة غيونغسانغ الشمالية المحاذية.
في اليابان ظهرت على عشرات الركاب الذين سمح لهم بمغادرة السفينة السياحية دايموند برينس عوارض من بينها ارتفاع الحرارة وسيطلب منهم الخضوع لفحوص لتحديد الإصابة بالفيروس، وتزامنت الأنباء مع تسجيل وفاة جديدة مرتبطة بالفيروس، فيما حضت الحكومة منظمي فعاليات كبيرة في الأسبوعين القادمين، على التفكير بإلغائها أو تقليصها سعيا لاحتواء الوباء.
وباتت إيران تمثل مركزا لانتشار الفيروس مع تسجيل أربع وفيات أمس، في وقت تجهد السلطات هناك لاحتواء الفيروس منذ الأسبوع الماضي عندما أعلنت عن أول وفاتين في قم.
وأعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الذي كادت بلاده أن تخوض حربا مع إيران مطلع العام، إن واشنطن تشعر بقلق عميق من أن تكون طهران "قد كتمت تفاصيل حيوية" بشأن تفشي الفيروس على أراضيها. وغداة تصريحات بومبيو قال الرئيس الإيراني حسن روحاني "لا ينبغي أن نسمح لأميركا بإضافة فيروس جديد إلى فيروس كورونا المستجد اسمه "الهلع".
واعلنت دول خليجية عن تدابير جديدة لوقف الرحلات مع إيران في مسعى لوقف انتشار الفيروس.
كما أعلنت وزارة الصحة الفرنسية أمس وفاة أول فرنسي بعد إصابته بفيروس كورونا ليل، مشيرةً إلى أنه كان في الستين من العمر، في المجمل، سُجلت 17 إصابة بهذا الفيروس في فرنسا خمس منها منذ أول من أمس وإضافة إلى المتوفى الليلة الماضية، تُوفي سائح صيني ثمانيني منتصف الشهر الحالي.
من جهتها أصدرت اليونان مساء أول من أمس مرسوما يقضي بتفعيل إجراءات بينها فرض قيود على السفر وإغلاق مرافق عامة في حال تفشي الفيروس. ويسمح المرسوم أيضا بالاستحواذ على أسرة في فنادق وفي عيادات خاصة، وقال المتحدث باسم الحكومة "نحن على استعداد للقيام بكل ما هو ضروري لحماية صحة الناس".
أما إيطاليا التي أفادت عن 10 وفيات وأكثر من 300 حالة، فقد عزلت 11 بلدة وأمرت بإجراء مباريات رياضية أبرزها قمة الدوري في كرة القدم في ملاعب من دون جمهور.
وأصبح شاب عاد من إيطاليا إلى كرواتيا أول حالة إصابة في منطقة البلقان.
وحذرت روسيا أمس من السفر إلى إيطاليا وكوريا الجنوبية وإيران لمنع انتشار الفيروس، وحض الجهاز المسؤول عن سلامة المستهلك المواطنين على تجنب السفر إلى هذه البلدان "إلى أن يستقر الوضع الوبائي".
وفي الولايات المتحدة التي سجلت بضع عشرات من الإصابات، حضت السلطات الصحية الحكومات المحلية والشركات والمدارس على وضع خطط مثل إلغاء التجمعات الكبرى أو العمل عن بعد في وقت تسعى البلاد لاحتواء الفيروس.-(أ ف ب)