احتواء إيران: السنة يردون الضربة

تقرير خاص - (الإيكونوميست) 28/3/2015

ترجمة: علاء الدين أبو زينة

الكويت العاصمة، أبو ظبي- عندما استيقظ المواطنون في دول الخليج العربي على العملية العسكرية السعودية في اليمن يوم الخميس الماضي، راودت الكثيرين منهم الفكرة نفسها: لقد حان الوقت.
على مدى أشهر، شاهدت دول مجلس التعاون الخليجي التي يهيمن عليها السنة بمشاعر الذعر، بينما الجماعات الشيعية المتحالفة مع إيران في كل من سورية والعراق واليمن تحرز التقدم وتكسب الأرضية.
ويقول عمر محمود محمد، محلل الأبحاث في مركز البحرين لدراسات الاستراتيجية الدولية والطاقة (دراسات): "من منظور مواطني دول الخليج، فإنك ترى إيران وهي تستولي على كل شيء في المنطقة فقط. والآن، أخيراً، ها نحن نفعل شيئاً في سبيل محاولة صياغة الأحداث لصالحنا".
"عاصفة الحزم" كما تسمى العملية العسكرية التي تقودها العربية السعودية، وعدت باستخدام الدعم العسكري المقدم من نحو دزينة من البلدان من أجل رد الثوار الحوثيين اليمنيين المتحالفين مع طهران على أعقابهم. وتشارك في هذا الجهد كل دولة ذات أغلبية سنية في الجوار تقريباً، بما في ذلك السودان وتركيا؛ المتحالفتان عادة مع طهران.
ربما يكون من قبيل المصادفة أن الضربات الجوية بدأت قبل أيام فقط من الموعد النهائي للتوصل إلى اتفاقية إطار في المحادثات التي تقودها الولايات المتحدة مع إيران حول برنامج الأخيرة النووي. وكانت العربية السعودية قد اشتكت لواشنطن على مدى أشهر من أن إيران متحررة من العقوبات ربما تكون أكثر جرأة على التدخل في المنطقة.
الآن، أصبح من الواضح أن الرياض، التي قدمت إشعاراً إلى القيادة العسكرية المركزية الأميركية قبل أقل من ساعة من بدء عملياتها الجوية في اليمن، سوف تستخدم أسلحتها أميركية الصنع للتأكد من أن ذلك لن يحدث. وتشمل الحملة إشراك نحو 185 طائرة.
يقول المحلل السياسي الإماراتي عبد الخالق عبد الله: "هناك الكثير من الرسائل المتضمنة في هذا الجهد. إنه يظهر نوع الثقة التي تتمتع بها دول مجلس التعاون الخليجي والسعوديون. وهل هي رسالة لإيران؟ نعم، إنها كذلك بطبيعة الحال".
إذا كانت هذه العملية قد كشفت عن الصدع الطائفي والإقليمي القائم بين العربية السعودية وإيران، فقد كانت توحيدية على نحو غريب في داخل دول مجلس التعاون الخليجي. وقد تم من خلالها إصلاح علاقات المجلس المتوترة عادة بين قطر من جهة، والعربية السعودية والإمارات العربية من جهة أخرى. كما أن فروع جماعة الإخوان المسلمين في المنطقة، التي تعتبرها الرياض وأبو ظبي إرهابية، تقف إلى جانب العمل العسكري. وفي هذا الإطار، قالت الحركة الدستورية الإسلامية في الكويت، وهي الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين هناك، إنها تدعم جهود الخليج لوقف "العصابات الانقلابية الحوثية المسلحة" في اليمن، وحثت المؤيدين في الوطن على عدم الاستسلام للذعر.
مع ذلك، يخشى البعض من احتمال أن تعمد إيران إلى استخدام حلفائها الإقليميين في الرد الانتقامي. ويمكن أن تأتي ردة الفعل "من قوة القدس أو وكلائها" في الكويت، والبحرين، أو المحافظات الشرقية للعربية السعودية، والتي تشكل كل منها موطناً لأغلبية من السكان الشيعة، كما يقول علي الكندري، الذي عمل على مدار عقد تقريباً مستشاراً للسفراء والجنرالات الأميركيين في العراق. وفيما قد يكون تعبيراً عن القلق من احتمال تحقق مثل هذا السيناريو، حذرت وزارة الداخلية البحرينية يوم الخميس الماضي من أي "محاولة لاستغلال الوضع الراهن لتقسيم الوحدة الوطنية... (أو) نشر الفتنة بين المواطنين". كما يشعر مواطنو الخليج الشيعة، وخاصة في البحرين، بالقلق من احتمال مواجهة ضربة ارتدادية طائفية.
وفقاً للسيد الكندري، فإنه "في العراق حيث تصبح الأمور مرعبة". فهناك، تقدم الضربات الجوية الأميركية الدعم للجيش العراقي والميليشيات الشيعية التي تحاول استعادة مدينة تكريت من "الدولة الإسلامية"، الجماعة السنية المتطرفة. ويعرب الدبلوماسيون في بغداد عن قلقهم من احتمال أن تنقلب الميليشيات الشيعة ضد نظرائها الأميركيين أو السنة. وفي إحدى الإشارات المثيرة للقلق، قال حسن نصر الله، زعيم حزب الله اللبناني المتحالف مع العديد من الميليشيات الشيعية العراقية، في حديث للمصلين يوم الجمعة، إن لليمنيين الحق في "مقاومة" الجيش السعودي.
في حقيقة الأمر، وفي حال تبين أن العملية في اليمن ستكون مكلفة أو مطولة، فإن الحماس الشعبي لدى مواطني دول مجلس التعاون الخليجي ربما يضعف. وكان عدد من دول الخليج، مثل قطر والإمارات العربية المتحدة والكويت، قد فرضت الخدمة العسكرية الإلزامية مؤخراً، على نحو يزيد من احتمالات شن أي عمليات برية في المستقبل.
أما في الوقت الراهن، فإن السعوديين يعملون بجرأة كبيرة. وكما قال السفير السعودي في واشنطن، عادل الجبير، في مقابلة أجرتها معه محطة (سي. إن. إن) هذا الأسبوع، فإن "هناك أمرين لا نساوم عليهما: ديننا وأمننا".

*نشر هذا التقرير تحت عنوان: Containing Iran: The Sunnis strike back

[email protected]

اضافة اعلان