الغور الشمالي: أسر فقيرة تستغل العطلة الصيفية لتشغيل أطفالها

uk3uqu3z
uk3uqu3z

علا عبد اللطيف

الغور الشمالي - رغم خطورة زجّ أطفال في العمل وهم دون السن القانونية، إلا أن العديد من العائلات والأسر في لواء الغور الشمالي ينتظر العطلة الصيفية لأبنائها الطلبة بشغف من أجل تشغيلهم، لتحسين أوضاعهم المعيشية وملء أوقات فراغهم.اضافة اعلان
ويؤكد أهال أن النشاطات الاقتصادية تزداد وتتوسع في الفترة الصيفية جراء توافد أعداد كبيرة من السياح للمناطق السياحية المنتشرة في اللواء كالحمّة والمقامات المنتشرة، ناهيك عن الاستراحات الشعبية المطلة على نهر الأردن، فيزداد الطلب على عمال من قبل أصحاب العمل لجميع المرافق السياحية والاستراحات الشعبية، اضافة الى المطاعم والمقاهي والفنادق المنتشرة في المحافظات القريبة من اللواء.
ويؤكد الأهالي أن هذا التوافد الكبير يخلق فرص عمل موسمية مؤقتة، فيلجأ بعض الطلاب للعمل بهذه الفرص.
ويرى رب أسرة علي بشتاوي، أن الطلاب يستفيدون من العمل في الإجازة الصيفية، سواء لكسب المال أو لملء وقتهم، لكنه دعا الأهالي الى اختيار العمل الذي يناسب قدرات أبنائهم، الجسدية والفكرية والبعيدة عن المخاطر، والابتعاد عن تشغيل الأطفال الصغار. ويؤكد أن العمل يكسب الطلاب الجامعيين خبرة عملية ومهنية.
في ذات الوقت يؤكد الخمسيني محمد خالد انه ينتظر العطلة الصيفية على أحر من الجمر" اذ يعمل في كل عطلة على تشغيل أولاده الجامعيين ومن هم على مقاعد الدراسة المدرسية، موضحا أنه يعاني من ظروف مالية صعبة، وانه مهدد بالسجن جراء الديوان المتراكمة.
ويوكد والد الطفل محمد علي، انه وبالرغم من الخطورة التي تكمن وراء العمل تحت أشعة الشمس الحارقة، والتي تصل في لواء الغور الشمالي 44 درجة مئوية ولا تتناسب مع قدرات هؤلاء الأطفال جسديا، لكنه يعتبر أن لا فائدة من بقاء أبنائه في البيت خلال العطلة الصيفية، خصوصا وأنّهم يعانون من ظروف مالية صعبة بالاضافة الى حاجة الاطفال إلى مصاريف تفوق المستلزمات الأساسية من المأكل والملبس والمشرب.
ورغم ان المواطن علي الرياحنة، يرى ان عمل الشباب الجامعيين في الفترة الصيفية ضروري لتطوير خبراتهم وجعلهم أكثر ملاءمة لسوق العمل، الا انه يقول إن زج الأطفال الصغار بالأعمال الصعبة كالميكانيك، والتحميل والتنزيل في الحسبة المركزية يزيد من المخاوف الصحية على أجسادهم، ناهيك عن المخاوف الاجتماعية الأخرى، مطالبا الجهات المعنية بضبط سوق العمل والعمل على مراقبة عمالة الأطفال.
ويضيف الرياحنة، ان العمل في العطلة الصيفية يؤدي إلى تطور مفهوم اندماج الشباب في المجتمع ويساهم في إثراء احتياجات المجتمع، من المهن والوظائف، بالإضافة إلى خلق حوار وتناغم بين المجتمع والشباب.
وتعد أحياء لواء الغور الشمالي الفقيرة وطبقاتها الاجتماعية متدنية الدخل، مصدرا رئيسيا لعمالة الأطفال في أسواقها، وما يزال سوق الخضار المركزي في الشونة الشمالية والمناطق السياحية كالحمة وطبقة فحل، تزدحم بالعديد من الأطفال الفقراء ممن يعملون تحت أشعة الشمس الملتهبة بملابسهم الرثة طيلة النهار، للعودة بما يرضي أسرهم.
وأكدت مصادر مديرية التنمية الاجتماعية والعمل في لواء الغور الشمالي، أن هناك تفتيشا مستمرا على عمالة الأطفال في السوق، مشيرة الى ان نسبة الأطفال الذين يتوجهون إلى سوق العمل خلال العطلة الصيفية في اللواء قليلة مقارنة بالمناطق الأخرى، إذ إن ارتفاع نسبة عمالة الأطفال ترتفع في المناطق النائية والفقيرة، التي تعاني من ظروف مالية صعبة.
وأضافت ذات المصادر أن هناك تنسيقا مع مديرية التربية والتعليم على وضع برامج تحد من عمالة الأطفال، من خلال فتح أبواب المدارس أمام الطلاب، وإشراكهم في أنشطة لامنهجية، حتى لا يدخل الطالب في فترة انقطاع ذهني كامل خلال العطلة.
وأوضحت أنّ العطل المدرسية ينبغي أن تكون جزءا من الأجندة، إذ إن هدفها تربوي تتم من خلاله تهيئة الطالب للانتقال للمراحل الدراسية، ولاكتشاف هواياته وإبداعاته ويمكن خلالها أيضا إلحاقهم بدورات مهنية.