تعديل "غير متوقع" للتقويم المدرسي.. فهل ينجح المعلمون بتدارك الوقت؟

طلاب مدرسة ابتدائية في إحدى مدارس المملكة- (تصوير: ساهر قداره)
طلاب مدرسة ابتدائية في إحدى مدارس المملكة- (تصوير: ساهر قداره)

آلاء مظهر

عمان-عقب قرار "غير متوقع" لوزارة التربية والتعليم يقضي بتقديم موعد الاختبارات النهائية للفصل الدراسي الأول 24 يوما عن الموعد المحدد في التقويم المدرسي للعام الدراسي 2022/2021 ،تبقى الحاجة لالحاقة بمجموعة من القرارات التي تسهم في تعزيز العملية التعليمية.

اضافة اعلان


وبحسب التقويم المدرسي السابق، فان موعد الاختبارات التحصيلية النهائية للفصل الدراسي الأول لطلبة مرحلة التعليم الأساسي وطلبة المرحلة الثانوية للصفين الحادي عشر والثاني عشر يبدأ في 2 كانون الثاني (يناير) العام2022 وتنتهي في 17 كانون الثاني (يناير) 2022، كما يبدأ دوام الطلبة للفصل الدراسي الثاني يوم الثلاثاء في الثامن من شهر شباط (فبراير) 2022.


وكانت لجنة التخطيط في وزارة التربية والتعليم في اجتماعها الموسع الذي عقدته أمس برئاسة وزير التربية والتعليم الدكتور وجيه عويس، أقرت تقديم موعد الاختبارات النهائية للفصل الدراسي الأول لتبدأ بتاريخ 8 كانون الأول (ديسمبر) المقبل.


كما أقرت تقديم بداية الفصل الدراسي الثاني للعام 2021/2022، ليبدأ اعتبارا من تاريخ الأول من شباط (فبراير) 2022، حيث سيبقى مجموع أيام العام الدراسي للفصلين 195 يوما دراسيا، انسجاما مع التقويم المدرسي المعتمد.


أمين عام الوزارة للشؤون التعليمية في وزارة التربية والتعليم الدكتور نواف العجارمة، كشف ان الاختبارات التحصيلية النهائية للفصل الدراسي الأول للطلبة ستنتهي في 23 كانون الاول (ديسمبر) المقبل، على ان ينتهي الفصل الدراسي الثاني 20 حزيران (يونيو) المقبل.


وقال العجارمة في تصريح خاص لـ"الغد" أمس إن العطلة مابين الفصلين(عطلة الشتاء) ستبدأ اعتبارا من 26 كانون الأول (ديسمبر) المقبل، وتنتهي في 31 كانون الثاني (يناير) 2022.

وأضاف العجارمة ان الوحدات الأخيرة في المناهج الدراسية التي لن يستطيع المعلمون تغطيتها نتيجة لتقديم موعد الاختبارات النهائية للفصل الدراسي الأول فانه سيتم ازاحتها للفصل الدراسي الثاني.


وأشار العجارمة إلى أن هذا القرار تم اتخاذه بشكل" مبكر قبل نحو شهر ونصف من موعد تقديم الامتحانات النهائية للفصل الدراسي الأول ليتسنى لأعضاء الهيئتين الإدارية والتدريسية من وضع خططها وبرامجها المناسبة وفق تلك المعطيات".

وبين العجارمة أن العطلة مابين الفصلين ستتراوح مدتها 37 يوما بدلا من 20 يوما كما هو مقرر لها في التقويم المدرسي السابق.


وأكد أن هذا القرار يأتي حرصا من الوزارة على سلامة وصحة الطلبة، نظرا لظروف جائحة كورونا، وتلافيا لارتفاع عدد الإصابات، حيث تزداد فرص العدوى خلال فترة الشتاء، هذا بالإضافة إلى إتاحة الفرصة لعقد الامتحان التكميلي الذي سيبدأ في الثلاثين من شهر كانون الأول (ديسمبر) المقبل.

في وقت اعتبر فيه خبراء ومختصون في مجال التعليم ان هذا القرار يعتبر إيجابيا وخطوة استباقية في حال تم الحاقه بمجموعة من القرارات التي تسهم في تعزيز العملية التعليمية متمثله في إعادة النظر في المحتوى المقرر لهذا الفصل وآليات التقويم من الامتحانات الشهرية والفصيلة والأدوات المستخدمة وحجم المادة الدراسية التي ستغطى بهذه الامتحانات.


منسق حملة الوطنية لحقوق الطلبة (ذبحتونا)، فاخر دعاس من جهته قال إن هذا القرار إيجابي إذا تم الحاقه بمجموعة من القرارات التي تسهم في تعزيز العملية التعليمية.


وأضاف لـ"الغد" أمس ان هذا القرار يجب الحاقة بعدة خطوات من ضمنها ازاحة للمناهج والمقصود بها ان الدورس في المباحث الأساسية التي لا تعطى للطلبة بالفصل الدراسي الأول يتم ازاحتها للفصل الدراسي الثاني بالإضافة إلى تمديد الفصل الدراسي الثاني أسبوعين.

وأكد دعاس أهمية ان تناسب أيام الدراسة بالفصل الأول مع حجم المنهاج المدرسي فلا يمكن للمعلم ان ينهي المادة الدراسية الخاصة بحجمها الطبيعي في الموعد المحدد دون ان تتم ازاحة بعض الدروس للفصل الثاني، مشيرا إلى أن بقاء الوضع كما هو دون إزاحة سيربك الطلبة والمعلمين وسيضعهم تحت ضغط كبير لانهاء المادة الدراسية قبل موعد الاختبارات النهائية الجديد.


بدوره، راى نقيب اصحاب المدارس الخاصة منذر الصوراني، ان اصدار هذا القرار "جاء متأخرا" الأمر الذي تسبب نوعا ما في حدوث إرباك لدى بعض المدارس الخاصة كون هذا القرار "لم يكن متوقعا والأصل أن تكون مثل هذه الأمور مخطط لها من بداية العام الدراسي كي يتسنى للمدارس ترتيب خططها وفق تلك المعطيات".

وقال الصوراني لـ"الغد" إن هذا القرار قد ينعكس اثره على الخطط الدراسية الموضوعة للمناهج الأمر الذي سيدفع بإدارات المدارس الاسراع في انهاء المواد المطلوبة قبل موعد بدء الاختبارات النهائية للفصل الدراسي الأول.


وأضاف ان هذا القرار له انعكاسات على أولياء الأمور الذين رتبوا خططهم وفق الموعد المحدد لعطلة مابين الفصلين ولكن مع تقديم الاختبارات وبدء العطلة عكس ما كان مقر مسبقا تسبب في بعض الاشكالات.


وفي جانب آخر، أوضح الصوراني أن هناك العديد من المدارس لم تنجز امتحاناتها الشهرية بالإضافة إلى سرعة انهاء المواد الدراسية للفصل الدراسي الأول قبل موعدها المحدد في التقويم المدرسي المقر سابقا.


وأكد الصوراني على أن المدارس الخاصة عليها تطبيق التعليمات مادامت رؤية الوزارة تسير في هذا الاتجاه.

وشاركتهم بالرأي العضو المؤسس للحملة الوطنية لعودة آمنة للمدارس، الدكتورة أسيل الجلاد أكدت انه من ضمن مطالبات الحملة سابقا ان يتم تعديل التقويم المدرسي وفق الوضع الوبائي بالمملكة بدلا من التحول لنظام التعلم عن بعد.


وقالت الجلاد لـ"الغد" أمس إن التغير الذي طرأ على التقويم المدرسي أمس يبقى خيارا أفضل وأقل ضررا من التحول للتعلم عن بعد، مشددة على ضروة أن لا يكون هذا التعديل على حساب المنهاج المقرر اعطاؤه للطلبة أو اعباء إضافية على الطلبة لاسيما مع تقديم موعد الامتحانات للفصل الدراسي الأول وتداخلها مع الامتحانات الشهرية.


واعربت الجلاد من مخاوفها بان يتم تمديد العطلة الشتوية بشكل إضافي الأمر الذي سيتسبب بإشكالية لدى الطلبة من الفئات العمرية الصغيرة التي مازالت لم تتكيف بعد مع الدوام المدرسي بعد انقطاع دام شهرا ونصفا بسبب الجائحة.

وأكدت على أهمية ان يبقى التعليم والتعليم الوجاهي على سلم أولويات الحكومة في ظل الخسائر الكبيرة الناتجة عن تغيبهم القسري عن مدارسهم في ظل تعليق الدوام المدرسي.


من جانبه، اعتبر مدير إدارة التخطيط والبحث التربوي في وزارة التربية والتعليم سابقا الدكتور محمد أبو غزلة ان قرار وزارة التربية والتعليم بتعديل التقويم المدرسي للعام 2021-2022 وتقديم مواعيد الامتحانات للفصل الدراسي الأول لتبدأ في 8/ 12/ 2021 بدلا من 2/1/2022 ، والتعديل على بدء الدوام المدرسي للفصل الثاني ليبدأ 2/1/ 2022 بدلا من 2/8/ 2022 يعد قرارا سليما.


وأوضح أبو غزلة ان هذا القرار يمثل خطوة استباقية حتى لا تتكرر الانقطاعات المدرسية التي حدثت خلال العامين الماضيين، وخاصة بعد الارتفاع الذي يسجل في أعداد الوفيات والإصابات والتي ترجع إلى عدم الالتزام بإجراءات الوقاية من فيروس كورونا.


وأعتقد من الحكمة أن تصدح الحكومة بصوتها والمصارحة بأن مثل هذه التوجيهات جاءت بسبب الزيادة في ارتفاع عدد الحالات والتأكيد على أساليب الوقاية والتأكد منها في المدارس والجامعات وأماكن التجمعات.


وأشار إلى ضرورة أن نأخذ بعين الاعتبار اثر هذه القرارات على العملية التعليمية رغم المحافظة على عدد الأيام الدراسية والبالغة (195) يوما لاسيما بما يتعلق باثرها على المباحث الدراسية الموزعة على الفصول الدراسية ووفق الخطة الدراسية للمواد والحصص المخصصة لها في كل فصل الأمر الذي يتطلب إعادة النظر في المحتوى المقرر لهذا الفصل.

وأوضح أبو غزلة ان هذا الفصل الدراسي بدأ ببعض المشكلات نتيجة الفاقد التعليمي لدى كافة الطلبة، وهجرة الطلبة من المدارس الخاص وتحويل المدارس للتناوب وللفترتين، والمدارس المستاجرة ، وتقليل زمن الحصة الصفية، وغياب المعلم والطلبة عن المدارس مما يعني اتساع الفجوة في الدافعية للتعليم، والفجوة النفسية والاجتماعية التي تأثر بها الطلبة.


ودعا أبو غزلة الى ضرورة إعادة النظر بآليات التقويم من الامتحانات الشهرية والفصلية والأدوات المستخدمة وحجم المادة الدراسية التي ستغطى بهذه الامتحانات ناهيك عن مستوى تنوع الأسئلة، وأثر كل ذلك في تمكين الطلبة من تعلم يلبي احتياجاتهم بعد انقطاع طويل بسبب ظروف الجائحة.


وبين ان تداخل الفصل الدراسي الثاني مع شهر رمضان المبارك الذي سيحل بداية نيسان (ابريل) 2022 سينعكس على دافعية الطلبة للتعلم فيه على الرغم من مصادفته العام الماضي بنفس الفترة ولكن بظروف مختلفة عما عليه الآن، ناهيك عن ترتيبات التحاق المعلمين بدورات تدريبية خلال فترة الصيف وما يتعارض ذلك مع العطل المدرسية والجامعية لهم ولأبنائهم في الجامعات وتفاوتها مع طلبة المدارس.

إقرأ المزيد :