معرض "الأحلام تمنح الأمل".. تجليات لصورة المرأة

منى أبو صبح

عمان - نقلت اثنتان وثلاثون لوحة مكنونات المرأة وأحلامها وطموحها في لوحات الفنانة التشكيلية شيرين عودة بمعرضها الشخصي العاشر تحت عنوان "الأحلام تمنح الأمل" الذي افتتح مؤخرا في غاليري 14عمان.
اشتمل المعرض الذي افتتح برعاية سمو الأميرة وجدان الهاشمي على عدة لوحات بمقاسات مختلفة نفذت بـ (الكولاج)، وهو عبارة عن قص ولصق عدة خامات على سطح اللوحة، بحيث يمنحها شكلا جديدا ومغايرا عن السائد، حيث جسدت عودة فيها المرأة بتفاصيل مختلفة من حياتها، إضافة إلى الغوص في أعماقها وأحلامها.
الفنانة عودة في حديثها "للغد" تقول، "هذه تجربتي الأولى في (الكولاج)، وهي فكرة حديثة واستخدامها في الوطن العربي قليل، سعيت لتنفيذها في هذا المعرض، بعد أن قدمت معارض الفيديو آرت.. لوحات من الفيديو.. النيون لايت..البوك آرت.. إضافة إلى لوحات الرسم بالألوان الزيتية".
تتجلى صور المرأة في أعمال عودة، حيث تظهر المرأة في لحظات الأمل والتأمل وفي لحظات الفرح والحزن والتحرر والانتظار والقلق وكذلك لحظات الانكسار والقيود.
اختارت الفنانة في لوحاتها تفاصيل مختلفة تحيط (بالمرأة) مثل الورود.. الأجنحة.. الأغصان..الطيور وغيرها بتناغم جميل لتعبر عن أحاسيس المرأة المتعددة.
تبين عودة أن المرأة تشغل تفكيرها دائما بقولها، "أطمح أن تكون المرأة دائما واثقة من نفسها... قوية.. لها مساحة من الحرية.. وتعبر عن قيود المرأة بطريقتين: أما من قبل الزوج أو العائلة، أو هي تقيد نفسها بنفسها بدافع التضحية للعائلة والأسرة متناسية ذاتها وحقوقها في الحياة".
تضيف عودة، "لا أحب أن أرى المرأة ضعيفة أو بائسة، فهناك الحلم والأمل.. ولا يحيا الإنسان دونهما، فعليها التفكير والبحث، ومن ثم السعي لتحقيق هذه الأحلام والأمنيات".
وعن تنفيذ لوحاتها بالكولاج تبين، "بدأت بالرسم على الورق (القاعدة) واختيار اللون، ومن ثم اختيار الأشكال، تلاها عملية التشكيل والدمج لتصبح متكاملة منسجمة مع بعضها البعض".
تضيف، "شعرت براحة كبيرة بالعمل في (الكولاج) فهو عالم واسع، به مفاجآت، بحيث يظهر أشياء جديدة غير متوقعة، يتعامل معها الفنان ويطوعها بقدراته وإبداعاته الفنية لتخرج بالنهاية لوحة متناغمة بمفرداتها وموضوعها".
وترسم عودة بمرسمها الخاص بها الموجود في المنزل، في أوقات الصباح الباكر أو آخر ساعات الليل، حيث الهدوء والسكينة، وتقول، "أحب الفن، لأنه عالم أوجدته لنفسي، وهو مختلف عن الواقع، وكأنه هروب من الواقع أو من صعوبات الحياة، وصولا لحياة جميلة تمنح راحة نفسية لمن يعمل به".
لوحات الفنانة في المعرض تكمل بعضها بعضا، فهي بروح واحدة وبذات التكنيك، كل لوحة تكمل الأخرى، كما تبدو لوحات متقاربة وكأنها (توأم)، فهي تسلسل لفكرة واحدة أرادته الفنانة (الحلم يمنح الأمل).
شكلت عودة لوحاتها بطريقة منسجمة مفعمة بالمشاعر المتداخلة والأحلام المعلقة لتترك لمتلقي اللوحة قراءتها حسب حالته النفسية ورؤيته إلى المرأة، كما تعمدت إحاطتها بـ (إطارات بيضاء) لإضفاء الراحة والسكينة لحظة النظر إليها.
لوحات المعرض تعبر عن المرأة بمختلف الأشكال والأوضاع والأحلام، فهي رسالة ضمنية إلى الرجل لكي ينتبه إلى هذا الكائن الذي يمثل أكثر من نصف المجتمع، وأن ينظر إليه نظرة إبداعية وإنسانية تتعدى لغة الجسد لتبلغ المشاعر والأحاسيس وتبادل الأفكار والرؤى، كما أنها رسالة للمرأة (نفسها) بضرورة الحلم والأمل في حياتها.
يذكر أن الفنانة التشكيلية شيرين عودة من مواليد عمان، تخرجت من مركز الفنون الجميلة في العام 1992، أكملت عدة دورات جرافيك.. حفر.. وطباعة بدارة الفنون ودورات في المتحف الوطني للفنون الجميلة مع نديم الكوفي وبروفيسور لين ألن، درست الفن مع عدة فنانين مثل الفنان محمود العبيدي وخالد خريس، أقامت 9 معارض شخصيه في عمان وبيروت، وعده معارض جماعية في الأردن والخارج متل البحرين، بيروت، المانيا، دبي، مصر والجزائر.

اضافة اعلان

[email protected]