موسكو تعتبر السيناريوهات حول وقوع طائرتها في سيناء "تكهنات"

سياح يغادرون من مطار منتجع شرم الشيخ على البحر الأحمر أمس -(ا ف ب)
سياح يغادرون من مطار منتجع شرم الشيخ على البحر الأحمر أمس -(ا ف ب)

عواصم- تلقت السياحة في مصر ضربة جديدة مع ترجيح بريطانيا والولايات المتحدة فرضية انفجار قنبلة أدت الى سقوط الطائرة الروسية بعيد اقلاعها من منتجع شرم الشيخ السياحي الشهير السبت الماضي.اضافة اعلان
في حين، اعتبر الكرملين ان السيناريوهات المختلفة بخصوص تحطم طائرة في سيناء ليست الا "تكهنات".
وأعلن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف في مؤتمر صحفي أن "جميع الروايات حول ما حدث وأسبابه ينبغي ان تصدر عن المحققين، ولم يردنا اي اعلان من المحققين حتى الساعة"، مضيفا ان "جميع التفسيرات الاخرى ليست الا تكهنات".
وأضاف "في حال وجود معلومات اكثر جدية نأمل ان يقدمها من يملكها للتحقيق"، ملمحا الى المملكة المتحدة والولايات المتحدة اللتين اعبرتا انه من المحتمل ان يكون انفجار عبوة سبب تحطم الطائرة.
بيد أن، الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أكد بعد لقائه رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون في لندن ان مصر "مستعدة للتجاوب اكثر" مع شركائها من اجل حماية السياح الاجانب.
وقال الرئيس المصري "نحن مستعدون للتجاوب اكثر مع اي اجراءات تطمئن كامل اصدقائنا الى ان الاجراءات الامنية الموجودة في مطار شرم الشيخ كافية وان المطار مؤمن بشكل جيد".
وأعرب عن استعداد بلاده للتعاون مع البلدان التي "ترسل مواطنيها الى مصر ليكونوا مطمئنين الى ان المطارات او المقاصد السياحية آمنة ومستقرة".
وعلقت لندن مساء الاربعاء "احترازيا" الرحلات بين شرم الشيخ والمملكة المتحدة بعد كشف "معلومات جديدة" تدعم نظرية العبوة. كما اعلنت انها تسعى الى اعادة 20 الف سائح بريطاني من شرم الشيخ الى بلادهم، في اجراء رفض الكرملين التعليق عليه.
وفيما اعلن تنظيم "داعش" تبني اسقاط الطائرة اكد بيسكوف ان روسيا "لا تستبعد اي سيناريو".
في القاهرة تمكن المحققون من الاطلاع على بيانات احد الصندوقين التي تكشف بيانات الرحلة. اما الصندوق الاسود الآخر الذي يحوي تسجيلات محادثات الطاقم فأصيب باضرار فادحة ويبدو من الصعب تحليله. ويفترض ان يجيز تحليل بيانات الرحلة الحسم بين النظريتين المطروحتين اي العطل التقني او الهجوم.
في سياق متصل، قال ألكسندر نيرادكو رئيس الوكالة الروسية للنقل الجوي أن لجنة فرعية تابعة لفريق التحقيق في كارثة الطائرة، ستتولى دراسة احتمال وقوع عمل إرهابي على متن الطائرة.
وأوضح في تصريحات صحفية أن اللجنة التي ستضم خبراء جنائيين، ستتولى البحث عن آثار لمواد متفجرة على حطام الطائرة والحقائب وجثث القتلى.
وفي الوقت نفسه شدد المسؤول الروسي على أن فريق التحقيق لا يركز حاليا على فرضية ما منفردة لأسباب المأساة، بل يواصل عمله الدؤوب لتحديد جميع ملابسات الكارثة.
بدوره حذر مصدر في وزارة الخارجية الروسية من استخلاص استنتاجات متسرعة حول أسباب تحطم الطائرة الروسية في سيناء.
وشدد قائلا: "إننا نعارض التقييمات المتسرعة التي تعتبر الكارثة عملا إرهابيا. بل يجب علينا أن ننتظر انتهاء التحقيق، أما التخمين بهذا الشأن فنعتبره أمرا غير صائب.
كما ذكر نيرادكو أن فرق البحث الروسي لم يتمكن لليوم الثاني على التوالي من الوصول إلى مكان تحطم الطائرة بسبب هبوب عاصفة رملية قوية.
وأكد أن فرق البحث متواجدة حاليا في القاهرة، لكنها في حالة الاستعداد التام للتوجه إلى مكان تحطم الطائرة على متن المروحيات في أي لحظة بعد انتهاء العاصفة الرملية.
وكلف مدفيديف المسؤولين الروس بتعزيز الإجراءات الأمنية على الرحلات الدولية التي تنفيذها شركات الطيران الروسية.
واعلن الفرع المصري لتنظيم الدولة الاسلامية، الذي يطلق على نفسه اسم ولاية سيناء وينشط في شمال سيناء حيث عثر على حطام الطائرة، مسؤوليته عن إسقاط الطائرة من دون ان يوضح كيف. ثم عاد وقال في تسجيل صوتي الأربعاء انه سيوضح "آلية" إسقاطها "في الوقت الذي يريده".
ويحذر الخبراء من مخاطر جدية على قطاع مهم من قطاعات الاقتصاد المصري واحد الموارد الرئيسية للعملات الاجنبية في البلاد.
وقال فواز جرجس الاستاذ في لندن سكول اوف ايكونوميكس في لندن "ان ما حدث يمكن ان يشكل ضربة قوية لصناعة السياحة في مصر التي عانت سابقا بشده بسبب الاضطربات السياسية في البلاد خلال السنوات الاخيرة".
وأضاف "السؤال الآن هو هل سيذهب الناس الى شرم الشيخ؟".
وعملت مصر دوما على تسويق منتجعي الغردقة وشرم الشيخ باعتبارهما جوهرتي السياحة فيها وهما منتجعان يشتهران بشواطئهما الجميلة ويجتذبان حصوصا هواة الغطس .
ففي ايلول (سبتمبر) الماضي، قتل ثمانية سياح مكسيكيين بالخطأ من قبل قوات الامن المصرية في الصحراء الغربية لمصر.
وفي آب (اغسطس)، اعلن الفرع المصري لتنظيم القاعدة اعدام مواطن كرواتي تم خطفه بالقرب من القاهرة.
وجاءت الواقعتان بعد بضعة أشهر من احباط الشرطة محاولة اعتداء بقنبلة بالقرب من معبد الكرنك في مدينة الاقصر السياحية.
ويقول مسؤولو شركات السياحة ان كارثة الطائرة الروسية يمكن ان تكون الضربة الاكبر للسياحة حتى الآن.
وقال حمادة ناجي وهو منسق رحلات سياحية في الغردقة ان "السياحة في مصر ببساطة ستموت في حال ثبت ان عملية ارهابية وراء اسقاط الطائرة".
ويقول الخبراء ان انتشار حطام الطائرة وأشلاء الضحايا على مساحة واسعة في صحراء سيناء يعني ان الطائرة انشطرت في الجو.
وقال جاك بيتر وهو مدير فنادق سافوي في شرم الشيخ ان "الضرر وقع بالفعل وحتى لو تبين في نهاية المطاف ان سقوط الطائرة كان نتيجة خطأ ملاحي او مشكلة تقنية، فالناس اقتنعت بالفعل انها قنبلة" تسببت في تحطمها.
وأضاف "ليس هناك إلغاء لحجوزات حتى الآن ولكننا قلقون على المديين المتوسط والطويل فالحجوزات، التي عادة ما تبدأ في هذا الوقت من العام في الصعود مع اقتراب عطلات عيد الميلاد وراس السنة، مازالت على حالها ولم تشهد اي زيادة".
تشكل السياحة عادة 12 % من اجمالي الدخل القومي لمصر و15 % من مواردها من العملات الاجنبية.
وأضر عدم الاستقرار السياسي باقتصاد مصر وادى الى انهيار احتياطياتها النقدية بالدولار.
والعام الماضي زار 10 ملايين سائح مصر اي اقل كثبرا من عدد سياح العام 2010 الذي بلغ 15 مليونا، بحسب الاعلام الرسمي.
وقالت شركات سياحية في روسيا ان المبيعات انخفضت بنسبة ترواح بين 30
و50 % في "رد فعل الصدمة" الذي اعقب تحطم الطائرة، بحسب وكالة انترفاكس الروسية نقلا عن مسؤول في قطاع السياحة.-(وكالات)