فيضانات تجتاح دول والتكيف العنوان المفقود في نقاشات كوب “27”

جانب من قمة المناخ الأخيرة في شرم الشيخ-(أرشيفية)
جانب من قمة المناخ الأخيرة في شرم الشيخ-(أرشيفية)

فرح عطيات

شرم الشيخ– لم تجد الفيضانات التي اجتاحت دولا عربية وأجنبية الأيام الماضية، ومن بينها الاردن، حيزاً على طاولة المفاوضات الدائرة حالياً في قمة المناخ "كوب 27"، مع انها ألحقت خسائر بشرية ومادية ببعض البلدان، وفي الاردن أدت الامطار الغزيرة في عدة مناطق لوفاة شخص.اضافة اعلان
فالدول المتقدمة، لا تولي في نقاشاتها أي اهتمام للتكيف مع التغيرات المناخية، ومساعدة الدول الأكثر تأثراً بها، فجل انشغالاتها حاليا، تنصب على "محاولات تأجيل كل ما يتعلق بالملفات المطروحة الى القمم المقبلة، ومن دون اتخاذ أي قرار بشأنها".
وكانت مسودة "الخطة الوطنية للتكيف وآثار التغير المناخي في الأردن 2021"، بينت أن المملكة "تأثرت بالعديد من أنواع الكوارث ذات الصلة بالمناخ، كالفيضانات والانهيارات الأرضية والسقوط الصخري والجفاف، والتي أصبحت أحداثًا أكثر تكرارًا".
كما وأظهرت قائمة جرد الكوارث، الواردة في الخطة التي نشرتها "الغد" سابقاً، أنه خلال "العقود الثلاثة الماضية، تسببت الفيضانات المفاجئة في الأردن بمقتل 110 أشخاص، وأثرت في مئات الآلاف، مع خسائر اقتصادية تقدر بمئات الدولارات الأميركية".
مستشارة العدالة المناخية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة "أوكسفام انترناشونال" صفاء الجيوسي، أكدت أن" النقاشات الدائرة حالياً بعيدة اليوم عن الواقع الذي تعيشه العديد من بلدان العالم".
ولفتت، في تصريحات لـ"الغد" على هامش قمة المناخ، الى أن "المفاوضين في القمة، ينصب تركيزهم على التمويلات المناخية، ولكن لم يتم الخروج بتوصيات كثيرة حتى هذه اللحظة بشأنها"،
وحذرت من "تكرار المشهد ذاته في القمم المناخية السابقة، بحيث يضع المفاوضون مخرجات تندرج تحت إطار الوعود، لكنها لا تخرج الى حيز التنفيذ"، مبينة أن "التساؤلات ترتكز على كيف من الممكن أن تنعكس مخرجات هذه النقاشات على أرض الواقع، وبشكل خاص على الدول المتأثرة بتبعات التغيرات المناخية".
ونوهت الى أن "موسم الشتاء قد حل في العديد من الدول العربية، التي بدأت تشهد أمطاراً وميضية تتسبب بغرق المدن، نتيجة ضعف البنية التحتية، وأدت لـغرق مناطق بالمياه، مثلما حدث في الأردن الأيام الماضية".
وهنا أكدت "دور المجموعة العربية في النقاشات، اذ إنها شهدت تطوراً ملحوظاً على صعيد مشاركة الوفود الرسمية، التي ضمت ممثلين عن الشباب ومؤسسات المجتمع المدني".
وكان الكوارث الطبيعية في النصف الأول من العام الحالي، التي شهدتها دول العالم، تسببت بوفاة قرابة 6347 شخصا، حسب تقرير مشترك لمركز أبحاث الأوبئة والكوارث "سي آر إي دي"، والوكالة الأميركية للتنمية الدولية، الصادر في أيلول (سبتمبر) الماضي.
وبحسب التقرير، سجلت الأشهر الستة الأولى العام الحالي، نحو 187 كارثة في 79 دولة، تضرر على إثرها أكثر من 50 مليون فرد، مع خسائر فاقت قيمتها الـ40 مليار دولار.
كما ونشر مكتب الإحصاء الأوروبي (يوروستات)، بيانات حول تكبد دول الاتحاد الأوروبي خسائر اقتصادية تجاوزت الـ145 مليار يورو، جراء الظروف الجوية السيئة الناجمة عن تغير المناخ في العقد الماضي، أي بين عامي2011 و2020.