في النهاية يفوز الألمان

تزامنا مع المباراة المنتظرة بين المنتخبين الألماني والانجليزي، التي تقام اليوم ضمن دور الستة عشر من كأس الأمم الأوروبية، يستحضر عشاق المنتخبين مقولة النجم الإنجليزي السابق غاري لينكر التي قالها قبل نحو عشرين عاما "لعبة كرة القدم بسيطة وعبارة عن 22 شخصا يتنافسون على الكرة خلال 90 دقيقة، وفي النهاية يفوز الألمان".اضافة اعلان
ومع خروج البرتغال "حامل اللقب" وهولندا التي تبكي على أطلال الماضي، فإنه لا شيء مؤكدا في الأدوار الإقصائية التي لا تقبل نتائج مباريات القسمة على اثنين، ولا بد من فائز حتى لو وصل الأمر إلى شوطين إضافيين ومن ثم ركلات جزاء ترجيحية.
خلال ما سبق من مباريات لم يظهر أي منتخب أوروبي بـ"شخصية البطل"، فكل شيء ممكن من منتخبات عدة بعضها كان "نظريا" خارج الحسابات، والبعض الآخر يستمر في تقديم المفاجآت ويظهر بصورة طيبة للغاية، ولعل تأهل منتخبي الدنمارك والتشكيك بشكل مثالي، يجعل من احتمال منافسة أحدهما على اللقب أمرا واردا بقوة، ولو من باب التعويل على التاريخ.
وإذا كان التاريخ قد شهد أرقاما كثيرة حطمها "الدون البرتغالي" كريستيانو رونالدو، إلا أنه هذه المرة استعصى عليه وحرمه من تسجيل إنجاز جديد ربما لن يتمكن من تحقيقه مجددا على صعيد "يورو" بحكم السن، وهذا التاريخ ربما يقلق الإنجليز اليوم في مواجهتهم مع الألمان، حيث تمثل عقدة "الماكينات"، وتجعل من الممكن حدوث وداع مبكر لـ"الأسود" الإنجليزية، التي بقيت حتى أجل طويل لا تخيف أحدا بعد أن ظهرت وكأنها من "ورق".
بيد أن الألمان، وإن ظهروا بكامل قوتهم وروعة أدائهم خلال مواجهة كريستيانو ورفاقه البرتغاليين، إلا أن الصورة ذاتها لم تُشاهد في المواجهتين مع فرنسا والمجر، فظهرت "الماكينات" وكأنها أصيبت بعطل ما، ينذر بخروجها المبكر، ما لم تستعد عافيتها وتظهر قوتها في الوقت المناسب.
ورغم أن البطولة الأوروبية لم تنته بعد، وما يزال في "جراب الحاوي" الكثير لإبهار المتابعين به، إلا أن تلك القوة والجمال والندية والإثارة لم تعد موجودة كما كان عليه الحال في النسخ الماضية، فظهرت الفرق وكأنها تعاني الإعياء والتخمة الكروية جراء كثرة المشاركات على صعيد الأندية والمنتخبات، وحتى اليوم لم تقدم البطولة لاعبا جديدا من "وزن النجوم"، أو حتى منتخبا مرشحا بقوة للتتويج باللقب.
ترى، هل تبقى مقولة لينكر صامدة وتتواصل العقدة الألمانية أم ينجح الانجليز في فكها؟