"حركة حقوق" العراقية: لمحة عامة

حسين مؤنس، رئيس "حركة حقوق"، الجناح المدني لـ"كتائب حزب الله" العراقية في مؤتمر صحفي - (أرشيفية)
حسين مؤنس، رئيس "حركة حقوق"، الجناح المدني لـ"كتائب حزب الله" العراقية في مؤتمر صحفي - (أرشيفية)

خبراء - (معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى) 2024/3/15

ثمة كتلة في مجلس النواب العراقي تقع تحت سيطرة "كتائب حزب الله" المصنفة على قائمة الولايات المتحدة للمنظمات الإرهابية، ولها سجل حافل في التحريض على العنف ضد المصالح الأميركية والمعتدلين العراقيين.
*   *   *
الاسم: "حركة حقوق"

اضافة اعلان


نوع الحركة: جماعة سياسية واجتماعية خاضعة لسيطرة "كتائب حزب الله" المصنفة على قائمة الإرهاب الأميركية، تشن حملات إعلامية (أنشطة ودعاية إعلامية) ضد الولايات المتحدة والحكومة العراقية، وحملات اجتماعية، فضلاً عن حملات إعلامية محلية مناهضة  للمعتدلين والمحتجين.
التاريخ والأهداف:


• في أواخر تموز (يوليو) 2021، ظهر عضو "كتائب حزب الله" حسين مؤنس جبار الحجامي (الذي أدار لبعض الوقت شخصية "أبو علي العسكري" على الإنترنت) لأول مرة على شاشة التلفزيون بصفته رئيساً لـ"حركة حقوق". وقدّم نفسه وحركته كبديل لفصائل "المقاومة" الأخرى وصرّح لقناة "آي نيوز" (بإدارة "كتائب سيد الشهداء"): "هناك فراغ سياسي كبير وخيبة أمل إزاء شعبنا… لقد أسست هذه الحركة لمعالجة جزء من هذا السخط".


• خاضت "حركة حقوق" الانتخابات باثنين وثلاثين مرشحاً (بينهم سبع نساء) في إحدى عشرة محافظة، ومعظمهم من الأكاديميين الحاصلين على شهادات في العلوم السياسية وقانون إدارة الأعمال والدراسات الإعلامية. ويؤكد تجمع مرشحي "كتائب حزب الله" في الدوائر الانتخابية المحيطة بقاعدة الجماعة في جرف الصخر الطريقة التي تسعى بها للسيطرة على القوس الريفي جنوب بغداد، وشمال كربلاء، وممرات الطرق المؤدية إلى محافظة الأنبار.


• في 4 آب (أغسطس) 2021، أطلقت "حركة حقوق" حملتها الانتخابية رسمياً. وفي ذلك الوقت، أشار المرصد السياسي في "معهد واشنطن" إلى ما يلي: "في انتهاك صارخ للمادة 9 من الدستور، التي تحظر على العناصر المسلحة الترشح للانتخابات، أدرجت "كتائب حزب الله"، المصنفة جماعة إرهابية من قبل الولايات المتحدة، مرشحيها ضمن قائمة "حركة حقوق".


• بعد النتائج السيئة التي حققتها "حركة حقوق" في الانتخابات (فوز واحد فقط من بين 32 مرشحاً)، شاركت الحركة في جهود المقاومة لإلغاء النتائج. فقد نُظّم اعتصام في 6 تشرين الثاني (نوفمبر) شارك فيه مؤنس وشخصيات بارزة من قادة الإرهابيين والميليشيات (انظر "علاقات التبعية" أدناه).


• رفضت "حركة حقوق" في بداية الأمر المقعد الوحيد الذي فازت به، إلا أن استقالة ثلاثة وسبعين نائباً من التيار الصدري أدت إلى إعادة توزيع المقاعد، وتم انتخاب ستة من أعضاء "حركة حقوق" في نهاية المطاف. وبعد ذلك، شغلت "حركة حقوق" مقاعدها لمساعدة الأغلبية العظمى التي يشكلها "الإطار التنسيقي" في المصادقة على تعيين محمد شياع السوداني رئيساً للوزراء في تشرين الأول (أكتوبر) 2022. (والجدير بالذكر أن السوداني التقى بمؤنس قبل الانتخابات).


• في 13 كانون الثاني (يناير) 2023، صرح الأمين العام لـ"حركة حقوق"، سعيد السراي، لموقع "شفق نيوز" العراقي بأن "عدم تنفيذ رئيس الوزراء محمد شياع السوداني لقرار إخراج القوات الأميركية... سيدفعنا لاتخاذ مواقف سياسية. ولهذا يجب تنفيذ القرار وفق الأطر القانونية والدبلوماسية".

وكان السراي يشير إلى قرار مجلس النواب الصادر في كانون الثاني (يناير) 2020 والذي يدعو الحكومة إلى طرد القوات الأجنبية. بعد ذلك، سعى نواب "حركة حقوق" إلى التصريح على قناة "النجباء" التلفزيونية بأن الانسحاب الأميركي قد يكون هدفاً نهائياً وليس مسألة أولوية ملحة.


• في 17 شباط (فبراير) 2023، نشر مؤنس التغريدة الآتية: "ستشكل البيئات الحاضنة للإرهاب في بعض المناطق المحيطة ببغداد تهديداً لأمن شعبنا وسلامته بين الحين والآخر إذا لم يتم استئصالها من أرض مثل أرض جرف الصخر... يجب الاستفادة من نجاح "الحشد الشعبي" في السيطرة على الميدان، وهذه هي مسؤولية القائد العام للقوات المسلحة". وكان مؤنس يقول باختصار إن تهجير السنّة من جرف الصخر في العام 2014 وتحويلها إلى إمارة تابعة لـ"كتائب حزب الله" قد يتكرر في مدينة الطارمية.


• في 14 تموز (يوليو) 2023، شارك زعيم كتلة "حركة حقوق" النيابية سعود الساعدي، في الاحتجاجات القائمة خارج مبنى السفارة الأميركية في بغداد والتي دعت إلى تكرار الاستيلاء العنيف على السفارة الأميركية في إيران الذي حصل في العام 1979. وفي اليوم نفسه، شكرت جماعة "الباسيج العراقي" الساعدي على دعمه، علماً أنها تابعة لحركة "حزب الله النجباء" وكانت قد حاصرت السفارة في بغداد.


• في آب (أغسطس) 2023، استجوب الساعدي وزيرة الاتصالات العراقية طارحاً عليها أربعة "أسئلة برلمانية" حول إيقاف قناة "صابرين نيوز" عن العمل. وجاء في أحد الأسئلة: "ما أسباب قيام الوزارة بغلق تطبيق تليغرام على الرغم من الدور المهم الذي تؤديه هذه المنصة في مجال الإعلام ونشر المحتوى الهادف؟"، وتجدر الإشارة إلى أن قناة "صابرين نيوز" كانت قد دعت في وقت سابق إلى قطع رؤوس مواطنين عراقيين.


• لم تخُض "حركة حقوق" انتخابات مجالس المحافظات التي جرت في كانون الأول (ديسمبر) 2023. ووفقاً لما صرح به مؤنس لقناة "الشرقية"، فإن حركته قاطعت التصويت لاعتقادها بضرورة إلغاء مجالس المحافظات.


• من أيار (مايو) إلى أيلول (سبتمبر) 2023، رفع الساعدي دعوى قضائية أقنعت "المحكمة الاتحادية العليا" بإلغاء الاتفاقية العراقية الكويتية للعام 2013 بشأن ممر "خور عبد الله" المائي.
• في 3 تشرين الأول (أكتوبر) 2023، قال الساعدي لقناة "العهد" التابعة لـ"عصائب أهل الحق"، إن نواباً قدموا طلباً إلى رئيس مجلس النواب آنذاك، محمد الحلبوسي، لإدراج تجريم المثلية الجنسية في قانون العقوبات.


• في 23 تشرين الأول (أكتوبر) 2023، دعا مؤنس إلى إخراج القوات الأميركية من العراق، قائلاً: "ندعو الحكومة... إلى عدم تكرار أخطاء الحكومات السابقة، التي تهاونت في تصويب وضع التواجد العسكري الأجنبي في البلاد، (بل أن تعمل على) إنهاء وجودهم في القواعد العراقية كافة، تنفيذاً لقرار مجلس النواب في 5 كانون الثاني (يناير) 2020، واقتصار ذلك على بقاء ملحق عسكري داخل سفارتهم".


تسلسل القيادة:
• "كتائب حزب الله": تشكل "كتلة حقوق" جزءاً من تنظيم "كتائب حزب الله" الإرهابي، وتخضع لنفوذ جناح أبو حسين (أحمد محسن فرج الحميداوي) وجناح باسم محمد حسب المجيدي المدعوم من أبو فدك.


• القيادة الداخلية: يتولى حسين مؤنس قيادة "حركة حقوق" منذ أن نشأت في تموز (يوليو) 2021. وخلص العديد من الخبراء إلى أنه أبو علي العسكري، المتحدث الأمني الشهير باسم "كتائب حزب الله". وهي صلة لطالما نفاها ولكن ربما لفصل هويته العسكرية عن بصمته السياسية فقط، وهذا نهج مفهوم في ضوء التصريحات المتطرفة التي نسبت إلى العسكري (على سبيل المثال، في كانون الأول (ديسمبر) 2020، هدد بقطع آذان رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي "كما تُقطع آذان الماعز"؛ انظر الشكل 2). ومن بين كبار المسؤولين الآخرين في "حركة حقوق" الأمين العام، سعيد السراي، وزعيم الكتلة النيابية، سعود الساعدي.


• فصائل المقاومة الأخرى: حضر الكثيرون من كبار الشخصيات الإرهابية والميليشياوية اعتصام 6 تشرين الثاني (نوفمبر) 2023 إلى جانب مؤنس، ومن بينهم زعيم "عصائب أهل الحق"، قيس الخزعلي، والأمين العام لـ"كتائب حزب الله"، أبو حسين الحميداوي، والمتحدث باسم "كتائب حزب الله" محمد محيي، والأمين العام لـ"كتائب سيد الشهداء"، أبو آلاء الولائي، ورئيس "منظمة بدر" هادي العامري، ورئيس عمليات "الحشد الشعبي" أبو فدك، وزعيم "كتائب الإمام علي" شبل الزيدي. ويمكن لواضعي السياسات في واشنطن والعواصم الأخرى استخلاص الكثير من القبول الذي يحظى به مؤنس و"حركة حقوق" في هذه الاجتماعات رفيعة المستوى لأشخاص مدرجين على قائمة الإرهاب وجماعات مسلحة مدعومة من إيران.


• روسيا: تؤيد "حركة حقوق" بشدة فلاديمير بوتين وغزوه لأوكرانيا. وفي نيسان (أبريل) 2023، بعد أن صوت العراق لصالح قرار الأمم المتحدة في شباط (فبراير) ضد الغزو، امتعض مؤنس بشأن ذلك متسائلاً: "ما المصلحة التي سيجنيها العراق بالتصويت ضد روسيا في الأمم المتحدة؟".
• "صابرين نيوز": على الرغم من أن قناة "صابرين نيوز" دعمت مجموعة كبيرة من المرشحين من قوائم "المقاومة" كافة في انتخابات تشرين الأول (أكتوبر) 2021، إلا أن قائمة "حركة حقوق" حظيت بمعاملة تفضيلية من قبل القناة.


العناصر التابعة:
• تدير "حركة حقوق" موقعاً إلكترونياً وقناة على تطبيق "تلغرام".
• يملك مؤنس حسابات على منصات "فيسبوك" و"إكس/تويتر" و"تليغرام".

*د. مايكل نايتس: زميل أقدم في برنامج الزمالة "جيل وجاي برنشتاين" في معهد واشنطن، ومتخصص في الشؤون العسكرية والأمنية للعراق وإيران ودول الخليج العربي وهو أحد مؤسسي منصة "الأضواء الكاشفة للميليشيات"، التي تقدم تحليلاً متعمقاً للتطورات المتعلقة بالميليشيات المدعومة من إيران في العراق وسورية. وقد شارك في تأليف دراسة المعهد للعام 2020 "التكريم من دون الاحتواء: مستقبل "الحشد الشعبي" في العراق". 


*د. حمدي مالك: زميل مشارك في معهد واشنطن ومتخصص في الميليشيات الشيعية. وهو أحد مؤسسي منصة "الأضواء الكاشفة للميليشيات"، التي تقدم تحليلاً متعمقاً للتطورات المتعلقة بالميليشيات المدعومة من إيران في العراق وسورية. وقد شارك في تأليف دراسة المعهد للعام 2020 "التكريم من دون الاحتواء: مستقبل "الحشد الشعبي" في العراق". ويتكلم العربية والفارسية.

 

*أمير الكعبي: محلل عراقي لديه عشر سنوات من الخبرة في تحليل الأحداث الأمنية والسياسية في العراق. وهو متخصص في الشؤون السياسية البينية الشيعية وأنشطة الميليشيات المدعومة من إيران.

 

 اقرأ المزيد في ترجمات:

 

آخر رجال غوانتانامو: حقوق الإنسان بنسخة أميركية