محمد أبو خديجة .. بطل ملاكمة رفض أن يتحوّل إلى "قاتل مأجور"

اضافة اعلان

عمان- يُسلط برنامج “رياضيون منسيون” الضوء كل يوم أربعاء، على قصة واحد من الرياضيين الأردنيين القدامى في مختلف الالعاب الفردية والجماعية.

محمد أبو خديجة بطل الأردن والعرب بالوزن فوق الثقيل في رياضة الملاكمة، لمع نجمه في السنوات التي سبقت دخوله السجن، وبلغ ذروة عطائه بعد أن أحرز ميداليتين ذهبيتين للأردن في الدورتين العربيتين الثامنة والتاسعة اللتين جرتا في بيروت وعمان على التوالي في العامين 1997 و1999.

كما أحرز أبو خديجة ذهبية غرب آسيا في إيران العام 1997 وفضية بطولة دورة الألعاب الآسيوية في بانكوك 1998، فيما كانت آخر إنجازاته الخارجية حصوله على فضية بطولة الجزائر الدولية العام 2001.

2001.

“الغد” حاورت البطل العربي أثناء تدريب قاده في مكان عمله بصالة التدريب في فندق الشيراتون بعمان.

من هو الملاكم محمد أبو خديجة؟

تتلمذت على يدي أفضل مدرب عرفه عصر الملاكمة في الأردن، ميثم عامر عبود، حيث حصلت على 3 بطولات عربية بعهده، وبطولتين على المستوى الآسيوي، وفي العام 1997 حصلت على ميدالية ذهبية وكنت بطل العرب في لبنان، وبالعام 1998 كنت بطل غرب آسيا في إيران، والعام 1999 أصبحت بطل العرب في الأردن، الحمد لله حصلت على الكثير من البطولات في عهد ذلك المدرب الذي لن انساه طوال حياتي.

كيف كانت بداياتك مع رياضة الملاكمة؟

كل بداية صعبة، كنت شابا فقيرا، طورت من نفسي وتدربت جيدا، أنا بعكس زملائي الرياضيين، حيث كل شخص له زهرة عمره، أو ما تعرف بالزهرة الرياضية، انا لا أريد الحصول على جيلي وجيل غيري، لكن اختلافي عن زملائي هو حصولي على لقب بطل العرب ولم اكتف بعد هذا اللقب، اريد أن اكون بطلا في كل شيء، وبعد ذلك اتجهت إلى مجال التدريب، ونجحت.

ما هو الموقف الذي لن تنساه في مسيرتك الرياضية؟

في العام 1997 حصلت على بطولة العرب في لبنان، وبالعام 1998 احرزت لقب بطولة العرب في تونس وذهبية غرب آسيا وبرونزية آسيا، وفي العام 1999 انتهت انجازاتي بذهبية بطولة الحسين، وتم اختياري من قبل اللجنة الاولمبية لتمثيل الأردن في الاولمبياد، لكن قبل الحادثة شاركت في بطولة مصر مع بطل افريقيا محمد رضا، هذا البطل أنا تغلبت عليه بالضربة القاضية في مصر، ثم مثل بلاده في الأولمبياد وحصل على المركز الثاني، لو انا مثلت الأردن في الأولمبياد بهذا الوقت، على ماذا كنت سأحصل؟، لكن للأسف هو توجه إلى الأولمبياد وانا ذهبت إلى سجن الجويدة.

ابتعدت عن الرياضة بسبب مشكلة دفعتني إلى دخول السجن لمدة عامين، وبعدها تحديت نفسي عقب خروجي، حيث عرض علي أن اكون قاتلا مأجورا وبائع مخدرات، لكنني رفضت كل الوسائل السيئة التي عُرضت علي، أنا كنت أريد حينها بناء محمد أبو خديجة البطل والمدرب، وبالفعل نجحت.

أبو خديجة بين الأمس واليوم

طول عمري وأنا رياضي أقدم ولا احصل على شيء، لكن الآن اختلفت الصورة، أنا رب أسرة لسبعة أطفال، فيجب أن أحصل على المال، الآن في مجال التدريب يوجد عطاء وأخذ، أما في مجال الرياضة سابقا عندما كنت لاعبا، كان الأمر عطاء فقط، الاختلاف الآن انني أدرب وأحصل على حقوقي كاملة.

لحظات لا تنسى من ذاكرة أبو خديجة؟

بطولة العرب في لبنان العام 1997، شهدت أولى مشاركاتي في بطولة عربية، لكنني تفاجأت بالجمهور الذي بدأ الهتاف بصخب كبير لخصمي اللبناني آنذاك علي منصور، الذي كان يتحدث لمرافقيه بسخرية واستهزاء “بدي العب مع هيدا”، ثم نظرت إلى نفسي واخبرته “أنا هيدا، الرد سيكون على الحلبة”، ثم لعبت معه وتفوقت عليه، لكن لكونه اللاعب اللبناني الأخير الذي يحترف رياضة الملاكمة، كان الحُكام يقفون إلى جانبه، لكنني ضربته لكمة قوية تسببت بكسر وجرح قطعي على مستوى أنفه، وطبقا لقانون الملاكمة يستأنف اللعب بعد قطع الدم، وغير ذلك ينتهي اللقاء، لكن لم ينقطع الدم وكانت الحلبة غارقة بالدماء، وهنا شعرت بالجنون لكي افوز، وبعد تغلبي عليه رفع الحكم يدي ويد خصمي، وهنا بدأت استشيط غضبا، فلا يوجد شيء اسمه التعادل في الملاكمة، لكن مدربي وصفني بالمجنون واخبرني بأنني فائز، ثم وجدت الجمهور اللبناني كاملا يطاردني ويريد ضربي، وبعد ذلك تم إخفائي والجمهور الأردني لمدة ساعتين في دورة المياه، قبل أن يتم تأمين الجميع من قبل الأمن اللبناني.

وعلى مستوى البطولة الأجمل التي خضتها في حياتي، كانت بطولة الحسين العام 1999، حيث حققت فيها الذهبية أمام جمهوري، الذي حملني طويلا على الاكتاف وجاب بي شوارع عمان، رغم ارهاقي الشديد.

لماذا يطلق عليك لقب “صائد المواهب”؟

هناك أشخاص أجد نفسي فيهم، عندي لاعب اسمه موسى جيكات، اعتبره من أفضل لاعبي العرب، وللأسف هو الآن مهمل من قبل الاتحاد، أخبرني بأنه يرغب بوضع بصمة في رياضة الملاكمة، وقمت على اثرها باستدعائه لتدريبه لمدة شهر ونصف، وبعدها اقحمته بلعبه “MMA” وهي القتال المختلط، وسجل أسرع ضربة قاضية خلال 21 ثانية فقط، لذلك أنا اشاهد نفسي به، وكل ما اشوف بطل بحب اساعده.

ماذا عن اتحاد الملاكمة؟

لقد ظلمني كثيرا ولم اسامحهم على تقصيرهم بحقي، لم احصل على رد الجميل الذي كنت انتظره بعد كل ما قدمته، الاتحاد حاربني كلاعب واليوم كمدرب، للأسف الملاكمة الأردنية تتراجع، الاتحاد لم يكن يوما ما عادلا معي.