شريتح.. نجم كروي يغرق بالديون ويجمع “العلب الغازية” لإكمال تعليم أبنائه

عمان – يُسلط برنامج “رياضيون منسيون” الضوء كل يوم أربعاء، على قصة واحد من الرياضيين الأردنيين القدامى، في مختلف الألعاب الفردية والجماعية.اضافة اعلان
محمد ناصر محمد شريتح “أبو علي”، يبلغ من العمر (59 عاما)، مثل ناديي عمان وماركا والمنتخب العسكري بالفترة من العام 1976 إلى 1985، وساهم بصعود فريق نادي ماركا إلى دوري الدرجة الاولى العام 1981، وسجل نحو 7 أهداف، ووضع حدا لمسيرته الكروية العام 1985 بسبب الإصابة التي تعرض لها على مستوى الركبة.
وفي الحلقة الجديدة من البرنامج الذي يعرض اليوم، على موقع الغد الإلكتروني (www.alghad.com) وعبر صفحات الغد على منصات التواصل الاجتماعي، محمد شريتح يروي فصولا مثيرة من حياته، بعدما لجأ إلى جمع “العلب الغازية الفارغة” من أجل توفير القوت اليومي لأولاده وإكمال تعليمهم.
ويقول شريتح في بداية حديثه: “بدأت مداعبة كرة القدم في الحارات ثم مع منتخب المدارس، الذي كان يضم اللاعبين علي بلال وعاطف عساف وغيرهما، وبعدها انتقلت لتمثيل نادي عمان العام 1976 عندما كان الراحل نايف العمري وسامي كاشور يدربان النادي، ونتيجة خلافات حول مركزي كمدافع، قررت الرحيل عن النادي والانتقال لنادي ماركا”.
ويضيف محمد شريتح – الذي يمتلك موهبة في تقليد أصوات المعلقين: “عانيت كثيرا خلال حياتي، حيث أنني قمت بتعليم 6 من بناتي، وهناك اثنان على مقاعد الدراسة، ونتيجة لذلك، لجأت إلى جمع علب المشروبات الغازية حتى اقوم بعد ذلك ببيع الكيلو مقابل نحو 60 قرشا، لكي أتمكن من توفير مصروف لأولادي”.


وتساءل شريتح: “لا أعلم لماذا كل هذا البخل على اللاعب عندما ينهي مسيرته الرياضية في الملاعب؟، أنا أعاني من أمراض الضغط والسكري والقولون، ولا أجد المال الكافي من أجل العلاج، اقولها وبكل صراحة، بمجرد قيام اللاعب باعتزال كرة القدم والرحيل عن النادي، يصبح جزءا من الماضي، وهذا ما يُعاني منه جميع اللاعبين القدامى”.
وبنبرة صوت خافته وحزينة، يقول شريتح: “لقد فقدت ابنتي الكبرى سهير بعدما تعرضت لحادث دهس عند أحد “المولات”، لقد كانت تحمل شهادة جامعية (فرنسي – انجليزي)، كما كانت عصامية وتعمل على تأمين قوت أولادها، لأن وضع زوجها لم يكن جيدا على مستوى العمل، واثناء خروجها من أحد المراكز التجارية، دهست وتوفيت بعد مرور 15 يوما على دخولها في غيبوبة، وتركت خلفها ولدين يبلغان من العمر 4 و3 سنوات، وهذا الأمر شكل عبئا اضافيا، أنا اناشد أهل الخير بأن ينظروا إلى وضعي الحالي بعين الرحمة”.
وحمل شريتح – الذي يقدم الدروس الدينية والإمامة في المسجد المجاور لمنزله – على الحكومة واتحاد الكرة والمؤسسات تقع مسؤولية الأوضاع التي يمر بها اللاعبين القدامى راهنا، مشيرا: “لم يهتموا باللاعبين ولم يقدموا لنا الدعم، الغالبية العظمى من اللاعبين القدامى يمرون بأوضاع مأساوية”، لافتا إلى أن راتبه التقاعدي بعد خدمة 27 سنة في سلطة الطيران المدني، وهي جهة حكومية، يبلغ 331 دينارا فقط.
وعن معاصرته لزمن الانتماء، يقول شريتح: “سابقا كرة القدم كانت أفضل، كان هناك ولاء وانتماء ونلعب من أجل النادي والشعار، بينما في هذه الأيام، يبحث اللاعبون عن المادة والشهرة وعقود الإحتراف في الخارج، سابقا كنا نتدرب على ملاعب من الإسفلت والتراب، بينما تتوافر حاليا الملاعب بكثرة، في الماضي كنا نشتري الأدوات الرياضية على نفقتنا الخاصة، بينما الآن الصورة مغايرة تماما، هناك دعم حقيقي للاعبين”.