جورج كوهين، الذي توفي مؤخرا عن عمر يناهز 83 عاما، سيُخلد إلى الأبد لأنه كان في فريق انجلترا الذي فاز بكأس العالم عام 1966. وهي المرة الوحيدة التي فازت فيها إنجلترا بالمونديال.

اضافة اعلان

كان كوهين الخيار الأول للمدرب السير ألف رامسي كظهير أيمن طوال بطولة 1966 المظفرة، والتي كانت قد بلغت ذروتها في الفوز 4-2 على ألمانيا الغربية.

لعب كوهين في كل دقيقة من مباريات بلاده في كأس العالم تلك، وقد خاض 6 مباريات في ذلك المونديال من أصل 37 مباراة خاضها مع المنتخب الإنجليزي بين عامي 1964 و 1967.

وعلى الرغم من أنه لم يسجل أبدا لمنتخب إنجلترا، إلا أنه لم يكن يفتقر إلى النزعة الهجومية التي يتسم بها المدافعون في العصر الحديث.

كان ذلك أكثر وضوحا في نصف نهائي كأس العالم حيث مكن تداخله وتمريرة عرضية بوبي تشارلتون من تسجيل الهدف الثاني في الفوز 2-1 على البرتغال.

ولا ينتقص عدد مبارياته، المتواضع نسبيا بعكس بعض اللاعبين الآخرين في ذلك الفريق الفائز بكأس العالم ، من موهبته.

كان أول لاعب من فريق عام 66 الذي يعتزل اللعب دوليا، حيث كانت مباراته الأخيرة في الفوز 2-0 على أيرلندا الشمالية في نوفمبر/تشرين الثاني من العام التالي.

بعد اختيار كوهين لأول مرة في الفوز 2-1 على أوروغواي في ويمبلي في 6 مايو/آيار من عام 1964، استمر رامسي في اختياره خلال غياب جيمي أرمفيلد بسبب الإصابة، وظل يثق به عندما عاد لاعب بلاكبول إلى لياقته قبل كأس العالم.

كان مدرب إنجلترا واضحا في وجهة نظره، عندما وصف كوهين بأنه "أعظم ظهير أيمن في إنجلترا"، وهي وجهة نظر يدعمها جناح مانشستر يونايتد الأسطوري جورج بس، الذي قال إنه "أفضل مدافع لعبت ضده على الإطلاق".

لقد كان واحدا من 5 من أعضاء ذلك الفريق الإنجليزي، إلى جانب آلان بول، وروجر هانت، ونوبي ستيلز، وراي ويلسون الذين حصلوا على مرتبة الشرف البريطانية MBE في عام 2000، بعد حملة إعلامية لتكريم إنجازاتهم إلى جانب إنجازات أقرانهم.

لعب كوهين (في المقدمة) في كل دقيقة من مباريات بلاده في كأس العالم 66
لعب كوهين (في المقدمة) في كل دقيقة من مباريات بلاده في كأس العالم 66
كما أنه اللاعب الوحيد من فريق فولهام الذي فاز بكأس العالم.

ولقد قضى كامل مسيرته الكروية مع النادي اللندني حيث لعب 459 مباراة بين عامي 1956 و 1969، وسجل 6 أهداف قبل أن تضطره الإصابة إلى التقاعد عن عمر يناهز 29 عاما فقط.

ويضعه رصيده في المشاركات في المركز السادس في قائمة أفضل اللاعبين على الإطلاق للنادي، وهي القائمة التي يتصدرها زميله الدولي الإنجليزي جوني هاينز الذي لعب 658 مباراة.

وظل كوهين في اللعبة بعد تقاعده حيث تولى أدوارا تدريبية ثانوية نسبيا، أولا مع فريق شباب فولهام ،ثم قضى فترة قصيرة كمدير لفريق تونبريدج أنجلز غير المنتمي إلى الدوري، والذي قاده للفوز بكأس كينت للكبار في موسم 1974 -1975.

وفي حين أن السنوات الـ13 التي قضاها في فولهام ربما لم تجلب له أية جوائز، لكن النادي اعترف بخدماته بتمثال نُصب خارج ملعب كريفن كوتاغ ، وتم الكشف عنه في أكتوبر/تشرين الأول من عام 2016 وذلك للاحتفال أيضا بالذكرى الخمسين للفوز بكأس العالم.

كان زائرا منتظما لملعب كريفن كوتاغ في سنواته الأخيرة. وفي أيام المباريات، كان يستضيف مجموعات في جزء من جناح ضيافة النادي الذي حمل اسمه.

كشف النقاب عن تمثال كوهين خارج كرافن كوتاغ في أكتوبر 2016
كشف النقاب عن تمثال كوهين خارج كرافن كوتاغ في أكتوبر 2016

كما يمكن أيضا مشاهدة ميداليته في كأس العالم هناك بعد أن اشتراها النادي في عام 1998.

وتأثرت حياة كوهين أيضا بالمآسي والمصاعب.

ففي عام 1971، قُتلت والدته عندما دهستها شاحنة. وفي عام 2000، توفي شقيقه بيتر، عن عمر يناهز 58 عاما، بعد أن تعرض للهجوم أثناء محاولته فض شجار خارج ملهى ليلي في نورثهامبتون.

وبعد 5 سنوات من وفاة والدته، وكان يبلغ من العمر 36 عاما، تم تشخيص حالته بأنه مصاب بسرطان الأمعاء، وهو مرض اعتقد أنه تخلص منه مرتين خلال فترة امتدت 14 عاما ، قبل أن يحصل أخيرا على الشفاء التام في عام 1990.

كان هذا هو ما دفعه جزئيا للعمل الخيري، والذي تضمن العمل كراعٍ لصندوق بوبي مور، الذي يجمع الأموال للبحث في سرطان الأمعاء والذي أنشأته أرملة زميل كوهين في الفريق وقائد فريق عام 1966 ، الذي توفي بسبب المرض، عن عمر يناهز 53 عاما، في سنة 1993.

كان كوهين أيضا صريحا في مطالبه بإجراء تحقيق عام في علاقة مرض الخرف بكرة القدم، بعد البحث الذي أشار إلى أن المحترفين السابقين كانوا أكثر عرضة لخطر الإصابة بهذا المرض 3 مرات أكثر من غيرهم.

ولكن يظل إرثه الرياضي مهيمنا كونه أحد الفائزين القلائل في كأس العالم لبلاده. وهي صفة مشتركة في عائلته.

ففي عام 2003، نجح بن، ابن بيتر شقيق كوهين، مع فريق إنجلترا للرجبي في الفوز بكأس العالم لأول مرة.