الموت يطوي معاناة الرضيع كنان.. والعفو العام يشمل طبيبا نزع كليتيه - فيديو

Video thumbnail for youtube video nkrdc5m20j4
Video thumbnail for youtube video nkrdc5m20j4
حنان الكسواني عمان- وهي تبكيه بحرقة، لحظة إبلاغها بارتقاء روحه إلى بارئها، كانت والدة الرضيع كنان ترثيه بعبارات تنم عن حرقتها على فلذة كبدها، وهي تقول: "يا حرقة، قلبي عليك يا أمي. رح اشتاقلك يا طير من طيور الجنة. سريرك فاضي يا قلب أمك وأبوك وجدك. ريحته معطرة برائحة المسك". وكنان طفل ما يزال في مقتبل العمر، نزع طبيب في مستشفى خاص كليته السليمة "لأسباب طبية"، بالإضافة إلى الكلية الثانية التي كانت متضررة، في حالة تدور حولها شبهات أخطاء طبية. وتوفي الطفل في مستشفى الأمير حمزة بعد ظهر أمس. وكان الطفل نقل إلى المستشفى قبل عشرين يوما إثر تدهور حالته الصحية، حيث أدخل إلى العناية المركزة، وبقي فيها حتى فارق الحياة. وفي المستشفى حيث التقتها "الغد" رددت أمه، وهي تحتضن جثمانه الطاهر، "استودعك الله يا قطعة مني. حسبي الله ونعم الوكيل على من انتزع منك كليتك، وخلى أيامك كلها تعب وسهر، ارتاح يمه من عذاب بشر ما في بقلبهم رحمة بس بدهم مصاري. إنت ارتحت وأنا بلش العذاب عندي. إخوانك في عجلون يمّه ينتظرون عودتك تلعب معهم وتضحك في وجهم مثل ما كنت قبل العملية شو أحكيلهم !!". وقبل انتقاله إلى جوار ربه، كان الرضيع، الذي لم يكمل السنتين من عمره (20 شهرا)، يعيش على أجهزة الكلى الاصطناعية لمدة 11 ساعة متواصلة يوميا، وهو "يتقلب كالجمر من الألم وسط أنين متواصل"، كما قالت والدته "العجلونية" وهي تتحدث في تقرير سابق نشرته "الغد" عن معاناة رضيعها بعد أن فقد كليتيه لأسباب طبية. وكان من الصعوبة إجراء عملية زراعة كلية له في الأردن، رغم أن مثل تلك العمليات أجريت وبشكل "محدود" في أميركا ودول أوروبية (اليونان) وتركيا، وعربية منها السعودية والكويت، حسب ما أكده عضو الجمعية الأردنية لتشجيع التبرع بالأعضاء الدكتور أحمد أبو حجلة في تصريح سابق لـ"الغد". وسعى ذوو الرضيع كنان، إلى ملاحقة طبيب يتهمونه بـ"ارتكاب خطأ طبي" تسبب بانتزاع كلية الرضيع المرحوم السليمة، بالإضافة إلى الثانية التي كانت متضررة، وأدخل إلى مستشفى خاص لغايات استئصالها جراحيا، لكن ما حصل "لم يكن متوقعا، ولا مفهوما (حتى الآن)"، إذ انتزع الطبيب كليتيه. لكن قرار المدعي العام، الذي نظر في الشكوى، اعتبر في تكييفه القانوني للشكوى، أن ما جرى هو "التسبب بعاهة دائمة" وهي من الأمور المشمولة بالعفو العام. وبحسب قرار المدعي، فإنه "بالتدقيق في ملف القضية التحقيقية، وعلى ضوء البيانات المستمعة والخطية (...) اعتبار المدعو (....) مشتكيا وشاهدا للحق العام على أن الطبيب (....) ومستشفى (...) مشتكى عليهما بجنحة التسبب بإحداث عاهة دائمة بالاشتراك وفقا لأحكام الماده 344 من قانون العقوبات الأردني". وأضاف القرار "على ضوء قانون العفو العام رقم 5 لسنة 2019 المنشور في الجريدة الرسمية فإن "ارتكاب الجرم بسبب العملية التي أجريت للطفل كنان بتاريخ 10-4-2018 أي مشمولة بالعفو العام"، عملا بأحكام المادة 130 /أ من قانون أصول المحاكمات الجنائية وقانون العفو العام رقم 5 سيتم "إسقاط دعوة الحق العام عن المشتكى عليهما لشمولهما بالعفو العام". وبعد وفاته، طلب المدعي العام رامي الطراونة مساء أمس وقف دفن الرضيع المرحوم، مقررا "تشريح جثمانه" للوقوف على أسباب الوفاة. وحاليا أصبح الرضيع المرحوم بين يدي ربه. بعد أن عانى طويلا من عضلة قلب ضعيفة جدا، لم يعد معها جسمه النحيل، يتحمل أجهزة اصطناعية مغروسة في بطنه لمدة 11 ساعة"، وفق قول والدة كنان المكلومة لـ"الغد". عم الطفل كنان اعتبر في تصريح لـ"الغد"، أن "شمول العملية بالعفو العام لم ينصف طفلا فقد كليتيه (...) غير أننا نحترم القضاء الأردني العادل". وأضاف "نحن لا نبحث عن تعويض مالي. كل ما نتأمله علاج زراعة كلية واحدة حتى، وإن كان يتنفس على جهاز اصطناعي". بدوره، قال والد المرحوم كنان "من حقنا أن نتقدم بشكوى إلى نقابة الأطباء لإيقاف الطبيب عن مزاولة المهنة، وإلى وزارة الصحة لتراقب بعض المستشفيات الخاصة التي تقصر في توفير الخدمات للمرضى". وكانت "الغد" نشرت تحقيقاً عن حالة الطفل كنان الشهر الماضي.. للوصول إلى المادة (انقر هنا). اقرأ أيضاً: اضافة اعلان