اعتذار عربي رسمي عما جرى..!

السادة الإسرائيليون، شعب الله المختار.. لأنه لا يسعنا غير ذلك، فإننا نبدأ بالاعتذار أولاً عمّا سببناه لكم من حرج أخير بسبب عصابة الإرهابيين المرتبطين بالقاعدة، الذين أتوا بلا طلب منا على قوارب يقودها قراصنة عور معصوبو العيون، وبأيد على شكل خطافات، وسيقان خشبية، يقودون عصابة من المخربين.. وقد انتهك هؤلاء سيادتكم المصونة على البحر المتوسط الذي ورثتموه عن أجداد أجدادكم.

اضافة اعلان

نعتذر قبل ذلك عن وجودنا العارض في أرضكم التي غادرتموها منذ ثلاثة آلاف سنة، كما تقول كتبكم الموثّقة، والتي نحاول أن نقاسمكم إياها بغير وجه حق.. وكان الحريّ بنا، من باب حسن الجوار، أن نلفّ لكم مقاعدكم بالقماش الأبيض، ونحرس بيتكم وننظفه لكم من دون عبث لحين عودتكم من تجوالكم الميمون.

أما أولئك منا الذين أفلتوا وتسللوا إلى أرضكم وفلحوها وأسموا أنفسهم "فلسطينيين"، فإننا نتبرأ منهم لأنهم سوّدوا وجوهنا وخرجوا عن طوعنا وأدخلونا المخافر ومحاكم الدول. إننا نعرف جميعاً بأن هذه القطعة من قلب المنطقة العربية، لا تمتّ إلى الأرض العربية، وهي ليست لنا لأنه لا يوجد ما يصلها بما حولها، لا جغرافيا ولا ديمغرافيا ولا من يحزنون.!

ونعتذر عن هذا التهويل والحديث عن ارتكابكم المذابح والتهجير والتطهير العرقي. إننا نحن الذين حملنا البنادق ضدكم أول الأمر، وأتينا من كل فج عميق لنغزوكم في مستوطناتكم الآمنة المطمئنة التي كانت تعمل في الزراعة وجل همها لقمة العيش. وكنا نحن الذين حاولنا إخراجكم من بلد ولدتم كلكم فيه كابراً عن كابر، بولنديون وروس وألمان وأميركيون وبريطانيون ومغاربة وفلاشا، وكل شعير البياع هذا من التنوع الجيني والإثني العريق. ولا تعني كثرة الجنسيات هذه أنكم غرباء عن الهواء والمكان، بقدر ما تعبر عن احترام العالم لكم، ومنحكم جنسياته الفخرية عن رغبة من باب الاعتزاز بكم لا غير. إن ذلك يجعل منكم بحق أناسا أمميين ومنتمين إلى الإنسانية جمعاء.

نعتذر أيضا عن وضعنا أنفسنا في طريقكم. وتعريض رؤوسنا لسيوفكم وصدورنا لبنادقكم. إن هذا هو شأن المتطفل الذي يقذف الآخرين ببلائه، فلا يستطيعون منه فكاكاً سوى بالضرب على الأيدي والرقاب. وكان حظكم السيئ هو الذي ابتلاكم، من دون الأمم، بجيران لا تعرفون من أين أتوا، وكانوا كلهم جوّابي آفاق.

نعتذر أيضاً عن "الهولوكوست"، والظلم الذي تعرضتم له في دول الغرب الغريبة بسببنا. وقد حرّضنا هتلر عليكم وصورناكم له على غير حقيقتكم. كما كنا نحن الذين "استغربنا"، فنقلنا عنكم لمضيفيكم صورة مزيفة، فعزلوكم في الغيتوهات ظلماً وافتراءً. ونعترف بأننا نستحق العقاب جميعا لقاء ما تعرضتم له في ألمانيا وغيرها. وبالأخص نجد ما تفعلونه بهؤلاء "الفلسطينيين" أقل عقاب نستحقه لقاء ما فعلناه. ونقول: العظم لنا واللحم لكم، فخذوهم واذبحوهم.!

أما أولئك الديماغوجيون الذين يفترون عليكم، قولا أو عملا، بدعوى النضال، ويصفونكم بما ليس فيكم ويطالبوننا بمحاسبتكم، فإنهم هراطقة عنصريون، فقدوا صلتهم بالواقع وتنكبتنهم شياطين الهوس والتجديف. وكل الذين يقولون بأنكم لا تملكون هذه الأرض، وبأنكم يجب أن تعودوا من حيث أتيتم (يا عيب الشوم)، لا يعرفون حق الضيافة ولا الكرم، ويتنكرون لإرث جدنا حاتم الطائي. وقد سبق أن رميناهم في السجون وما زلنا نسلخ جلودهم فيها ونصنع منها أحذية، لأنهم قليلو التربية ويحتاجون إلى التأديب. وكذلك حال الغوغاء الذين يحرقون راياتكم ويحتجون على تكريمنا لكم، ويطالبون، تصوروا؟! بإغلاق سفاراتكم وطرد سفرائكم! وهَل يُطرد الضيوف؟!. إنه ليس لهؤلاء المشاغبين عندنا غير العصا التي لمن عصى. والعصا من الجنّة.

لقد عرفنا غلطنا لكثرة ما لامنا العالم على قسوتنا عليكم، يا واحة الديمقراطية. وقد وضعنا رأسنا برأسكم وغرتنا كثرتنا وخانتنا فطنتنا. ولا يعقل أننا نفهم أكثر من أميركا والدول الغربية والشرقية. إنهم يعرفون صالحنا أكثر منّا، ونحن سنُفهم مواطنينا صالحهم بمعرفتنا. وأخيراً، نرجوكم بحق: لا تذهبوا من حيث أتيتم، فلا عيش لنا من دونكم!.

[email protected]