انتخابات نقابة المهندسين

يبدو أن انتخابات نقابة المهندسين التي تجرى كل ثلاث سنوات، والتي ستبدأ في شهر شباط (فبراير) المقبل، بانتخابات فروع النقابة، ومن ثم انتخاب مجالس الشعب الهندسية والهيئة المركزية ومجلس النقابة، ساخنة إلى درجة كبيرة. الاستعدادات لهذه الانتخابات، بدأت مبكرا، من قبل القوى والفاعليات والقوائم الانتخابية، حيث عقدت اجتماعات لغايات التوصل لتفاهمات معينة حول آلية المشاركة في هذه الانتخابات. كما بدأت فاعليات تنظيمَ نفسها لتشكيل قوائم جديدة تكسر احتكار القائمتين التاريخيتين البيضاء (التيار الإسلامي وحلفاؤه المستقلون) والخضراء (القوى القومية واليسارية والمستقلون).اضافة اعلان
ويظهر، من حجم ونوعية الاتصالات والاجتماعات، والحوارات التي تجري في الكواليس، أن انتخابات النقابة المقبلة ستكون شديدة السخونة، وقد تؤثر على العمل النقابي في نقابة المهندسين وغيرها من النقابات المهنية.
هذا الزخم الانتخابي المتوقع في نقابة  المهندسين، يؤشر إلى أن العديد من القوى والأحزاب والفاعليات النقابية ترى في هذه الانتخابات نقطة مفصلية، وقد تكون نقطة تحول في مسار النقابة التي يسيطر على مجلسها منذ تسعينيات القرن الماضي التيار الإسلامي. ومن اللقاءات التي حدثت بين القوى والفعاليات النقابية والحزبية، فإن ممثلي القوى القومية واليسارية، وما اصطلح على تسميتهم بـ"القائمة الخضراء"، يعتقدون، أن المعطيات السياسية المحلية في هذه المرحلة، ستساهم في إضعاف التيار الإسلامي، وقد تؤدي إلى خسارتهم انتخابات أكبر نقابة مهنية من حيث العدد والإمكانيات. والخسارة التي يتحدثون عنها ليست خسارة التيار الإسلامي كامل مقاعد مجلس النقابة، وإنما خسارة جزئية. وهذه القراءة، دفعت فاعليات نقابية غير محسوبة على القائمتين (الخضراء والبيضاء) إلى حشد أنصارها، وتنظيم نفسها، لخوض الانتخابات تحت مظلة قائمة او قائمتين مستقلتين، لعل وعسى، أن تتمكن من الفوز، أو تحقق تقدما يؤهلها في المستقبل، أن تكون قوة نقابية جديدة.
أما بخصوص التيار الاسلامي، وحلفائه من المستقلين، فهم، لايرون، أن نتائج الانتخابات المقبلة، ستكون في غير صالحهم، ويرون، أن كل ما يحدث محليا وعربيا وإقليميا، يساهم بتعزيز قوتهم في العمل النقابي. ولذلك، فإن نشطاء نقابيين من التيار الإسلامي، لايخشون الخسارة، ويعتقدون، أنهم قادرون على كسب الجولة الانتخابية، كما كسبوا الجولات التي سبقتها. ولكن، هناك بعض النشطاء، ومنهم مستقلون، يرون أن المرحلة الحالية تتطلب، تحالفا، واسعا من (البيضاء والخضراء) لخوض الانتخابات، وأن التحالف يجب أن يكون أوسع من التحالف الذي عقد في الدورات الماضية مع حزب الوحدة الشعبية وقوميين.
وبعيدا، عن التفاصيل المتعلقة بالانتخابات المقبلة، فإن نقابة المهندسين التي تضم نحو 120 ألف مهندس، ولديها  من أكبر الصناديق الادخارية (صندوق التقاعد) على مستوى النقابات والشركات ومؤسسات المجتمع المدني، تحتاج إلى جهود كبيرة، وبمشاركة غالبية القوى والفاعليات النقابية لقيادتها، فالتحديات على المستويين المهني والنقابي عديدة، ولايمكن الاستهانة بها. ومن أبرز هذه التحديات، إيجاد فرص عمل للمهندسين الجدد حيث ينضم سنويا أكثر 8 آلاف مهندس جديد للنقابة، بالإضافة إلى أن صندوق التقاعد الذي يقدم رواتب تقاعدية سنوية أكثر من 18 مليون دينار. وهذا الرقم بازدياد مستمر، ولا تكفي العوائد التقاعدية التي تقتطع من المنتسبين إليه من تغطية هذه الرواتب. كما لن تكفي ارباح الاستثمارات التي ينفذها الصندوق لتغطية نفقاته مستقبلا، ما يستدعي منذ الآن البحث عن آليات جديدة مبدعة ومتنوعة للتعامل مع هذا الاستحقاق المهم.