رحلة يومية مضنية لمرضى سرطان من الكرك إلى عمان

يافطة لجمعية خيرية نشأت حديثا في الكرك لرعاية ومساعدة مرضى السرطان - (الغد)
يافطة لجمعية خيرية نشأت حديثا في الكرك لرعاية ومساعدة مرضى السرطان - (الغد)
هشال العضايلة الكرك – لم تكفهم معاناتهم من آلام المرض والعلاج المبرحة التي يتسبب بها مرض السرطان، حتى تزيد معاناتهم من بعد المسافة عن مراكز العلاج في عمان رغم ظروفهم المالية والصحية القاسية والصعبة، مع ما يحتاجه العلاج من راحة بعد الحصول على العلاج. وفي الوقت الذي يعود المرضى إلى منازلهم فور الحصول على العلاج المؤلم للمرض، بانتظار مرحلة العلاج في اليوم الثاني، تبدأ معاناة مريض السرطان من محافظة الكرك ممن يعانون من ظروف مالية صعبة، حيث يضطر بعضهم إلى النوم في المركبة أو العودة لبلدته بالكرك التي جاء منها عبر الحافلات العمومية في رحلة لا تخلو من التعب والارهاق، لعدم قدرتهم على استئجار مكان مناسب للنوم فيه. ويؤكد مرضى سرطان وذووهم، ان معاناتهم هي معاناة آلاف المرضى الأردنيين في مختلف مناطق المملكة، ممن لا توجد في محافظاتهم مراكز متخصصة للحصول على العلاج الخاص بمرض السرطان، بديلا عن رحلتهم المستمرة طوال الوقت الى عمان للحصول على العلاج. وقالت ام احمد وتعاني من الإصابة بالسرطان، إن معاناتها تزداد بسبب ظروف أسرتها الصعبة، بسبب تدني الدخل للأسرة، والتي تضطر معها إلى الذهاب من خلال المواصلات العامة الى عمان للحصول على العلاج، مع ما يعنيه ذلك من تعب وإرهاق في الرحلة التي تستمر لأكثر من ست ساعات يوميا للتنقل بالحافلات العمومية، مشيرة إلى أن بعض المحسنين قدموا اخيرا للمرضى اماكن للاقامة في عمان خلال رحلة العلاج، ما سهل عليهم وخفف عنهم معاناة الرحلة والمرض. وأكدت أن اسرتها وفي احيان كثيرة لا تملك أجرة الحافلات التي تتنقل فيها إلى عمان. وقال الطالب في جامعة الطفيلة التقنية وهو من المصابين بمرض السرطان، انه اضطر لبدء مرحلة العلاج بعد إصابته بالمرض في الغدد اللمفاوية، مشيرا إلى أن جامعته فصلته بسبب تغيبه عن الدراسة لالتزامة بالعلاج في عمان رغم تقديمه تقارير طبية. واشار إلى ظروفة المالية الصعبة ساهمت في تردي حالته الصحية. وقال إن العديد من مرضى السرطان يعانون ظروفا صعبة، واحيانا لا يتمكنون من الذهاب إلى عمان للحصول على العلاج، لعدم قدرتهم على توفير مصاريف التنقل والاقامة. ويؤكد رئيس جمعية نبض الحياة لرعاية مرضى السرطان والمؤسسة حديثا عبدالله الضمور، ان تأسيس الجمعية جاء نتيجة رؤية المعاناة التي يكابدها مرضى السرطان من غير المقتدرين، لافتا إلى أن التقديرات تشير إلى وجود زهاء 250 مصابا بالسرطان بالكرك، أكثر من نصفهم يعانون ظروفا اقتصادية صعبة لا تمكنهم من الاستمرار برحلة العلاج بشكل مناسب ما يزيد من معاناتهم. ولفت إلى أن الجمعية الحديثة تعمل على توفير الرعاية للمصابين غير القادرين، وتأمل من الجهات الرسمية العمل على توفير العلاج اللازم للمصابين في محافظاتهم للتخلص من المعاناة المستمرة في رحلة العلاج. وأضاف الضمور، ان الجمعية عملت مع عدد من المحسنين على توفير أماكن اقامة سكنية مجانية لمرضى السرطان القادمين من محافظات الجنوب في عمان قريبا من مراكز العلاج، بحيث يتمكن المريض من إنهاء العلاج والعودة إلى سكنه القريب، والعودة اليوم الثاني بكل سهولة للعلاج ودون معاناة التنقل إلى مدن الجنوب البعيدة. وبين أن الجمعية ايضا ومن خلال بعض المحسنين تعمل على توفير وسائل تنقل بالحافلات للمرضى في أوقات علاجهم بشكل جماعية وبشكل مجاني، حرصا على استمرار المرضى برحلة العلاج. من جهته أكد مدير صحة محافظة الكرك، ان اعداد المصابين بالسرطان بالكرك غير محدد، الا لدى الجهات التي يتم علاجهم فيها وخصوصا في مراكز الحسين للسرطان والمدينة الطبية ومستشفيات الصحة في عمان، لافتا إلى انه يتم تشخيص المرض في الكرك ومن ثم تحويل المرضى للمعالجة في مراكز العلاج في عمان.اضافة اعلان