الكرك: متى يبدأ تنفيذ الصرف الصحي؟

مياه عادمة تفيض من حفرة امتصاصية بإحدى المناطق السكنية بالكرك الجديدة-(الغد)
مياه عادمة تفيض من حفرة امتصاصية بإحدى المناطق السكنية بالكرك الجديدة-(الغد)

الكرك- مضى عامان منذ أن أعلنت وزارة المياة والري ـــــ سلطة المياه ـــــ عن بدء تنفيذ مشروع توسعة شبكة خدمات الصرف الصحي في مدينة الكرك ليشمل بلدات وضواحي جديدة، وينهي مشكلة انتشار الحفر الامتصاصية وما تخلفها من مشاكل بيئية وصحية.   

اضافة اعلان


ومنذ ذلك الوقت، ما يزال الحال كما هو عليه، يقابل ذلك، أن محطة تنقية الكرك التي تقع غرب المدينة ومن المفترض أن تستوعب كميات مياه الصرف الصحي الجديدة، ما زالت تحت عمليات التأهيل والصيانة والتوسعة منذ 8 سنوات. 


سكان بالكرك أكدوا لـ "الغد" أن مشروع شبكة الصرف الصحي الجديدة رغم أهميته نظرا للزيادة السكانية والتوسع العمراني، إلا أنه كباقي المشاريع طال انتظاره، ولا يتوقع تنفيذه بالمدى القريب. 


ويشكل غياب شبكة الصرف الصحي، مشاكل صحية في المحافظة، ويحمل السكان كلفا عالية للتخلص من المياه العادمة، عبر صهاريج تنقلها للمناطق المخصصة شرقي محافظة الكرك، وتقتصر خدمات الشبكة الموجودة حاليا على مناطق مدينة الكرك وبعض ضواحيها، بحيث تتبع لمحطة تنقية الكرك، وبلدات المزار الجنوبي ومؤتة والعدنانية ومرود ومدين، في حين تعاني بقية بلدات المحافظة من غياب شبكة للصرف الصحي، ويشكل قاطنوها أكثر من 85 % من عدد سكان المحافظة.


وكانت وزارة المياه والري ـــــ سلطة المياه ـــــ أعلنت قبل عامين أنها شرعت بتنفيذ مشروع توسعة شبكة صرف صحي في الكرك، وذلك ضمن خطتها للتوسع بخدمات الصرف الصحي وبناء على مطالبات ومناشدات من المواطنين والأهالي في هذه المناطق منذ سنوات.


وأشارت الوزارة حينها أن مشروع الصرف الصحي في الكرك يتضمن حزمتين، الأولى بقيمة 18,5 مليون يورو ممولة من بنك الإعمار الألماني وسيشمل مناطق، الثنية، المرج، منشية أبو حمور، والثانية بقيمة 23,5 مليون يورو لخدمة مناطق أدر، زحوم، الشهابية، الصالحية، الغوير المشيرفة، المأمونية، العزيزية، الرشادية، حيث جرى إعداد الدراسات المتعلقة بالمشروع، والبحث جار عن تأمين التمويل للبدء بتنفيذ الحزمة الثانية. 


ولفتت إلى أنها أنهت الدراسات الفنية للحزمة الأولى من المشروع حيث تبين أنها بحاجة لمحطة رفع لنقل مياه الصرف الصحي إلى محطة تنقية الكرك، وجرى اختيار الموقع بموافقة المجتمع المحلي بعيدا عن التجمعات السكانية في منطقة غير مأهولة، وإعداد الدراسات المتعلقة كافة بالأثر البيئي وأخذ الموافقات اللازمة من الجهات البيئية ذات العلاقة كوزارة البيئة وتأمين التمويل اللازم للبدء بتنفيذ محطة رفع (7) وهي محطة مغلقة لا يوجد فيها أي عمليات معالجة ولا ينتج عنها مخلفات أو روائح، إضافة إلى أن المحطة ستنفذ وفق أفضل المواصفات والمعايير العالمية.


ولفتت إلى أنها تقوم حاليا بعملية تأهيل المقاولين للبدء بإجراءات طرح العطاء المتعلق بتنفيذ محطة الرفع والشبكات الرئيسة والفرعية لخدمة مناطق الثنية، المرج، منشية أبو حمور، والذي من المتوقع البدء بتنفيذه خلال الربع الثالث من العام  2022  لخدمة المناطق المشمولة بهذه الحزمة.


وشددت على حرصها في تطوير خدماتها وتنفيذ مشاريع جديدة لخدمة مناطق جديدة بخدمات الصرف الصحي، وتطوير كافة المرافق خاصة محطات الصرف الصحي لتكون وفق أفضل المواصفات.


وقال المواطن طارق المبيضين من بلدة الثنية إن سكان البلدة وهي أكبر ضواحي الكرك، وتعتبر مركز الحركة التجارية والسكانية في مدينة الكرك، يطالبون بإنشاء شبكة للصرف الصحي من أكثر من 30 عاما، بسبب ارتفاع أعداد السكان بشكل كبير ووجود أعداد  كبيرة من الحفر الامتصاصية التي تؤثر على السكان والتربة والمياه. 


وبين أن الوعود الرسمية بإنشاء شبكة للصرف الصحي عمرها أكثر من ثلاثة عقود بلا جدوى، مشيرا في هذا الخصوص إلى تحصيل رسوم صرف صحي منذ سنوات من المواطنين في المنطقة ومناطق أخرى بدون أن يكون هناك شبكة للصرف الصحي، منتقدا تعذر الجهات المعنية الدائم بعدم وجود تمويل لإنشاء الشبكة، في حين أن مبالغ مالية كبيرة يتم تحصيلها من المواطنين بدون تقديم خدمة الصرف الصحي. 


وأشار إلى أن وعود بدء تنفيذ شبكة صرف صحي بالمنطقة لا يمكن تصديقها إلا مع بدء الحفريات وتحديد موعد نهائي للانتهاء، وإلا فإن معاناة السكان ستكون أكبر مع حفريات بلا موعد محدد للإنجاز، كما حدث في مدينة الكرك سابقا، عندما تعايش السكان مع معاناة وجود حفريات بالشوارع والأزقة لثلاث سنوات كاملة. 


وقال ايمن علي من سكان حي المرج الشرقي، إن سلطة المياه ووزارة المياه أعلنتا أكثر من مرة خلال السنوات الأخيرة عن مشروع لتوسعة شبكة الصرف الصحي بالمنطقة دون أن يتم تنفيذ أي شيء حتى الآن، مشيرا إلى أن الصرف الصحي لم يعد ترفا وخاصة مع مشكلة التزايد الكبير في عدد الحفر الامتصاصية. 


وطالب من الجهات المعنية التعامل مع موضوع الصرف الصحي بجدية أكثر، حرصا على مصالح المواطنين الذين يعانون من هذه القضية منذ سنوات طويلة، مؤكدا أن مرور سنوات طويلة بين الإعلان عن بدء التنفيذ وبين التنفيذ الفعلي الذي لم يبدأ بعد يسهم في خيبة أمل وفقدان الثقة بوعود الجهات المعنية. 


يذكر أن محطة التنقية لمدينة الكرك والتي بدء العمل في إعادة تأهيلها قبل أكثر من ثماني سنوات، لم تنته بعد، وتتسبب بإلحاق الأذى لجميع المناطق السكنية والزراعية المحيطة بها، إضافة إلى حدوث فيضانات لمياه الصرف الصحي من المحطة القديمة بسبب ضعف قدرتها الاستيعابية، ما أدى إلى قيام سلطة المياه بطرح عطاء إعادة تأهيل وتوسعة المحطة لتستوعب كميات المياه العادمة المتدفقة اليها من شبكة الصرف الصحي من المدينة.


من جهتهما، لم يستجب أي أحد من إدارة مياه محافظة الكرك والناطق الإعلامي لوزارة المياه وسلطة المياه لاستفسارات "الغد" حول أين وصل مشروع توسعة شبكة الصرف الصحي بالكرك المعلن عنه منذ سنتين؟.

 

 

اقرأ أيضا:

  مشروع "جارة القلعة" بالكرك.. محاولة جديدة لإعادة الحياة لقلب المدينة