غياب بدائل النيكوتين تهبط بنسب ترك التدخين

546
546

محمود الطراونة وحنان الكسواني

عمان- منذ العام الماضي، وعيادات الإقلاع عن التدخين في الأردن خالية من بعض بدائل النيكوتين التي تساعد المدخن في الإقلاع عن التدخين، ما يقوض جهود وزارة الصحة في مكافحة التدخين في بلد يعد من الدول الثلاث الأولى على مستوى العالم، وينفق ما يقارب 204 ملايين دينار سنويا على الرعاية الصحية للمدخنين.

اضافة اعلان


وباستثناء ما تبرعت به بداية العام الماضي شركة جونسون آند جونسون كنوع واحد من بدائل النيكوتين العلاجية (اللاصق)، بقيمة 800 الف دولار بات توفير بدائل النيكوتين العلاجية الأخرى (العلكة والحبوب) يقع على عاتق وزارة الصحة.


ويهدف هذا التبرع، الذي مد شريان عيادات الإقلاع عن التدخين بالأكسجين، إلى دعم آلاف الأردنيين واللاجئين للإقلاع عن هذه العادة القاتلة أثناء جائحة كوفيد19 وما بعدها، بحسب منظمة الصحة العالمية التي اعتبرت "ان إتاحة لصقات النيكوتين المجانية إلى جانب المشورة الشخصية تساعد العاملين في الخطوط الأمامية والمرضى المصابين بالأمراض غير السارية واللاجئين على الإقلاع عن التدخين".


الخروج من عنق الزجاجة


وزارة الصحة بدورها طرحت عطاء بدائل النيكوتين العلاجية، كالحبوب والعلكة، غير ان المأزق الذي وقعت به يكمن في أنه "لم يتقدم احد في المرة الأولى"، ثم جرى طرحه مرة ثانية، غير ان مستودعا واحدا فقط تقدم لتوفير البدائل التي تساعد المدخن في الإقلاع عن التدخين، ما شكل مخالفة لشروط العطاءات الحكومية.


وساهم نظام دائرة اللوازم العامة والعطاءات بتأخير طرح العطاء وتوفير بدائل النيكوتين، ما دفع الوزارة الى التوجه الى نظام "تلزيم العطاء" الى إحدى شركات الأدوية، بحسب ما قالته مديرة التوعية والتثفيف في وزارة الصحة عبير موسوس لـ"الغد".


ودخلت الوزارة في دوامة أخرى، قوامها التفكير بالشراء المباشر للبدائل، غير ان ديوان المحاسبة رفض ذلك.


وتصل قيمة العطاء إلى نحو 100 ألف دينار لتوفير بدائل النيكوتين، حيث سيُتاح لأي مدخن يحاول الإقلاع عن التدخين، الحصول على العلاج والمشورة مجاناً من خلال خدمات وزارة الصحة المتاحة للجمهور لهذه الغاية.


في المقابل، ترى منظمة الصحة العالمية أن هذا التبرع ساعد في التوسّع بقدر كبير لنطاق هذه الخدمات في مراكز الرعاية الصحية الأولية في جميع أنحاء المملكة.


بدورها، اعتبرت رئيسة الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان الأميرة دينا مرعد، أن حالة تعاطي التبغ في الأردن "مثيرة للقلق، ولا بد من تلقي دعم منظمات المجتمع المدني لتحقيق خلو الأردن من دخان التبغ مستقبلا ليتمتع شعبه بمزيد من الصحة، حيث يبلغ عدد المدخنين في المملكة نحو 50 بالمائة من السكان، سواء من التبغ أو السجائر الإلكترونية، فيما يتعرض 80 في المائة من السكان للدخان غير المباشر(السلبي)، وفق دراسة وطنية أجريت العام 2019.


وتعد معدلات تعاطي التبغ في الأردن من أعلى المعدلات في العالم. إذ إن التدخين يعتبر أحد عوامل الخطر الرئيسية للأمراض غير السارية، ويُعزى إليه 80 في المائة تقريباً من جميع الوفيات المبكرة.


تعهدات بتوفير البدائل قريبا


لكل مدخن يرغب بالإقلاع برامج خاصة علاجية وسلوكية، اذ يعتبر العلاج ببدائل النيكوتين أحد أنواع أدوية الإقلاع عن التدخين التي تمت الموافقة عليها من قبل إدارة الأغذية والأدوية (FDA)، وتحل هذه الأدوية محل بعض النيكوتين الذي يحصل عليه الجسم من تدخين السجائر، بحسب موسوس.


كما تساعد تلك الأدوية في معالجة الآثار الجانبية الناتجة عن انسحاب النيكوتين، والتغلب على الحاجة اليومية للنيكوتين تدريجيًا.


ويأتي العلاج ببدائل النيكوتين بأشكال عديدة، مثل العلكة، وجهاز استنشاق النيكوتين، إضافة إلى أقراص وبخاخ أنف ولصقة النيكوتين، وأدوية لا تحتوي على النيكوتين لكن يمكنها أن تقلل من الرغبة الملحة بالتدخين، وتقلل من الآثار الجانبية لانسحاب النيكوتين من الجسم.


ويقول رئيس قسم الوقاية من أضرار التدخين في وزارة الصحة، المهندس محمد أنيس، إن اللاصق متوفر حاليا في 26 عيادة للإقلاع عن التدخين، وجميعها تقدم مجانا ولجميع الجنسيات المقيمة على الأراضي الأردنية، كما انها متوفره في صيدليات القطاع الخاص ومركز الحسين للسرطان.


وبحسب احدث احصائيات راشحة عن القسم تمكن 279 من الإقلاع عن عادة التدخين من أصل 5453 مراجعا (مكررا)، غير أن الوزراة تطمح بحسب استراتيجتها الصحية لخفض اعداد المدخنين في بلد يعتبر من اكثر الدول على مستوى العالم في تعاطي التدخين.


ويتوقع أنيس ان يتم حل مشكلة توفير بدائل النيكوتين قريبا، معولا على إرادة المدخن ورغبته بالاقلاع فضلا عن الجلسات الاستشارية والسلوكية والنفسية التي تقدم للمدخنين مجانا.


ووفقاً للمسح متدرج المراحل (STEPS) للعام 2019 الذي أجرته وزارة الصحة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، حاول نحو 50 في المائة من المدخنين البالغين في الأردن الإقلاع عن التدخين، ومع ذلك لم يتح ذلك إلا لنسبة ضئيلة منهم، عبر الحصول على الأدوات التي يمكن أن تساعدهم في ذلك، باستثناء لاصقات النيكوتين المجانية وإنشاء خط هاتفي وطني للمساعدة على الإقلاع.


وكان وزير الصحة الدكتور فراس الهواري أعلن ان نسب التدخين وصلت الى أرقام غير مسبوقة في الاردن، وبمرتبة متقدمة عالميا، مضيفا أن انتشار التدخين بين الشباب والبالغين هو ظاهرة خطيرة تهدد الصحة العامة، وان المدخنين هم اكثر عرضة للامراض السارية وغير السارية، وهو ما يتطلب اتخاذ إجراءات لمجابهة هذه الآفة.


عاملة افتراضية تساعد على الإقلاع


وترى أمين سر جمعية "لا للتدخين" الدكتوره لاريسا الور أن الشخص المدخن الذي ينفق من دخلة اليومي نحو دينارين كحد أدنى، بإمكانه ان ينفقها على شراء بدائل النيكوتين من الصيدليات إلى حين توفرها في وزارة الصحة، لافتة الى ان متوسط الإنفاق الشهري للمدخن الواحد يصل إلى نحو 58 دينارا.


ورغم ان الور أشادت بالجهود التي يبذلها الاردن لمكافحة التدخين من حيث تعديل قانون الصحة العامة العام 2018 لتوسيع تعريف الأماكن العامة، لكن هذه القوانين بحاجة الى تفعيل، بحسبها.


وبات بالإمكان للأشخاص الذين يتعاطون التبغ، الوصول مجاناً إلى "فلورنس"، التي تُعد أول عاملة صحية افتراضية لمنظمة الصحة العالمية، والتي تساعد في وضع خطة شخصية للإقلاع عن التدخين، بحسب الور.


ويتاح الاتصال بفلورنس على مدار الساعة طوال الأسبوع عبر الفيديو والنصوص بجميع لغات الأمم المتحدة، وهي بمثابة بوابة لدعم الإقلاع عن التبغ على الصعيدين الوطني والمحلي.

إقرأ المزيد :