أمين جميل.. نجم كروي تحول إلى سائق تاكسي

عمان- يسلط برنامج “رياضيون منسيون” الضوء كل يوم أربعاء، على قصة واحد من الرياضيين الأردنيين القدامى في مختلف الألعاب الفردية والجماعية. أمين جميل (58 عاما) الذي يعد هداف فريق جمعية عين كارم في الثمانينيات، ويعيش أوضاعا اجتماعية واقتصادية صعبة، وبات في حالة يُشفق عليها، بانتظار ساعة الفرج، التي قد تأتي على شكل مساعدة مادية أو معنوية من قبل أسرة اللعبة.اضافة اعلان
بدأ أمين جميل مسيرته الرياضية في العام 1979 من بوابة جمعية عين كارم، ثم مثل نادي سحاب وسجل معه 7 أهداف، كما بات ركيزة أساسية في منتخبي عمان والعسكري، قبل أن يضع حدا لمسيرته الكروية في الملاعب العام 1992، وبلغت معها حصيلة أهدافه المسجلة 37 هدفا بكافة قمصان الأندية والمنتخبات التي مثلها آنذاك.

  • أين كان وأين أصبح أمين جميل؟
    للأسف، أصبحنا جزءا من الماضي، لقد مثّلت منتخب عمّان والمنتخب العسكري، الوضع في الماضي يختلف كثيرا عن وضع جيل اليوم، الذي يخرج للاحتراف في دول مثل السعودية والبحرين ويتقاضى أجورا عالية، بينما في الوقت الذي عاصرنا خلاله كرة القدم، كنا نلجأ إلى “غرز الحذاء” أنا وبعض اللاعبين من جيلي، أمثال حسونة يدج نجم النادي الأهلي العريق، وكذلك غسان جمعة نجم الوحدات وابراهيم مصطفى “قائد” الفيصلي، وعديد اللاعبين ممن يمثلون بقية الاندية آنذاك.
  • هل لك أن تصف ظروفك المعيشية بعد الاعتزال؟
    بالتأكيد، أنا أعمل الآن “سائق تكسي” وهذا ليس بالعيب في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي نمر بها، أدفع ضمانا يوميا للسيارة يصل قرابة 25 دينارا، وايجار منزل 300 دينار، لكن للأسف جهدنا الذي بذلناه في رياضة كرة القدم لم يكن كافيا لتأمين مستقبلنا، واصبحنا نُطارد من أجل تأمين لقمة العيش، كما أن ابنتي مريضة ولا تستطيع الوقوف، ولا أملك المال لدفع تكاليف علاجها، حتى تعود كما كانت.
    وبدموع يعتصرها الألم، تذكّر أمين جميل “نجله” الذي توفي في سن الـ 28 عاما، تاركا خلفه طفلتين، الأمر الذي أثقل كاهله في ظل غياب “معيله” على الحياة في الأيام الماضية، مبديا أسفه على قيام الاتحاد بتقديم شيء بسيط له لا يقبل به “أي إنسان”، قبل أن يصبح جزءا من الماضي، وفقا لحد قوله.
  • من المسؤول عن الظروف التي تمرّون بها؟
    الاتحاد الأردني لكرة القدم يتحمل مسؤولية الظروف المعيشية الصعبة التي نمر بها، هم يهتمون بالمناصب فقط، ولا يعلمون أين أصبحنا اليوم، هل نقوم بـ “السرقة” حتى نؤمن لقمة العيش، مع تقدمنا في العمر الذي لم يتبق منه الكثير، أتمنى من سمو الأمير علي بن الحسين رئيس الهيئة التنفيذية لاتحاد الكرة أن يستمع إلى همومنا نحن اللاعبين القدامى، لأنه أمير رياضي ويقدّر الرياضيين ويحمل همومهم، وهذا ليس بجديد على سموه.
  • ما هي اجمل اللحظات العالقة في ذاكرتك؟
    في البداية، أنا اعتبر نفسي أفضل هداف في تاريخ كرة القدم الأردنية، بعد “الرهوان” ابراهيم مصطفى نجم الفيصلي، لقد لعبت مع عين كارم ومنتخب عمان والمنتخب العسكري، ومثلت نادي سحاب، وأجمل الأهداف التي سجلتها كانت هدف التعادل في مرمى الفيصلي أيام ميلاد عباسي في الثمانينيات، وكذلك من اللحظات الجميلة كانت فوزنا على الرمثا 2-1 عندما كنت ارتدي قميص سحاب ايضا، وسجلت الهدفين آنذاك، وكانت من أجمل المباريات.
  • هل عرض عليك اتحاد الكرة وظيفة بحكم خبرتك الطويلة؟
    اتحاد الكرة ما يهمه هو المباريات وجمع الأموال فقط، غير مهتم باللاعبين القدامى ولا يقدّر الأسماء التي لم تبخل يوما ما على الرياضة الأردنية ببذل “قطرة عرق”، أتمنى أن يشاهدوا اللاعب في الخليج بعد الاعتزال، كيف يتم الاعتناء به وتقديره حتى نتعلم.
  • هل هذا رد الجميل الذي كنتم تنتظرونه من المنظومة الرياضية بأكملها؟
    بالتأكيد لا، أنا اعاتب الاتحاد الأردني لكرة القدم، لعدم اهتمامه باللاعبين القدامى، أنا أناشد كافة الأندية الأردنية من أهلي والرمثا والحسين إربد والعربي وقدامى اللاعبين، أن تهتم باللاعبين القدامى، ولا أحد ينكر الجيل الذهبي لأندية العربي وكفرسوم والرمثا والجليل في الثمانينيات، والذي لعب فيه ناجح ذيابات وغازي الياسين وفايز بديوي.
  • هل تمتلك الكرة الأردنية لاعبا هدّافا على غرار أمين جميل؟
    لم أجد لاعبا يقنعني في الجيل الحالي كهداف للمنتخب الوطني، سوى ابراهيم مصطفى، الذي اعتبره الأفضل في مركز الهداف، والقائمة تطول على مستوى اللاعبين القدامى.
  • لم تستطع تأمين مستقبلك رغم السنوات الطويلة التي قضيتها بالملاعب؟
    لا يوجد شيء اسمه تأمين مستقبل في زمن الانتماء الذي عاصرناه، لكن اليوم نحن في زمن الاحتراف وكل شيء مهيأ لتأمين المستقبل بالنسبة للاعبين الحاليين.
  • ما هي الحلول التي تراها مناسبة بالنسبة لكم؟
    من يعطينا الحلول! الاتحاد لم يصرف علينا! الكل مشغول في تأمين راتبه، كما أنه لا يوجد توظيف واستغلال صحيح لخبرات اللاعبين القدامى في منظومة كرة القدم، وربما هي مشكلة في الصلاحيات للمسؤولين من أجل التوظيف، لكننا نطالب بمقابلة سمو الأمير علي بن الحسين حتى نوضح له أين كنا في الماضي وأين أصبحنا اليوم.