الإشاعات في اللحظات الأخيرة

منذ أن بدأت الحملة الانتخابية للانتخابات النيابية المقررة في 20 أيلول (سبتمبر) الحالي، وحتى قبلها، تكثفت الإشاعات التي تهدف لتشويه مرشحين. مطلقو الإشاعات متنوعون، وهدفهم إضعاف مرشحين لصالح آخرين. ولقد ازدادت في الآونة الأخيرة مع اقتراب الانتخابات وتيرة الإشاعات، لتطال الكثيرين، لعلها، بحسب تمنيات مطلقيها، أن تنال من خصومهم، وتضعفهم، وتحجب عنهم الأصوات. اضافة اعلان
في كل انتخابات نيابية، وغير نيابية، يلجأ البعض لاطلاق الإشاعات، فهي، تعتبر عند البعض جزءا من الحملات الدعائية. وتتنوع الإشاعات فمنها، ما يكون واضحا، أن الهدف منه فقط تشويه السمعة، والإساءة للآخرين. ويمكن بسهولة اكتشافه، لغياب الدقة في مضامينه، وللتهويل فيما ينقل من معلومات غير مستندة لحقائق وأدلة، وهذا النوع، قد تكون له تأثيرات عكسية، وقد يفيد المستهدف، وليس مطلقه. بينما هناك نوع من الإشاعات، يكون محبوكا بشكل جيد، ويتضمن، ولو بشكل ظاهري، معلومات، وأدلة، تحاول، أن تؤثر على عقل المتلقي، من خلال إقناعه، بصحتها، وبدقتها، فيما هي فعلا لا تستند لأي أدلة حقيقية. وهذا النوع من الإشاعات، يأخذ أشكالا مختلفة، لإظهاره بشكل موضوعي، ويحاول التمويه على الشخص الذي يطلقها، عن طريق نسبتها لجهات، أو أشخاص ذوي مصداقية، فيما هم لا علاقة لهم بالموضوع.
وهذه الانتخابات النيابية، شهدت أيضا إشاعات تنوعت بأهدافها وأغراضها، ولكنها، حملت بمجملها، مضامين لتشويه مرشحين، وإضعاف فرصهم. والجديد في هذه الانتخابات، استخدام مواقع التواصل الاجتماعي من قبل البعض، لنشر الإشاعات، والتأثير على إرادة الناخبين بطريقة غير مباشرة. وللأسف، فهناك من يستغل الفضاء الالكتروني للتشويه، بدلا من الاستفادة منه لنشر المعلومات الصحيحة المزودة بما يثبتها من أدلة، ونشر البرامج الانتخابية والأهداف السياسية وتوجهات المرشح على كافة الصعد. نعم، هناك من يستخدم مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة بطريقة ممتازة، ويعمل على نشر أفكاره وأهدافه، ويقوم بمناقشتها مع المعارضين بكل أريحية، بعيدا عن التشنج والاتهامية. ويتسع صدره، لكل الانتقادات. ولكن هناك من يقوم بعكس ذلك، من خلال بث أخبار، أو تقارير، أو صور، هدفها إظهار آخرين، بأسوأ المظاهر، وبأسوأ الأشكال. ويبتعد عن النقاش الحضاري والحوار، ويوجه الاتهامات يمينا ويسارا، ولا يجهد نفسه بمحاورة الآخر، أو إثبات ادعاءاته التي يطلقها، فهو غير معني بحوار ديمقراطي، لأنه حينها سيخسر، ولكنه بالإشاعات يعتقد أنه سيكسب.
هناك ضرورة لمحاسبة كل من يسيء للناس، ويشوه سمعتهم، وخصوصا في مثل هذه الأوقات.