الذروة الثالثة لكورونا: التغذية الراجعة للمطاعيم وتشديد الإجراءات ضرورة للمواجهة

محمود الطراونة عمان- أثار دخول المملكة بالموجة الثالثة لجائحة كورونا، انتقادات خبراء بالصحة والأوبئة، لتقدير الحكومة لحجم الخطر، وسط تساؤلهم عن إجراءاتها للتخفيف من آثار الموجة الجديدة وهل نسب دخول المستشفيات التي ارتفعت تتضمن أشخاصا مطعمين وما هي المطاعيم الناجعة لمواجهة الفيروس. وقالوا "إن وزارة الصحة كانت أكدت على تجاوز المملكة للجائحة، وإن الفيروس تحول إلى موسمي، وهو ما يعكس من وجهة نظرهم ضعف تقديرات الوزارة والخبراء الحكوميين". وكانت وزارة الصحة قد أكدت دخول الموجة "الثالثة" فعليا بكل المقاييس، وفق الأمين العام لشؤون الأوبئة والأمراض السارية عادل البلبيسي. وسجل يوم أمس، 16 وفاة و4324 إصابة جديدة بفيروس كورونا في المملكة، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 11377 وفاة و919173 إصابة. وبلغت نسبة الفحوصات الإيجابيّة لنفس اليوم 9.26 بالمائة، بحسب الموجز الإعلامي الصادر عن الوزارة. ووفق خبراء بالصحة، فإن عدد الدخولات في العناية الحثيثة كبير ويزداد يوما بعد يوم أكثر من غرف العزل، مرجعين ذلك إلى أن الحالات تراجع المستشفيات بعد أن يرتفع معدل الخطر لديها وبالتالي ترتفع الكلفة على الحكومة في العلاج. وانتقد الخبراء السماح بالتجمعات، لافتين إلى أن سبب الانتشار هو التجمعات سواء لمتلقي المطعوم أو غيرهم، وهو ما يتوجب التركيز عليه للحد من تفشي الفيروس وكسر حلقة العدوى. وطالبوا وزارة الصحة بالكشف عن أعداد الوفيات والمصابين بين متلقي المطعوم بأنواعه ومدى فعالية كل مطعوم لمواجهة الفيروس السائد حاليا. وفي السياق، طالب استشاري الأمراض الصدرية والتنفسية وأمراض النوم الدكتور محمد حسن الطراونة، وزارة الصحة بالكشف عن أرقام المصابين بين متلقي المطعوم اضافة الى ارقام الوفيات وما هي المطاعيم التي تلقوها. واشار الى ضرورة التركيز على توجيه الفحوصات لتشمل جميع مناطق المملكة للكشف الحقيقي عن أعداد الاصابات. وقال الطراونة "إن وزير الصحة وفقا للدستور هو مسؤول الامن الصحي والوبائي وعندما يتحدث يصمت الجميع باعتبار ما يتحدث به مصلحة وطنية". وأشار الى ان تعدد المرجعيات في القرار الصحي تضعفه وتشتت الرأي العام والمواطن، معتبرا ان وجود لجنة الاوبئة خارج جسم المركز الوطني لمكافحة الاوبئة غير مجد. وأشار إلى ضرورة تعديل البروتوكول العلاجي لمرضى كورونا، لافتا الى ان هناك عقارا تم اعتماده على مستوى العالم لم تدخله وزارة الصحة بعد. وشدد على ضرورة تطبيق القرارات الرسمية للحد من استمرار الجائحة وتطبيق الاشتراطات الصحية فورا ودون أي إبطاء. وكان البلبيسي قد أوضح سبب إرجاء تطبيق أمر الدفاع الجديد لمواجهة الحالة الوبائيَّة، والذي سيصدر قريباً، إلى بداية العام المقبل. وقال البلبيسي في تصريحات صحفية، إن الحكومة تريد إعطاء الوقت الكافي لكافة الاشخاص لأخذ المطعوم خلال الفترة المقبلة، مبينا أن أمر الدفاع يشترط أن يكون الفرد مطعما تطعيما كاملا حتى يتسنى له دخول منشآت القطاعين العام والخاص. وعن الحالة الوبائية، أشار إلى أن المملكة دخلت في الموجة الثالثة ومضى نحو 5 أسابيع من هذه الموجة، مضيفا أنه تم تسجيل الأسبوع الماضي 21 ألف إصابة بكورونا، قائلا "دخلنا الموجة بكل المقاييس". وبيّن أنه واستنادا لما طرأ في الموجتين السابقتين، فإن الوصول إلى ذروة الموجة يحتاج إلى 8-9 أسابيع، ونحن في الأسبوع السادس من هذه الموجة، وأمامنا أسبوعان إلى 3 أسابيع قد تكون أسابيع حاسمة ويمكننا الوصول إلى الذروة. وأكد أن عدد حالات الإصابة التي ستسجل في ذروة الموجة يعتمد على مدى الالتزام بالإجراءات الوقائية. ويرى الخبير الوبائي الدكتور عبد الرحمن المعاني "أننا يجب أن لا نجامل على حساب مصلحة الوطن والمواطن". وأشار إلى أن الحالة الوبائية صعبة وحساسة تتطلب سرعة في اتخاذ الإجراءات وحسمها ولا ننتظر أن تمتلئ أقسام المستشفيات المختلفة بحالات كورونا. وقال إن هناك أعدادا كبيرة من متلقي المطعوم أصيبوا إصابات حرجة بالفيروس وبعضهم دخلوا المستشفيات وآخرين توفاهم الله، مرجعا ذلك إلى التراخي في تطبيق الإجراءات الوقائية الاحترازية مثل الكمامة والتجمعات الكبيرة. وبين أن الأرقام تحتكرها وزارة الصحة، مطالبا الوزارة بسرعة الإعلان عنها إما عبر الموجز اليومي أو عبر بيانات تصدرها الوزارة. وقال يجب أن يتضمن الإعلان الرسمي بعض المعلومات والتي تشير هل الوفيات متلقية للمطعوم أم لا ونسبة الإصابات لدى الفئات العمرية المختلفة وكذلك نسبة الإيجابية للفحوصات موزعة حسب المحافظات إضافة إلى توزيع الوفيات حسب المحافظات. واعتبر أن الحالات ستصل إلى مستويات مرتفعة قد تصل إلى 10 آلاف إصابة يومية، لافتا إلى أن الأرقام الصادرة عن الصحة لا تعكس الوضع الوبائي الحقيقي في الأردن بسبب عدد الفحوصات المخبرية، متوقعا أن يكون عدد الحالات أعلى مما يعلن. يشار إلى أن عدد الحالات النشطة حالياً وصل إلى 40807 حالات، بينما بلغ عدد الحالات التي أدخلت، أمس، إلى المستشفيات 153 حالة، وعدد الحالات التي غادرت المستشفيات 99، فيما بلغ العدد الإجمالي للحالات المؤكدة التي تتلقى العلاج في المستشفيات 880 حالة. وأظهر الموجز الإعلامي الصادر عن الوزارة، أن نسبة إشغال أسرّة العزل في إقليم الشمال بلغت 26 بالمائة، بينما بلغت نسبة إشغال أسرّة العناية الحثيثة 43 بالمائة، فيما بلغت نسبة إشغال أجهزة التنفس الاصطناعي في الإقليم ذاته 25 بالمائة. وأضاف أن نسبة إشغال أسرّة العزل في إقليم الوسط بلغت 23 بالمائة، في حين وصلت نسبة إشغال أسرّة العناية الحثيثة في الإقليم ذاته إلى 41 بالمائة، ونسبة إشغال أجهزة التنفس الاصطناعي إلى 14 بالمائة. وفي إقليم الجنوب، بلغت نسبة إشغال أسرّة العزل 13 بالمائة، ونسبة إشغال أسرّة العناية الحثيثة 26 بالمائة، فيما بلغت نسبة إشغال أجهزة التنفس الاصطناعي في الإقليم ذاته 15 بالمائة. وأشار الموجز إلى تسجيل 2577 حالة شفاء، ليصل العدد الإجمالي لحالات الشفاء المتوقعة بعد انتهاء فترة العزل (14 يوماً) إلى 866989 حالة. كما أشار إلى إجراء 46672 فحصاً، ليبلغ العدد الإجمالي للفحوصات التي أجريت منذ بدء الوباء 11793562 فحصاً. وأظهر الموجز أن عدد متلقي الجرعة الأولى من لقاح كورونا وصل إلى 4086627، فيما وصل عدد متلقي الجرعتين إلى 3682681.

إقرأ المزيد :

اضافة اعلان