توقع انتشار واسع لـ"الحوسبة السحابية"في المنطقة

صورة تعبيرية عن "البيج داتا" - (أرشيفية)
صورة تعبيرية عن "البيج داتا" - (أرشيفية)

إبراهيم المبيضين

عمان - أكّد مدير الشؤون المؤسسية في شركة "مايكروسوفت" في مصر وشمال إفريقيا الدكتور أشرف حسن عبد الوهاب أنّ تقنية "الحوسبة السحابية" ستشهد انتشارا واسعا خلال السنوات المقبلة، مع تضاعف حجم البيانات المتداولة عبر الإنترنت فيما أصبح يسمى اصطلاحاً بـ"البيج داتا"، مع تزايد حاجة الافراد والمؤسسات والحكومات الى تقنيات اقل كلفة لادارة وتخزين واستضافة هذا الكم الهائل من البيانات.
وقال عبد الوهاب - في لقاء صحفي نظمته شركة "مايكروسوفت الاردن" منتصف الشهر الحالي في عمان – ان الحكومات والمؤسسات الكبرى والمتوسطة والصغيرة في الدول المتقدمة بدأت بالاستفادة من مزايا هذه التقنية التي ما تزال تواجه تحديات تحد من انتشارها في المنطقة العربية على راسها قلة الوعي والتخوف من الاختراقات الامنية للبيانات.
وأكّد خلال اللقاء - الذي عقد للتعريف بتقنية الحوسبة السحابية والنموذج الذي تقدمه شركة "مايكروسوفت"– أن مسألة الوعي وفهم هذه التقنية ومزاياها ما تزال تشكّل عائقا امام تبنيها من قبل المؤسسات والحكومات في المنطقة العربية، وهو ما يستلزم القيام بتوعية اكبر ونشر للمفهوم على كافة المستويات: في القطاع العام، للشركات الكبيرة والمتوسطة والصغيرة، وعلى مستوى النقابات او الكيانات التي تضم أعدادا كبيرة من المستخدمين.
وعلاوة على مسألة الوعي والفهم، تشكّل التشريعات في مجال حماية خصوصية البيانات، والتشريعات التي تلزم لتطبيق هذا المفهوم، عائقا آخر أمام تبني "الحوسبة السحابية"، يضاف اليه التخوف الكبير من قبل افراد وقيادات ومؤسسات وحكومات من مخاطر الاختراقات الامنية للبيانات لا سيما اذا ما كانت هذه الجهات تستخدم الحوسبة العامة عندما تكون جهة خارجية تدير هذه البيانات.
والحوسبة السحابية هي حوسبة مبنية على الإنترنت؛ حيث يمكن بفضلها الوصول إلى عدد كبير من الموارد الحوسبية المشتركة؛ كالخوادم وتطبيقات البرمجيات وتطبيقات التخزين عبر أجهزة الكمبيوتر وأجهزة أخرى عبر الإنترنت، وهي تنقسم بشكل عام إلى حوسبة سحابية خاصة، وحوسبة سحابية عامة.
وبالنسبة للمستخدم المستفيد من هذه الخدمات كلها، فهو لا يعنى بمكان وجود هذه الموارد أو كيفية إدارتها أو صيانتها، فهي بالنسبة له موارد (في السحاب) عبر الإنترنت. 
ولتبسيط المفهوم شبّه عبد الوهاب تقنية "الحوسبة السحابية" ومن يقوم على تزويدها بالبنك، الذي يقصده العملاء لادارة عمليات مختلفة منها الايداع الذي يشابه تكنولوجيا تخزين البيانات، او الحصول على خدمات اخرى مرافقة، مؤكدا بان البيانات اصبحت ذات قيمة مادية عالية، وانتشار الانترنت وتطبيقاتها ودخولها مختلف القطاعات الاقتصادية بدأ يولّد حجوم بيانات ضخمة تتطلب التعامل معها بالتخزين والادارة والخدمات المرافقة باقل التكاليف دون الحاجة لامتلاك اجهزة وخوادم واقسام تكنولوجيا معلومات وهو ما توفره تقنية الحوسبة السحابية بمختلف انواعها. 
وتقول الدراسات العالمية بانه من المتوقع ان تنمو السوق العالمية للحوسبة السحابية بنسبة 22 % سنوياً لتصل إلى 241 مليار دولار بحلول سنة 2020. 
وتمتلك شركة "مايكروسوفت" العالمية رصيدا متينا يمتد لاكثر من 15 عاما في مجال تقنية "الحوسبة السحابية".
والى جانب المعيقات التي تحول دون تبني "الحوسبة السحابية" في المنطقة والتي تطرق اليها عبد الوهاب في البداية فانتشار شبكات الانترنت عريض النطاق كبنية تحتية تعد عاملا اساسيا لنشر واستخدام تقنية الحوسبة السحابية، مشيرا الى ان هذا العائق بدأ بالزوال في اسواق الاتصالات في المنطقة العربية، وقال:"ان المنطقة العربية والشرق الاوسط ستشهد نموا كبيرا لاستخدامات الانترنت لا سيما مع انتشار الهواتف الذكية، وهو الامر الذي سيرافقه حجوم كبيرة من البيانات، يجب ان تدار باقل التكاليف وبموثوقية وامن، وهو ما توفره تقنية الحوسبة السحابية". 
وبلغة الارقام من المتوقع ان يرتفع عدد مستخدمي الانترنت حول العالم الى حوالي 3 مليارات مستخدم ما يشكل 40 % من سكان العالم، منهم حوالي 100 عربي مستخدم للشبكة العنكبوتية، فيما تشير ارقام اخرى إلى ان عدد اشتراكات "الموبايل انترنت"ستبلغ قرابة 2.3 مليار اشتراك مع نهاية العام الحالي، وذلك من بين حوالي 7 مليار هو العدد المتوقع ان تصله اعداد اشتراكات الخلوي حول العالم.
وخلال اللقاء قال عبد الوهاب إن "مايكروسوفت" تعمل حالياً مع العديد من الحكومات في المنطقة لإنشاء بنية تحتية لأنظمة ومنصات الحوسبة السحابية على الصعيد الوطني، ولمساعدتها على وضع السياسات والتشريعات المتعلقة بالجوانب القانونية وحماية وخصوصية البيانات، ومنها الاردن، فيما تشهد هذه التقنية اهتماما كبيرا منذ سنوات في كل من المغرب، مصر، وغيرها من الدول.
ومن المخطط ان تعلن الحكومة الاردنية بداية الشهر المقبل عن اطلاق منصة للحوسبة السحابية الحكومية، لاستخدامات المؤسسات الحكومية والشركات الناشئة، حيث عملت الحكومة على هذه المنصة بالتعاون مع "مايكروسوفت".
وعلى صعيد متصل، قال عبد الوهاب بان هنالك ركائز أربع تقوم عليها استراتيجية "مايكروسوفت" للحوسبة السحابية في المنطقة، والتي تتضمن مساعدة الحكومات على تبني خدمات الحوسبة السحابية والإفادة من مزاياها العديدة، ومساعدة الشركات والمؤسسات الكبيرة على تحقيق أقصى فائدة من الحوسبة السحابية، وإتاحة خدمات الحوسبة السحابية للشركات الصغيرة والمتوسطة، بالإضافة إلى إنشاء شبكة محلية واسعة من الشركاء المزودين لهذه الخدمات.
وأشار كذلك إلى استراتيجية شركة "مايكروسوفت" في تنفيذ خدمات الحوسبة السحابية التي تتيح تصميم وتنفيذ حلول مرنة تتناسب مع احتياجات ومتطلبات الجهات المختلفة، سواء من خلال بناء أنظمة الحوسبة السحابية المحلية او الخاصة ، أو الاستفادة من خدمات الحوسبة السحابية العامة، أو المزج بين النموذجين فيما يعرف بالحوسبة السحابية الهجينة.
وفي ردّه على سؤال لـ"الغد" حول انواع المؤسسات او الكيانات الاكثر احتياجا لتطبيق "الحوسبة السحابية"، وفيما اذا كان حجم المؤسسة يؤثر في مدى حاجتها الى تطبيق هذه التكنولوجيا، قال عبد الوهاب:"ان الامر لا يتعلق بحجم المؤسسة او القطاع الذي تدور في فلكه، فالاحتياج موجود عند الجميع طالما ان هناك استخداما في المؤسسة لتقنية المعلومات وتداول البيانات والتحول من الاعمال الورقية واليدوية الى الاعمال التقنية، ولكن على المؤسسة ان تدرس التقنيات والاجهزة التي تستخدمها وتكاليفها، وتدرس ما ترغب بالحصول عليه من خدمات عبر السحابة، واتخاذ القرار المناسب اقتصاديا بهذا الخصوص".
وأضاف عبد الوهاب "اعتقد بان جميع انواع المؤسسات: صغيرة، متوسطة، كبيرة، في القطاعين العام والخاص بحاجة لهذه التقنية"، متوقعا ان تشهد المنطقة خلال السنوات المقبلة اقبالاً متزايداً في تبني واستخدام الحوسبة السحابية بجميع انواعها، وذلك مع الحجم المتزايد للبيانات التي يجري تداولها عبر الانترنت يدعمها الانتشار المتزايد للهواتف المتنقلة الذكية وتطبيقاتها.

اضافة اعلان

[email protected]

IMubaideen@