ماحص: نشاط سياحي محدود رغم طبيعتها وإطلالتها الاستثنائية

مقام الخضر احد المعالم الدينية بمنطقة ماحص - (الغد)
مقام الخضر احد المعالم الدينية بمنطقة ماحص - (الغد)

محمد سمور

البلقاء - رغم جمال الطبيعة فيها وإطلالتها الاستثنائية على الأغوار والبحر الميت وعلى مناطق السلط وفلسطين، ووجود مقام الخضر عليه السلام فيها، إلا أن منطقة ماحص في محافظة البلقاء، تعاني من محدودية النشاط السياحي، الأمر الذي دفع المجلس البلدي الحالي إلى المزيد من التحرك بهذا الخصوص.اضافة اعلان
وفي خضم الاهتمام الرسمي بالقطاع السياحي، ونموه بشكل لافت في مدينة السلط التي يتبع لها لواء ماحص والفحيص، تبحث ماحص عن حصة تنصفها من ذلك الاهتمام، لا سيما في جزئية المسارات السياحية بمحافظة البلقاء.
حول ذلك، يقول عضو مجلس بلدي ماحص وسيم الشبلي لـ"الغد"، إن المجلس الحالي ممثلا برئيسه وأعضائه، يضع نصب عينيه استغلال المقومات والمميزات التي تزخر بها المنطقة من الناحيتين السياحية والاستثمارية، لافتا إلى أن الفترة الماضية شهدت بالفعل تحركا بهذا الاتجاه، وتواصلت البلدية مع مديرية سياحة البلقاء ووزارة السياحة، لتطوير الواقع السياحي في ماحص، وهو الأمر الذي لاقى ترحيبا من المسؤولين.
ووفق الشبلي، يتم التركيز على إضافة ماحص ضمن المسارات السياحية في محافظة البلقاء، كونها منطقة تتمتع بطبيعة خلابة وإطلالة استثنائية على الأغوار والبحر الميت وعلى مناطق السلط وفلسطين، ويمكن مشاهدة مآذن القدس وجبال فلسطين من على جبالها، فضلا عن أن مناخها يمتاز بأنه معتدل صيفا الأمر الذي يعطيها ميزة سياحية ومكانة مرموقة بين المناطق التي يقصدها السياح.
ويرى الشبلي أن الحديث عن تطوير الواقع السياحي، يجب أن يتزامن مع تطوير البنى التحتية ومستوى الخدمات، وهو ما تمضي فيه البلدية ضمن إمكانياتها المتاحة، لافتا في الوقت ذاته إلى ضرورة تعزيز الواقع الاستثماري المرتبط بالبُعد السياحي، الأمر الذي برأيه يتطلب تضافر جهود جميع الجهات المعنية سواء من القطاع الحكومي أو الخاص، كون البلدية وحدها لن تكون قادرة على العمل في ملفات كبيرة كهذه بسبب محدودية موازنتها.
وتطرق كذلك، إلى الأهمية الكبيرة لوجود مقام الخضر عليه السلام الذي يشكل إرثا دينيا وتاريخيا ومزارا للمسلمين والمسيحيين من مختلف أنحاء المملكة، بما يعكس عمق التآخي والمحبة والترابط الاجتماعي وحسن الجوار.
كما يعد مقام الخضر عليه السلام بحسب الشبلي، من أقدم الآثار في ماحص، وهو عبارة عن غرفة بلا نوافذ، ولها باب حديدي بداخله قبر يعود بناؤه إلى سنة 1840 ويوجد في فنائه شجرتان الأولى عمرها حوالي 680 عاما والثانية 480 عاما.
ولم يغب عن بال الشبلي الحديث أيضا عن البيوت الأثرية والتراثية، قائلا إنها عريقة جداً وتعكس الحياة الحضارية في كل مراحل التاريخ التي مرت بها مدينة ماحص والأردن بشكل عام، لافتا بهذا الصدد إلى وجود بيوت يزيد عمرها على 200 عام وأخرى 100 عام، وأن كل بيت له طرازه المعماري المتعارف عليه في تلك الفترات من حيث التصميم والبعد العمراني في تلك الفترة.
وأشار الشبلي إلى "مسجد ماحص القديم الذي تم بناؤه عام 1941 من حجارة وادي الوعل، وأقيم على أنقاض مسجد عمري تم بناؤه خلال فترة خلافة عمر بن الخطاب ويشير إلى مرور الخليفة عمر من هذه المنطقة إلى القدس في زيارته التاريخية المعروفة".
وتحدث كذلك عن أن منطقة ماحص تقع على سفح تلة متوسطة الارتفاع، ويبلغ ارتفاعها من 800 إلى 900 متر عن مستوى سطح البحر، ويحدها من جهة الغرب وادي شعيب، ومن جهة الشمال الغربي مدينة السلط، ويحدها من جهة الشمال مدينة الفحيص، ومن جهة الشرق أراضي بدر الجديدة ومناطق دابوق.