مشاركة وحداتية إيجابية

لعل من قبيل المفارقة أن يتأهل فريق النصر السعودي بطلا للمجموعة الرابعة إلى دور الستة عشر من دوري أبطال آسيا لكرة القدم، في الوقت الذي خرج فيه الوحدات من دور المجموعات تاركا خلفه ذكرى طيبة بعد أن احتل المركز الثالث برصيد 7 نقاط. المفارقة تكمن في أن الوحدات نجح في الحصول على 4 نقاط من مواجهتيه أمام النصر السعودي، بعد تعادل سلبي ذهابا وفوز بهدفين لهدف إيابا، وكاد فقدان النقاط الخمس من هاتين المباراتين تحديدا، أن يطيح بآمال النصر لمواصلة مشواره الآسيوي، لولا أنه قفز ببراعة فوق السد القطري في الجولة الأخيرة التي حددت شكل قمة المجموعة. وكما قيل سابقا فإن الوحدات العائد من بعيد بعد فوزين في آخر جولتين، أدرك متأخرا أنه أضاع على نفسه فرصة حقيقية للمنافسة على بطاقات أفضل الفرق التي تحتل المركز الثاني، لولا أنه فقد ست نقاط أمام السد، كان في مقدره أن يربح نصفها لو أنه احسن اللعب واستغلال الفرص كما فعل لاحقا مع النصر وفولاذ. ومن الجدير القول أن الوحدات بإمكاناته المتواضعة وظروفه الصعبة وخبرته القليلة في أهم مسابقة آسيوية، جسد مقولة “ختامها مسك”، واحتفل مطولا في الملعب وغرف غيار اللاعبين، بعد أن نال احترام المتابعين ورفض أن يكون “لقمة سائغة” في فم المنافسين، وظهر بثوب المقاتلين وأكد أن القادم أفضل وأن الكرة الأردنية تستحق أكثر من مقعد في دور المجموعات بدوري الأبطال. من المؤكد أن عيون المراقبين رصدت أداء الوحداتيين وبات بعضهم مطلبا لأندية آسيوية مرموقة في الفترة المقبلة، كما نجح الفريق في الحصول على مبلغ مالي خلال أسبوعين أكثر مما سيحصل عليه لو نال جميع ألقاب الموسم الكروي المحلي. مشاركة الوحدات حتى وإن انتهت “كما هو متوقع سلفا” عند حدود دور المجموعات، إلا أنها شكلت نقطة تحول للفريق وللكرة الأردنية على حد سواء، فيما يتعلق بإمكانية المنافسة فعليا في المستقبل على ما هو أبعد من دور المجموعات، إذا ما توفر المزيد من مقومات الفوز والإمكانات التي تجعل بمقدور أي فريق أردني يشارك في المنافسات أن يقدم الأفضل، طالما ظهرت كثير من الفرق المشاركة بمظهر “نمر من ورق”، وتأكدت قدرة تجاوزها بشيء من العمل والحظ في الوقت ذاته. ونحن نطوي أوراق مشاركة الوحدات بدوري أبطال آسيا، التي عاد منها نجوم الفريق من الرياض مرفوعي الرأس، نتطلع إلى أن يقدم فريقا الفيصلي والسلط عبر مشاركتهما بكأس الاتحاد الآسيوي في الثلث الأخير من الشهر الحالي، ما يثلج صدور أنصار الفريقين وجماهير الكرة الأردنية، ولاسيما أن المباريات ستقام في عمان، وبالإمكان الوصول إلى المشهد النهائي والمنافسة بقوة على اللقب، إذا ما جاءت التحضيرات مثالية وتحققت النتائج الايجابية بإذن الله.اضافة اعلان