جمعيات خيرية بالأغوار تواجه تحدي "الدعم" بمشاريع إنتاجية خاصة

1699718464982429900
منتجات من مشروع المخبز الذي انشأته جمعية خيرية كمصدر للدعم بالأغوار الشمالية-(الغد)

الغور الشمالي- في وقت وصلت فيه جمعيات خيرية بالأغوار الشمالية إلى مرحلة العجز عن مساعدة الأسر المعوزة نتيجة توقف أو محدودية الدعم والتبرعات، لجأ بعضها إلى إنشاء مشاريع خاصة مدرة للدخل، للخروج من أزمة التعطل والعودة قدر المستطاع للقيام بدورها التطوعي في مساعدة الفقراء. 

اضافة اعلان

 
ومع دخول فصل الشتاء، تتفاقم أوضاع الأسر الفقيرة وسط تزايد ملحوظ في عدد طالبي المساعدات من المعوزين في مناطق لواء الغور الشمالي، في وقت تراجعت تبرعات المحسنين للجهات القائمة على الأعمال الخيري المؤسسية، ما حرم آلاف العائلات المحتاجة من المساعدات التي توفر لها مستلزمات الدفء والملابس والطرود الغذائية لمواجهة البرد القارس.


ويشير العديد من المواطنين، إلى أن المبادرات التطوعية المجتمعية من قبل جهات مختلفة تراجعت خلال السنوات الماضية بشكل لافت ومنها ما توقف بشكل نهائي، ومن أهم هذه المبادرات تلك التي كانت تنفذها جمعيات خيرية ولجان زكاة ومؤسسات مجتمع مدني. وقالوا، "إن جهودا تطوعية كبيرة، كانت تبذل من أجل تأمين العديد من الأسر المعوزة بمستلزمات فصل الشتاء، الفصل الأشد قساوة على المواطنين بالأغوار".


وتابعوا: منذ سنوات بدأنا نشهد غيابا شبه كامل لهذه الجهود، وهو ما ترك أسرا عديدة وحيدة في مواجهة عوزها وقلة حيلتها. 
وأكدوا نقلا عن ما تخبرهم به جهات كانت تقدم الدعم، أن تراجع مستويات الدعم أفقد الجهات التطوعية قدرتها على مساعدة الفئات المستهدفة بتأمين متطلبات الحياة القاسية، ودفع ذلك بعدد من شبان اللواء إلى عمل مبادرات ولكنها تبقى بسيطة ولا تحقق المرجو مقابل حجم الطلب المتزايد على المساعدات بعد اتساع رقعة الفقر باللواء. 


ففي لواء الغور الشمالي، وما إن حط الشتاء رحاله والرياح التي تحمل الهواء البارد، تظهر تفاصيل المعاناة الحقيقية في منازل الفقراء، التي تروي حكايات الفقر والصقيع لمواطنين محرومين من الدفء سحقتهم قسوة الحياة، وناءت بهم الظروف المعيشية الصعبة، وخسائر العمل الزراعي، جراء التراكمات والمشاكل الزراعية في ظل ارتفاع بأسعار الكهرباء والوقود وتزداد متطلبات الحياة وتلقي أعباء إضافية على الواقع المعيشي لتلك الفئات التي يعيش معظم سكانها في بيوت متصدعة طينية أسقفها مهترئة وجدرانها متشققة، وأخرى آيلة للسقوط.

 

وتقول العشرينية المتطوعة بالأعمال الخيرية رهام البشتاوي، "إن من فوائد مشروع تدوير الألبسة الذي تنفذه إحدى الجمعيات، دعم الأسر الفقيرة والمحتاجة، وتوفير قرابة 15 فرصة عمل لأبناء اللواء، فضلا عن دعم الجهود التي تبذلها الجمعية بالتعاون مع البلدية للمحافظة على البيئة بالحد من عمليات إحراق الملابس القديمة التي تقوم بها بعض الأسر أو حتى إلقائها في حاويات النفايات كونها تأخذ وقتا طويلا لكي تتحلل".


في توجه مماثل لجمعية تلال المنشية، نفذت الجمعية مؤخرا مشروع مخبز لإعداد الخبز والمعجنات والحلويات وبيع المنتجات للمدارس أو في المعارض والبازارات أو حتى تسويقه عن طريق طلبات التطبيقات.


وتقول علياء الدبيس إحدى المتطوعات بالجمعية إن هذا المشروع وفر دخلا للعديد من الفتيات، كما ساهم بعائد مادي للجمعية لدعم الأسر الفقيرة باللواء. 


وأكدت أن استمرار أعمال ونشاط الجمعيات الخيرية باللواء مهم جدا، إذ إن هناك العديد من الأسر التي قد لا تجد قوت يومها من شدة العوز وهي بحاجة ماسة ودائمة للدعم والمساعدة. 


ومن الجدير ذكره، أن لواء الغور الشمالي من المناطق الأشد فقرا، ويعتمد سكان اللواء على مصدر رزقهم بالعمل في القطاع الزراعي، إلا أن القطاع وخلال السنوات الأخيرة شهد تراجعا واضحا، ما قلص من فرص العمل التي يوفرها، وبات العديد من أرباب الأسر متعطلين عن العمل.


ويبلغ عدد سكان اللواء 130 ألف نسمة، موزعين على ثلاث مناطق تابعة لبلديات شرحبيل بن حسنة، ومعاذ بن جبل، وطبقة فحل، ويقدر عدد المستفيدين من صندوق المعونة الوطنية بحوالي 4421 أسرة وفق كشوفات الصندوق.

 

اقرأ ايضا:
الغور الشمالي: جمعيات تتسابق بجمع تبرعات دعم الأسر في رمضان