محافظات الشمال.. حرائق الغابات تبلغ مستوى قياسيا

نيران تندلع في غابة ثغرة عصفور في جرش خلال العام 2020 -(ارشيفية)
نيران تندلع في غابة ثغرة عصفور في جرش خلال العام 2020 -(ارشيفية)
أحمد التميمي وعامر الخطاطبة وصابرين الطعيمات محافظات – تميز العام 2020 بأنه أكثر عام شهدت فيه الغابات بمحافظات الشمال نشوبا للحرائق، مقارنة بالعشر سنوات الماضية وفق بيانات مديريات الزراعة فيها، ما حول مناطق فيها الى جرداء. إذ ساهمت إجراءات الحظر الشامل لمكافحة الوباء، في تأخر أعمال تعشيب وتنظيف الغابات، مما تسبب ذلك في نشوب مئات الحرائق في محافظات جرش وعجلون وإربد، حيث سجل أكثر من 30 حريقا وتدمير 1300 دونم حرجي وغير حرجي في جرش، ومئات الحرائق وحوادث التعدي على الحراج في عجلون، والتي تسببت بحرق وتقطيع آلاف الأشجار الحرجية، وتحول مناطق إلى جرداء بسبب تلك الحرائق والتعديات. كما شهدت محافظة إربد المئات من الحرائق التي، اتت على مئات الدونمات من أشجار الزيتون والحمضيات والأشجار الحرجية والأعشاب الجافة، كان أبرزها حرائق ببلدة تبنة بلواء الكورة وبلدة صما بلواء الطيبة وبلدة عقربا في إربد. غير ان جائحة كورونا القت بظلالها على مختلف القطاعات التجارية في هذه المحافظات، ما أسهم بحالة ركود لم تشهدها الأسواق منذ سنوات، مما تسبب بارتفاع معدلات البطالة والفقر في ظل إغلاق العديد من المحال. ولعل الحدث الأبرز الذي شهدته محافظة إربد خلال العام 2020، هو عزل إربد عن باقي محافظات المملكة خلال شهر 3، إثر ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا فيها، حيث شهدت الشوارع آنذاك انتشارا من قبل القوات المسلحة الأردنية والأمن العام. إربد هي أول محافظة في المملكة يتم عزلها عن باقي محافظات المملكة لمدة أسبوعين وخصوصا بعد بـ"عرس إربد"، الذي كان السبب بارتفاع عدد الإصابات وتجاوزها 50 إصابة آنذاك بداية العزل، مما اضطرت الجهات المعنية إلى فرض العزل الشامل وإغلاق مداخل ومخارج المناطق التي شهدت إصابات، الأمر الذي أسهم في تحسن الوضع الوبائي. وبسبب جائحة كورونا لم تشهد المحافظة أي مشاريع بنى تحتية من قبل موازنة مجلس المحافظة التي خفضت إلى 4 ملايين دينار من اصل 24 مليون، حيث ذهبت تلك المبالغ لتسديد ديون سابقة لمشاريع مستمرة لتبقى المحافظة بلا مشاريع العام 2020، وفق رئيس المجلس الدكتور عمر المقابلة. كما تراجعت الحركة التجارية في إربد إلى أكثر من 90 % جراء جائحة كورونا والإغلاقات التي تمت في العام 2020، مما تسبب إلى اضطرار العديد من التجار إلى إغلاق محالهم التجارية بسبب الخسائر الكبيرة التي لحقت بهم، وفق رئيس الغرفة التجارية محمد الشوحة. ووفق الشوحة هناك أكثر من 6 آلاف محل تجاري من أصل 15 ألف محل مسجل في الغرفة غير حاصل على الترخيص 2020 بسبب الظروف الاقتصادية السيئة التي عانى منها التجار بسبب جائحة كورونا وحالة الركود التي طالت جميع القطاعات باستثناء قطاع المواد الغائية. وكانت آخر الأحداث التي شهدتها المحافظة، إعلان بطلان نتائج انتخابات غرفة صناعة إربد بقرار قطعي ونهائي من قبل المحكمة الإدارية العليا، بسبب تشوهات خطيرة شابت العملية الانتخابية برمتها والتي أشرفت عليها الهيئة المستقلة للانتخاب. وفي جرش تسببت جائحة كورونا بحرمان محافظة جرش من مشاريع حيوية إستراتجية خدمية وسياحية كان من المفترض أن توفر الآلاف من فرص العمل بسبب تخفيض موازنتها، فضلا عن تدمير مشاريع صغيرة ومتوسطة كبرى في المحافظة ونشوب حرائق عديدة أتت على ما يزيد عن 1300 دونم. وقال رئيس جميعة حرفيي جرش والمتحدث باسم العاملين في القطاع السياحي أن مدينة جرش وهي ثاني أكبر مدينة سياحية على مستوى الأردن، اغلقت وتأجلت فيها مشاريع سياحية كبرى وتشرد العاملون فيها وأهمها كبرى المطاعم السياحية التي تتميز بها المحافظة ومشروع المسارات السياحية ومشروع مسار وادي الذهب الذي كان من المنتظر أن يدمج المدينة الأثرية بالحضرية وهو مشروع ينتظره الجرشيون منذ عشرات السنين. وقال إن المصيبة التي نزلت على قطاع السياحة تسببت في قطع أرزاق الآلاف من العاملين فيها وإغلاق العديد من المحال التجارية التي تعني ببيع مقتنيات تختص بالسياح، فضلا عن وقف أعمال التنقيبات عن آثار وتحف تاريخية وأثرية ذات قيمة كبيرة على مستوى العالم. وتسببت الجائحة كذلك بوقف مشاريع تعبيد طرق وصيانتها ومشروع الأوتوبارك في بلدية جرش الكبرى ومشاريع خدماتية متعددة في قطاع الاشغال العامة ومديرية الزراعة كان من المفترض أن توفر المئات من فرص العمل لأبناء المحافظة الذين يعانون من ظروف اقتصادية صعبة جدا تسببت كذلك هذه الظروف بتكدس الآلاف من صفائح زيت الزيتون وانخفاض أسعارها لانخفاض القدرة الشرائية لدى المواطنين. وفي عجلون ما يزال العجلونيون ينتظرون البدء بإنجاز أكبر مشروع تنموي وهو مشروع التلفريك الذي يؤكد السكان أنه سيكون باكورة التنمية في محافظتهم التي تعاني معدلات كبيرة في نسب الفقر والبطالة، معربين عن أملهم بأن يتم إنجاز المشروع كما هو معلن في العام 2021، خصوصا وأن الكثير من المشاريع السياحية والمواقع الأثرية شهدت تراجعا كبيرا في أعداد الزوار وبالتالي في الإيرادات، وذلك جراء ظروف الحجر والعزل التي تزامنت مع تفشي فيروس كورونا. كما ما يزال السكان ينتظرون افتتاح مبنى مستشفى الإيمان الحكومي، الذي كان مقررا ان يتم تجهيزه وافتتاحه قبل عامين، مطالبين بسرعة انجازه للتخلص من المبنى القديم الذي تكتظ عياداته بالمراجعين.اضافة اعلان