مع تأهيل "محطة الكريمة".. هل تنتهي حجج نقص المياه صيفا؟

محطة التحلية التي تزود مناطق الكريمة بالغور الشمالي بالمياه-(الغد)
محطة التحلية التي تزود مناطق الكريمة بالغور الشمالي بالمياه-(الغد)
يحمل الصيف المقبل لسكان منطقة الكريمة بالغور الشمالي، آمالا بأن تنتهي معاناة نقص المياه المستمرة منذ سنوات، بعد أن تم تأهيل محطة التحلية بالمنطقة، المسؤولة عن عملية التزويد والتي كانت تشهد تعطلا متكررا يتسبب بوقف ضخ المياه للمنازل. اضافة اعلان
مع الانتهاء من مشروع تأهيل المحطة والذي بلغت كلفته 665 ألف دينار، تؤكد شركة مياه اليرموك -الجهة المعنية- أن مشكلة نقص المياه بمنطقة الكريمة ستنتهي هذا الصيف، في وقت يرى فيه سكان أن زيادة الطلب على المياه مع ارتفاع درجات الحرارة هو الرهان على انتهاء المشكلة.
ووفق سكان، فإن "الشركة" طالما تذرعت وأمام شكواهم المستمرة حول نقص وصفوه بـ "الحاد" في المياه، بوجود أعطال فنية تضعف عمليات الضخ، لافتين أنهم وخلال السنوات السابقة لم يكن بمقدورهم سوى التسليم بالأمر الواقع والاعتماد على صهاريج المياه الخاصة لتغطية نقص المياه وبكلف مالية عالية لا تتناسب وأوضاع غالبية السكان المادية. 
وحتى وقت قريب، كانت منطقة الكريمة في اللواء تعاني من انقطاع المياه، وضعف في عملية الضخ جراء غياب مواد التعقيم في المحطة وتعطل في المضخات كونها قديمة َومهترئة. 
يقول المواطن محمد القويسم إن تعطل المحطة كان ينعكس بشكل سلبي على المواطنين، إذ تبقى أغلب المنازل بدون مياه، فيما يلجأ البعض إلى تركيب مضخات شفط على الشبكات من أجل سحب أكبر كمية ممكنة من المياه، الأمر الذي كان يتسبب بمشاكل ومشاحنات بين الجيران، لاعتقادهم بأن عدم وصول المياه سببه مضخات الشفط.  
وعلى مدار سنوات، تفاقمت تبعات مشكلة نقص المياه بالكريمة، وفق ما يشير إليه أحد سكانها خالد البداح الذي يقول، "بات وقوف صهاريج المياه أمام منازل السكان بشكل شبه يومي أمرا مألوفا، وبتنا نشهد سكانا يتجولون بعبوات بلاستيكية بحثا عن أي كمية مياه يمكن الحصول عليها بالمجان".  
ويتابع البداح، "المشكلة تتفاقم مع موجات الحر الشديد التي تشهدها المنطقة والتي كان آخرها الأجواء الخماسينية خلال الأيام الماضية". 
وأشار إلى أن أزمة المياه تسببت في رواج تجارة صهاريج المياه الخاصة، التي باتت مصدرا رئيسا للتزود بالمياه، ما أثقل كاهل السكان نتيجة ارتفاع أثمان الصهاريج التي تصل في بعض الأحيان إلى أكثر من 20 دينارا.  
ولفت إلى أن انقطاع وضعف ضخ المياه نتيجة ما تقول شركة المياه إنه "تعطل بالمحطة" شكل واقعا مأساويا لسكان المنطقة المقدر عددهم بنحو 5 آلاف نسمة، متأملا أن ينتهي هذا الواقع مع مشروع تأهيل المحطة الذي نفذته الشركة.   
وحذر المواطن علي الرياحنة من أن استمرار الوضع كما هو عليه سيؤدي إلى انتشار الأمراض بالمنطقة، مطالبا باتخاذ إجراءات سريعة وعاجلة لمعالجة المشكلة، لافتا إلى أن غالبية سكانها يعتمدون حاليا على مياه الصهاريج التي لا يعرف مصدرها أحيانا، إضافة إلى ارتفاع أسعارها، في الوقت الذي يعاني فيه السكان من ظروف معيشية صعبة.
وتمنى ألا يكون هذا الصيف كسابقه، وأن يتم حل المشكلة بشكل نهائي، قائلا، "لم يعد هناك من حجج تقدمها الشركة للسكان تجاه شكواهم المستمرة في كل صيف من نقص حاد بالمياه".
وتخدم محطة تحلية مياه الكريمّة بلواء الأغوار الشمالية، مناطق الكريمّة وتشمل وادي الريان وأبو سيدو والقرن وأبو هابيل.
في مقابل مخاوف السكان بأن لا تنتهي مشكلة الضخ حتى مع مشروع تأهيل المحطة، يقول عضو اللجنة اللامركزية في اللواء عقاب العوادين، إن مناطق عدة تعاني وفي كل فصل صيف من نقص حاد بمياه الشرب، وفي بعض الأحيان انقطاع تام لأدوار المياه جراء التعطل في محطة الكريمة.
وتوقع أن عملية التحديث ستعمل على توفير المياه في جميع المناطق التي تعاني من النقص.
من جانبه، قال الناطق الإعلامي لشركة مياه اليرموك معتز عبيدات، إن مشروع تأهيل المحطة الذي انتهى مؤخرا وشمل تحديثها سيضمن المحافظة على قدرتها الإنتاجية البالغة 100 متر مكعب في الساعة لسد احتياجات التجمعات السكانية التي تخدمها بلواء الغور الشمالي.
وبين عبيدات أن المشروع سيعمل على إدامة تشغيل المحطة وتأمينها بالمواد اللازمة لتحلية المياه من قبل متعهد لمدة 5 سنوات.