في رمضان.. التبرع بالأجهزة الطبية صدقة جارية تخفف آلام المرضى

Untitled-1
أجهزة طبية

تبذل جهود كبيرة من قبل المبادرات والجمعيات الخيرية خلال شهر رمضان المبارك، حيث يتم توفير مستلزمات البيت والمونة للمحتاجين. غير أن مبادرة تبادل الأجهزة الطبية في مختلف محافظات المملكة حرصت على أن يكون اليوم الذي يسبق الشهر الكريم فرصة مميزة للمرضى للحصول على ما يعينهم على قضاء حوائجهم والتخفيف من آلامهم.

اضافة اعلان


وتُعد مبادرة تبادل الأجهزة الطبية من المبادرات الخيرية الرائدة، خاصة فيما يتعلق بتوفير الأجهزة التي يحتاجها المرضى من ذوي الدخل المحدود والذين لا يملكون القدرة على شرائها، وذلك عبر الإعارة والتبادل بين المرضى والمتبرعين، مما يساهم في تخفيف الأعباء.


التبرع يأتي من خلال ذوي مرضى سابقين لم يعودوا بحاجة لتلك الأجهزة، حيث يتم التبرع بها لمرضى آخرين، أو من قبل أشخاص يبحثون عن أبواب للتبرع وشكل آخر من أشكال الأعمال الخيرية التكافلية. 


علي الخطيب، مشرف ومسؤول في مبادرة تبادل الأجهزة الطبية، تحدث عن الفعالية الخيرية الأخيرة وربطها بحلول شهر رمضان المبارك، مبينا أن الحملة انطلقت منذ فترة طويلة، مع الإشارة إلى أن التبرع والاسعتارة مستمرا في أي وقت، حيث يتم التواصل مع المشرف على المجموعة وترتيب الطريقة المناسبة للتبرع. 


كما تضمنت تلك الحملة التفاعلية إعادة تصليح الأجهزة التي تم استخدامها مسبقا ويتم إعادة إعارتها لمرضى جدد هم بأمسّ الحاجة لها في هذا الوقت، ليكون بداية رمضان فرصة لإيصال المساعدات الطبية لمستحقيها، مع الإشارة إلى أن هناك عددا كبيرا من الأدوات جديد وآخر مستعمل ولكنه يصلح للاستخدام، ومن الجيد إعادة إعارته للآخرين، كما يتم إعادة تصليح الأجهزة المُعادة لتكون جاهزة لإعادة استخدامها مرة أخرى لمريض آخر.


وعادة ما يكون هناك جهد كبير من المتطوعين، بسبب نقص الإمكانيات التي تُمكنهم من توصيل المعدات الطبية لمحتاجيها، خاصة في حال عدم توفر وسيلة نقل مناسبة.


لذا، كان رمضان لهذا العام مميزا في مبادرة تبادل الأجهزة الطبية، بعد أن قام المشرفون بجمع أكبر عدد ممكن من الأجهزة الطبية التي يحتاجها عدد كبير من المرضى، كل حسب حالته الصحية، ومن خلال تجميع معلومات عن كل مريض وحاجته للجهاز، وفترة الاستخدام، بعد ذلك التوصيل للمريض.


ويتمنى عاملون على مثل هذه المبادرات أن يتخذ الكثير من المتبرعين هذا النوع من المساعدات الخيرية باباً من أبواب الصدقة التي يسارع لها الناس خلال شهر رمضان تحديدا، وفي ذلك يبين أستاذ الفقه والدراسات الإسلامية الدكتور منذر زيتون أن على المتبرعين إيجاد  طرق جديدة للتبرع ومساعدة الآخرين بما يحتاجونه، حيث ان هناك اشخاصا يحتاجون إلى العون بطرق غير متعارف عليها بالمجتمع، ويجب الالتفات لها.


ويؤكد زيتون أن أي شكل من أشكال المساعدة والعون للآخرين هي باب من أبواب الصدقات، حيث إن الصدقة الأصل فيها تقديم العون والنفع للآخرين، عبر جهات توضح وتبين وتوجه نحو أبواب تبرع جديدة تنفع المجتمع ككل، سواء كانوا محتاجين ومعوزين ومرضى.


كل من يحتاج للعون والمساعدة في بيوت المحتاجين، هو شخص ينتظر من يطرق بابه ويقدم له العون الذي يحتاجه، لذا، تكون العودة إلى أصحاب الاختصاص أحياناً ممن يقدمون مبادرات خاصة لمساعدة الآخرين، ويمكن للمبترع معرفة طرق جديدة لمساعدة الغير، وقد يكون المريض من أكثر الأشخاص المحتاجين للعون، فيما أكد زيتون على أن الصدقات في رمضان أجرها مضاعف.

 

وهنا تحدث زيتون عن أهمية الصدقات الجارية التي يمكن أن يستفيد منها أكبر عدد ممكن من الناس، ومثال على ذلك، مبادرة تبادل الإجهزة الطبية التي تُعد إحدى أبواب الصدقة الدائمة والوقفية في كثير منها، ويتم الاستفادة من الجهاز الطبي الواحد أكثر من مرة ولأكثر من شخص، وهو الأمر الذي دعا له زيتون أن يكون هناك تنظيم وتنويع للصدقات، وبخاصة الدائمة منها.

 

وخلال فعالية رمضان، قال الخطيب لقد كان يوم عمل تطوعي خيري بامتياز، حيث قام الفريق بصيانة الأجهزة التي سيتم توزيعها، والتي تضمنت أكثر من 40 كرسيا متحركا، ومجموعة من "الأسرة الطبية" ومستلزمات الصحة العامة لكبار السن، وأجهزة لقياس الضغط، وأجهزة فحص سكري، والعصا الطبية المساعدة "العكاز" بعدد كبير كذلك.


وبسبب الطلب على أجهزة توفير الأوكسجين، قال الخطيب إنه تم تخصيص عدد لا بأس به من الأجهزة المخصصة لمرضى الجهاز التنفسي، عدا عن الكثير من المعدات الطبية الأخرى، وبعد الاستفادة منها وانتهاء الحاجة، يتم إعادة الصيانة واستخدمها لمرضى آخرين.


ويأمل الخطيب أن يكون أكبر عدد ممكن من المرضى حصل على ما يحتاجه من تلك الأجهزة، لافتا إلى أن هذا اليوم تم تنظيمه بعد أن تم التواصل من قبل عدد كبير من المرضى وذويهم للحصول على الأجهزة المختلفة بحسب الحاجة، حيث يكون التنسيق مُسبقا ومنظما يضمن سلاسة الاستعارة.


كما كان من بين المساعدات الطبية ما يُعرف بـ "ناقلات المرضى"، وهي أجهزة يتم نقل المريض عليها حين التنقل، وعادة ما يكون سعرها مرتفعا ولا يمكن توفيرها بسهولة، بيد أن مبادرة تبادل الأجهزة الطبية قامت بتوفيرها لخمسة عائلات.

 

ووفق الخطيب فإن الفعالية ستستمر خلال هذه الفترة بعرض الأجهزة المتوفرة للاستخدام، مع العلم أن المبادرة تستمر طيلة العام في استقبال المرضى الراغبين بالحصول على ما يحتاجون إليها، حيث يحاول المتطوعون الوصول إلى أكبر عدد ممكن من المحتاجين، إذ إن حاجة الدعم الطبي أمر مُلّح ويغير من الحالة المعنوية والنفسية للمريض وأسرته على حد سواء.


وكان الخطيب، قد تحدث سابقا عن أن هناك ثلاثة مسؤولين عن تنظيم العمل الخيري، بالتنسيق مع متعاونين من مختلف محافظات المملكة، لما يحتاجه هذا العمل من متابعة وإشراف لحالات المرضى في المحافظات والمناطق البعيدة.


كما أشار إلى أن المبادرة برمتها بدأت فقط قبل عدة سنوات من خلال تبادل الأدوية الطبية فقط بين المرضى بشكل عفوي، إلى أن تطوّرت مع زيادة عدد طلبات المحتاجين للأجهزة، ورغبة الكثيرين بالتبرع لهم، عدا عن وجود عدد من الأشخاص الراغبين بعرض الأدوات الطبية الكبيرة للإعارة من باب "الأجر والثواب والاستفادة منها بدل تخزينها أو التخلص منها".


ودعا مشرفو المبادرة إلى أهمية الالتفات إلى مثل تلك الأبواب من الصدقات، فشهر رمضان المبارك فرصة لمساعدة حالات مرضية مزمنة أو مؤقتة.

 

اقرأ أيضاً: 

الكرك: دعوات لتجسيد وترسيخ أواصر التلاحم والتكافل في رمضان

"سبيل صويلح".. جهود تطوعية لإطعام المحتاجين ورسم أشكال المحبة والعطاء