"انتكاسات" دراسية مفاجئة يختبرها الطالب.. وأهال يبحثون عن الأسباب

Untitled-1
تعبيرية

 يشهد مسار العديد من الطلاب انتكاسات دراسية وتراجعا ملحوظا في مراحل عمرية مختلفة، ويتساءل العديد من الأهالي عن أسباب ما يحدث للأبناء، وما الدعم اللازم لتخطي هذه المرحلة الصعبة والعودة إلى المسار الدراسي المتميز.

اضافة اعلان


ومثال ذلك، ما حدث مع ابن رجاء موسى، محمد ذلك الطالب المتميز الذي لطالما افتخرت بعلاماته الكاملة وشغفه بالدراسة ونضجه المبكر في تحمل مسؤولياته التعليمية.


ولكن، وبشكل مفاجئ، شهدت مرحلة الصف السادس تراجعا ملحوظا في مستوى ابنها الدراسي، حيث بدأ يهتم بأمور أخرى تلهيه عن تركيزه، مثل اللعب المتواصل ومشاهدة التلفاز لأوقات أطول، ومحاولة إظهار أنه يقوم بواجباته الدراسية جيدا لكن ذلك لم يكن ظاهرا على أرض الواقع.


 محمد لم يكن يبدي أي مقاومة أو رفض للدراسة، بل كان يظهر اهتماما ملحوظا، مما زاد من صعوبة تحديد أسباب هذا التراجع الغريب والمفاجئ.


لم يكن هذا التراجع ظاهرة مؤقتة، بل استمر لفترة، مما أثار قلق والدته وجعلها تبحث عن الأسباب الكامنة وراء هذا التغير، لجأت إلى اصطحابه إلى مختص في الإرشاد النفسي لتقييم حالته وتحديد ما إذا كان يعاني من أي اضطرابات تؤثر على تركيزه وتحصيله الدراسي.


يشير اختصاصيو علم النفس والتربية إلى أن التغيرات الهرمونية التي يمر بها الطالب في مرحلة المراهقة، إلى جانب بعض الضغوط النفسية والاجتماعية التي قد يتعرض لها، تلعب دورًا مهما في تراجع مستواه الدراسي وظهور بعض الانتكاسات. ففي هذه المرحلة، يشعر الطالب بتغيرات جسدية ونفسية كبيرة تؤثر على سلوكه ومزاجه وحتى في مستوى تركيزه، وربما الضغوط من قبل العائلة والمجتمع حول تحقيق نتائج دراسية استثنائية، ما يزيد من القلق والتوتر وفقدان الثقة بالنفس، وينعكس سلبًا على تحصيله الدراسي.


تشدد التربوية رائدة الكيلاني على أن العديد من العوامل تؤثر على أداء الطلاب الأكاديمي وتطلعاتهم المستقبلية، وتعد التغيرات التي يمر بها الطالب في مرحلة معينة من أهم هذه العوامل، مشيرة إلى أن هذه العوامل تزيدها المشكلات في البيت أو التنمر في المدرسة أو غياب فهم المناهج بشكل جيد.


ومن الأسباب التي تؤدي إلى انتكاسة في التحصيل العلمي للطالب بحسب الكيلاني، الضغوط المتراكمة بسبب الوقت المحدود والمخصص للدراسة وتقديم الاختبارات، مما يؤثر على قدرتهم على التفوق، وفي بعض الأحيان يفتقد الطلاب إلى التحفيز الكافي لمواصلة الدراسة، سواء بسبب عدم رؤية الغايات الشخصية أو الاهتمامات الأكاديمية.


وللتغلب على هذه الانتكاسات، ينبغي أن يتم تقديم الدعم النفسي والتعليمي المناسب للطلاب في هذه المرحلة العمرية الحساسة، بما في ذلك تقديم النصائح الصحيحة لإدارة الضغوط وتعزيز الثقة بالنفس وتقديم الإرشادات الأكاديمية الملائمة.


المرشدة النفسية في إحدى المدارس الخاصة والمسؤولة عن المرحلة العمرية المتوسطة نانسي عودة تذهب لأهمية إعادة الطالب إلى مستواه التعليمي بعد انتكاسته، وبأن يشعر بالدعم والتشجيع من قبل الأهل والمعلمين والمستشارين الأكاديميين ويمكن أن تكون الكلمات الإيجابية والاستماع الفعال إلى مشاكله الأساس لبدء عملية التعافي.


إلى ذلك، ينبغي تقديم الدروس الفردية أو الجماعية الإضافية للطالب لتعزيز فهمه للمواد الدراسية التي واجه صعوبة فيها في بعض الأحيان. وتقييم الطالب وفهم نقاط القوة والضعف في دراسته، لتحديد الاحتياجات التعليمية الخاصة به وتوجيه الجهود بشكل فعال.


وتؤشر على الكثير من الطلاب والطالبات في مدرستها وبالتعاون الأهل، استطاعوا استعادة مستواهم الدراسي الحقيقي عبر الاهتمام بهم والاستماع إليهم، ومحاولة حل التحديات التي يواجهونها وتسهيل الصعاب.


وتؤكد عودة على ضرورة وضع خطة عمل تعليمية مخصصة تهدف إلى تحقيق التحسين في الأداء الأكاديمي، بما في ذلك تحديد الأهداف الواقعية والخطوات المحددة لتحقيقها وتشجيع الطالب على تطوير التحفيز الذاتي وبناء الثقة بالنفس، وذلك من خلال تقديم المكافآت والتشجيع على المثابرة واعطاء الدراسة حقها.


كما يتوجب على الأهالي متابعة الطالب وتقييم أدائه بانتظام لضمان أن الإجراءات التصحيحية تعمل بفعالية وأنه يحقق التحسين المطلوب، فالطالب يستطيع أن يعيد بناء ثقته بنفسه ويحقق التحسن في أدائه الأكاديمي.


وتلفت عودة إلى أن دور المدرسة والآباء والأمهات حاسم في تجنب وقوع الطلاب بانتكاسات في تحصيلهم العلمي وتقديم الدعم اللازم لهم، ومتابعة سلوك الطالب إن كان هنالك مشكلات قد تؤثر على تحصيله الدراسي، وتوفير بيئة تعليمية إيجابية وداعمة تشجع على التعلم.


وتتفق الكيلاني وعودة أنه يجب على دور المدرسة والأهل في متابعة أداء الطلاب واكتشاف أي صعوبات وتطوير التحفيز الذاتي والمثابرة لضمان تحقيق أفضل نتائج تعليمية للطلاب.


 ومن خلال استمرار هذه الجهود المشتركة بين المدرسة والأهل، يمكن خلق بيئة تعليمية محفزة وداعمة تساهم في حماية الطلبة من الوقوع في انتكاسات وتعزيز نجاحهم الأكاديمي وتفوقهم الدراسي داخل الغرف الصفية.

 

اقرأ أيضاً:  

تراجع المستوى العلمي والمعرفي.. هل يكشفه التعليم الوجاهي؟