تكريم شهداء الجيش الأبيض.. لفتة ملكية ورسالة شكر لعاملي القطاع

0003
0003

محمود الطراونة

عمان - في كل مناسبة يستذكر جلالة الملك عبدالله الثاني الأطباء والكوادر الطبية ممن قضوا في خط الدفاع الأول عن صحة الأردنيين في مواجهة جائحة كورونا.اضافة اعلان
وكان جلالة الملك قال، خلال افتتاحه مستشفى الشيخ محمد بن زايد - العقبة الميداني، إنه "لن ننسى أبطالنا من الجيش الأبيض الذين قدموا أرواحهم من أجل الوطن".
وفي خطاب العرش السامي، بافتتاح الدورة غير العادية لمجلس الأمة التاسع عشر استذكر جلالته هذه الثلة الطيبة التي قدمت الغالي والنفيس دفاعا عن وجودنا، واليوم تأتي التوجيهات السامية لتكريم ذوي هؤلاء الشهداء بمناسبة عيد ميلاد جلالة الملك وهو ما يعني التأكيد على أهمية ما قدمه الأطباء والممرضون والصيادلة والكوادر المختصة في مواجهة هذا الوباء العالمي.
تأكيدات جلالة الملك تأتي وسط مطالبات بتوفير الحماية اللازمة لكوادر الجيش الأبيض وهم، الذين ما يزال فيروس كورونا يحصد اعدادا منهم من استشاريين واختصاصيين مهمين، وآخرين زار الفيروس أجسادهم خلال عملهم مع المرضى بأقسام العزل في المستشفيات المعتمدة أو في عياداتهم الخاصة.
إن هذه الوفيات بين هذه الكوادر تؤشر على ما يعانيه العاملون في القطاع الصحي والطبي من تماس مباشر مع المصابين وتعرضهم للفيروس بكميات كبيرة نظرا لطول فترة التعامل مع الحالات المصابة وهم من يدفعون اعمارهم ضريبة في مواجهة الوباء.
ما يتطلب منهم الالتزام بالبروتوكول الطبي الذي وضعته وزارة الصحة بالتباعد، واتباع إجراءات الوقاية وتجهيز الكوادر الصحية في المستشفيات العامة والخاصة بكل ما يلزم لتوفير أقصى درجات السلامة والحماية لهم، فضلا عن تعزيز الكوادر الطبية والصحية، وتخفيف الضغط عليها، وبما يكفل تقديم خدمة جيدة للمواطنين المرضى في شتى الأقسام الطبية.
ووفقا لاحصائيات طبية فقد بلغت نسبة المصابين بالفيروس من الكوارد الطبية
5.5 % من إجمالي الكوادر الصحية العاملة في المملكة، وهو ما يتطلب من وزارة الصحة والقطاع الطبي الخاص والجامعي والخدمات الطبية الملكية اتخاذ الاجراءات الواجب اتخاذها إداريا ولوجستيا لوضع حد لانتشار الفيروس بين الجيش الابيض الذي يقف في الصف الاول في مواجهة الوباء، في مختلف اماكن عملهم.
اللفتة الملكية السامية تأتي اليوم في احوج ما تحتاج القطاعات الطبية ليس التعاطف معها فقط ولا مع ذوي الشهداء وانما لإلقاء الضوء على المعضلات والتحديات التي تواجه هذا القطاع ومنتسبيه ونقاباته في ظل ضعف معدلات الرواتب في القطاع العام وزيادة ساعات العمل بسبب نقص الكوارد الطبية العاملة والسعي الى بلورة اجراءات جديدة من شانها حمايتهم وتقديم الخدمات اللازمة لهم لحمايتهم في اماكن عملهم.
لقد اثبتت كوادر القطاع الطبي الاردني قدرة كبيرة في مواجهة فايروس كورونا وحالة التفاني التي كشفت عن حجم الايثار في ظل اوقات وظروف صعبة عاشتها المملكة كشف عن حجم التأهيل التدريب الذي تلقته هذه الكوادر والتعاطيمع الجائحة بشكل متميز.
ورغم شح الامكانيات كان على القطاع الطبي الحكومي الذي قاد المعركة في مواجهة الكورونا جنبا الى جنب مع رديفيه القطاع الخاص والجامعي والعسكري، فإن ذلك يستوجب تقديم المزيد لهم وتخليد ذكرى شهدائهم الذين حملوا لواء المعركة في مقدمة الصفوف دفاعا عن حق الاردنيين في الحياة.
ان ما انتجته الجائحة من ظروف وتعقيدات على الشأن الاقتصادي انعكس ايضا على هؤلاء الذين بقوا صامدين في معركة محاربة الوباء ما يتطلب من الجهات الرسمية ووزارة الصحة تمييزهم بالتأمين الصحي الشامل والنظر بعين الوفاء لما قدموه في هذه المعركة .
لقد وقف هؤلاء جنبا الى جنب مع القوات المسلحة الباسلة والأجهزة الأمنية في مقدمة الصفوف تقديرا للدور الذين وصلوا إليه وتعزيزا لمكانة العمل الطبي جنودا حموا وما يزالون يحملون مشعل الدفاع عن بقاء الأردنيين في مختلف المحافظات والالوية.
وتبقى التوجيهات الملكية السامية بتقدير قيمة العمل الذي قدمه ويقدمه القطاع الصحي موضع تقدير من جميع الكوادر التي تنظر الى كلمة الملك رسالة شكر وتقدير لكل منهم في مكان عمله وحافزا لتقديم المزيد من الإنجازات وتطوير آليات العمل.
فلفتة جلالة الملك اليوم في تكريم هؤلاء الشهداء خففت من آلامهم وجراحهم التي نزفت بفعل الفيروس الذي نال من العالم اجمع بكل مقدراته الصحية والتعليمية والاقتصادية وأثر سلبا على بناه الاجتماعية والتي تحتاج الى سنوات طويلة لتصل الى مرحلة التعافي.