التشكيك بمُحل صناعي.. هل يحظره الأردن؟

بترجيح إدارج مُحل صناعي كمادة مسرطنة.. هل يحظره الأردن؟
بترجيح إدارج مُحل صناعي كمادة مسرطنة.. هل يحظره الأردن؟

يفتح إعلان الوكالة الدولية لبحوث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية عن احتمال إدراج أحد أكثر المُحليات الصناعية شيوعاً في العالم كمادة مسرطنة، باب التساؤل حول امكانية حظر المادة محليا من قبل مؤسسة الغذاء والدواء. 

اضافة اعلان


ووفق تقرير صدر مؤخرا عن المنظمة، فان مادة "الأسبرتام" التي تستخدم في صناعة منتجات تتنوع بين المشروبات الغازية منخفضة السعرات الحرارية وبعض أنواع العصائر والعلكة، من المرجح ان تدرجها الوكالة الدولية لبحوث السرطان للمرة الأولى خلال الشهر الحالي على أنها "من المحتمل أن تكون مادة مسرطنة للبشر".


في المقابل، ترد المؤسسة العامة للغذاء والدواء وفيما يخص امكانية ادراج هذه المادة كمادة محظورة التداول، بأن المؤسسة تقوم بإجازة استيراد وتداول المُحليات حسب تعليمات المُحليات لسنة 2015، حيث تقوم لجنة أغذية الاستعمال الخاص بدراسة طلبات إجازة هذه المنتجات بعد تقديم الوثائق المطلوبة من أصحاب العلاقة المستوردين.


وتتضمن الوثائق وفق المؤسسة شهادة مكونات أصلية، وشهادة حرية بيع للمنتج في بلد المنشأ، وبطاقة بيان تتضمن جميع المعلومات الأساسية من حيث المكونات والجرعة اليومية والمأخوذ اليومي والتحذيرات الخاصة بكل محل وحسب القوائم الارشادية المرفقة بهذة التعليمات.


وقالت المؤسسة ردا على استفسارات "الغد" إن "الاسبارتام" هو مُحلٍّ صناعي ينتج عن ارتباط حمضين امينيين هما الاسبارتيك اسيد والفينيل الالنين، وهو أحلى من مادة سكر المائدة بـ200 مرة، والمأخوذ اليومي المسموح به هو من 0 إلى 40 ملغم لكل كيلو غرام من وزن الجسم.


واضافت المؤسسة في ردها، أن تعليمات المُحليات تشير إلى انه "حال استخدام المُحلي اسبارتام بكافة اشكاله يجب وضع تحذير على بطاقة البيان بشكل واضح وعدم استهلاكه من قبل الاشخاص الذين يعانون من مرض الفينيل كيتون يوريا PKU أو عبارة يحتوي على مصدر فينيل الانين".


وتابعت المؤسسة ان "المادة 11 من التعليمات توجب ذكر المأخوذ اليومي المسموح به من المحلي على بطاقة البيان، مشيرة إلى أن هذه التعليمات تدعمها مواصفات دستور الأغذية (CODEX Stan 192 1995). 


‏وأوضحت أن هذه المادة هي مضاف غذائي يعمل كمكسب للطعم ومحل يستخدم في العديد من المنتجات مثل الحليب المنكه، المشروبات، "الشيربت" الفواكة المنكهة المجمدة، المربيات والمرملاد و الجيلي، وخلطات الكيك والكاكاو وبدائل الشوكولاتة ومنتجات أخرى مثل المخبوزات وحبوب الافطار وأيضا كبديل لسكر المائدة.


وأوضحت المؤسسة العامة للغذاء والدواء أن التوصية الحالية الصادرة عن منظمة الصحة العالمية اعتمدت على تحليل للعديد من الدراسات السابقة وأظهرت نتائج هذا التحليل أن استخدام المحليات لم يظهر أي فوائد في خفض دهون الجسم للبالغين أو للاطفال على المدى البعيد ولم تشر هذه التوصية إلى علاقة استخدام الاسبارتام بمرض السرطان.


وقالت "على هذا الاساس فإن المحلي "الاسبارتام" مسموح استخدامه حسب التشريعات المعمول بها وحسب لجنة دستور الاغذية CODEX مع ضرورة الأخذ بعين الاعتبار ضرورة قراءة بطاقة البيان لأي منتج غذائي، والانتباه للتحذيرات الموجودة على بطاقة البيان، والالتزام بالمأخوذ اليومي وعدم الافراط في استخدام المحليات".


وأكدت المؤسسة حرصها على متابعة ما يتم نشره والتوصية به من قبل المنظمات والمؤسسات الصحية العالمية بشأن أي مادة غذائية أو منتج غذائي وفي حال صدور أي قرار بشأن مأمونية المحليات الاصطناعية وخاصة "الاسبرتام" ستقوم المؤسسة بتعديل وتحديث الدليل الإرشادي للمحليات بما يتوافق مع هذه المستجدات استمرارا لدور المؤسسة وحرصا منها على صحة المستهلك.


ويهدف قرار الوكالة الدولية، الذي خلصت إليه في وقت سابق من هذا الشهر بعد اجتماع الخبراء إلى تقييم ما إذا كانت المادة تمثل خطراً محتملاً أم لا، بناء على جميع الأدلة المنشورة.


ولا يؤخذ في الاعتبار الكمية الآمنة التي يمكن أن يستهلكها الشخص من تلك المادة من دون الإضرار بصحته. 
وتأتي هذه النصيحة للأفراد من لجنة خبراء منفصلة تابعة لمنظمة الصحة العالمية بشأن المواد المضافة إلى الأغذية، إلى جانب قرارات الجهات التنظيمية الوطنية.


واللجنة تعرف باسم (لجنة الخبراء المشتركة بين منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأغذية والزراعة والمعنية بالمواد).


ومع ذلك، أثارت قرارات مماثلة لوكالة بحوث السرطان في الماضي في ما يتعلق بمواد مختلفة، مخاوف المستهلكين بشأن استخدامها، وأدت إلى رفع دعاوى قضائية، وضغطت على الشركات المصنعة لإعادة صنع وصفات وإيجاد بدائل، كما اثار ذلك انتقادات بأن التقييمات يمكن أن تكون مربكة للجمهور.


كما تعمل لجنة الخبراء المشتركة على مراجعة استخدام "الأسبرتام" هذا العام، وفي عام 1981، قالت لجنة الخبراء المشتركة إن "الأسبرتام" آمن للاستهلاك ضمن الحدود اليومية المقبولة. 


وكانت المؤسسة العامة للغذاء والدواء حظرت استيراد مادة ثاني أكسيد التيتانيوم، وهي مادة مسرطنة وغير آمنة للاستخدام في صناعة المواد الغذائية. 


وعلقت فرنسا استخدام المادة في الطعام العام الماضي، بعد بحث يشير إلى أن ثاني أكسيد التيتانيوم يمكن أن يسبب آفات ما قبل سرطانية في فئران التجارب.


وكانت دراسة أجرتها هيئة سلامة الأغذية الأوروبية قد أظهرت أن مادة ثاني أكسيد التيتانيوم غير آمنة للاستخدام في صناعة المواد الغذائية، وهو الأمر الذي دفع المؤسسة العامة للغذاء والدواء لحظر استعمالها مع نهاية العام 2022.

 

اقرأ المزيد : 

القطاع الصناعي يقود قاطرة الاقتصاد الوطني ويزخر بفرص واعدة