الرُبع العربي .. والحسم المفترض

إشارة لامعة ولا تخطئها العين أن ترتقي خمسة منتخبات عربية من أصل عشرين في المجموعات الخمس، إلى الجولة الحاسمة من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى مونديال البرازيل 2014 .. إشارة تدلل على أن الكرة العربية -الآسيوية ما تزال قادرة على أن تقدم الصورة الايجابية في المواقف الصعبة آو العصيبة، وقد رأينا كيف أن أكثر من منتخب مر إلى الجولة المقبلة من زاوية ضيقة بعد أن كادت حساباته تودي به إلى الخروج من دون طائل..
ولعل المجموعة الأولى كانت قريبة إلى المنطق في تفصيلاتها وملامحها وسياق التنافس فيها، بتأهل المنتخبين العربيين العراقي والأردني، وبرصيد رائع من النقاط.. أسود الرافدين انتقلوا من المجموعة بفوز خامس على التوالي، وهي ميزة لم يحققها منتخب آخر في المجموعات الخمس، وذلك نابع من الاستفادة القصوى من درس الخسارة في المباراة الأولى للتصفيات أمام الشقيق الأردني في اربيل، وقد لاحظنا بعد ذلك استقرار الخط البياني لأسود الرافدين، فكان الفوز حليفهم في كل المباريات المتبقية.
أما منتخب النشامى، فيمكن القول إنه، وبكل فخر، كان أول منتخب عربي وآسيوي يحقق الصعود التام والناجز بعد أن حقق أربعة انتصارات في مبارياته الأربع الأولى.. وهذه نقطة أتصور أن من الإنصاف أخذها بنظر الاعتبار، لكن ذلك لا يبرر حتما الخسارة في آخر مباراتين.. درس كهذا سيكون ماثلا في الأذهان في قادم الأيام حين تنطلق الجولة الفاصلة التي سنتبين فيها الخيط الأبيض من الخيط الأسود، وعندها لن يكون الاسترخاء أو الاستسهال متاحا أو مستساغا أو مقبولا.
واستطيع القول إن المجموعة الأولى دفعت بالمنتخبين الأفضل إلى جولة الحسم، وأذهب إلى ابعد من هذا لأقول إن في إمكان العراق والأردن اقتطاع تذكرة الصعود إلى البرازيل بإذن الله.. لكن الأمر لن يمر هكذا بالتمنيات والأدعية، فلا بد من عمل مضاعف يبدأ من الآن من أجل تجهيز المنتخبين بالمباريات التجريبية القوية والمعسكرات المميزة التي تستنفر لدى اللاعبين أقصى ما لديهم، وعندها فقط سنقول إن لدينا الفرصة الكاملة للذهاب إلى المونديال.
الجولة المنتهية من التصفيات، بقدر ما كشفت القوة الراسخة أو المتنامية لبعض المنتخبات العربية في الإطار الآسيوي، فإنها قدمت الوجه الآخر لمنتخبات كانت في ما مضى لاعبا قويا بل ومهيمنا في حدث كهذا، لكنها لم تعد كذلك بعد أن تراجع خطها البياني تراجعا قاسيا .. ونحن هنا نتحدث بالذات عن المنتخب السعودي الذي خرج من مبارياته بست نقاط من أصل 18 نقطة مفترضة.
إنها إشارة واجبة، يقابلها مديح لا ينتهي تستحقه منتخبات قطر ولبنان وعمان التي كانت نموذجا في المثابرة حتى الثواني الأخيرة من مبارياتها الحاسمة، فاستحقت الصعود.. ومن يدري ربما يكون منعطف كهذا نقطة الانطلاق نحو النهائيات، لتنال بذلك مجدا كرويا لم يكن متاحا في سالف الزمان؟

اضافة اعلان

[email protected]