ملحقات خطاب الثقة

احتوى الخطاب الذي توجه به رئيس الوزراء د. هاني الملقي، إلى النواب لنيل ثقتهم، على عدد لا بأس به من المؤشرات الرقمية والأهداف القابلة للقياس في مختلف المحاور التي تطرق إليها. كما أنه ربط هذه المؤشرات والأهداف بمدد زمنية توحي بأن لدى الحكومة خطة عمل ستنفذها على مدى السنوات الأربع المقبلة، وهو الأمر الذي يفترض أن يمكّن النواب من متابعة أداء الحكومة ومراقبتها ومحاسبتها، بناء على ما ورد في برنامجها إذا نالت الثقة على أساسه.اضافة اعلان
مع ذلك، فإن ما ورد في برنامج الحكومة يظل في إطاره العام. فمن الجيد أن تعلن الحكومة، مثلا، أن هدفها خفض نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي لتصل إلى 77 % في العام 2021، لكن الأهم أن توضح الحكومة مراحل تحقيق هذا الهدف، حتى يتمكن مجلس النواب من متابعة التزام الحكومة بتنفيذ وعودها. بلغة بسيطة، فإن المطلوب أن تزود الحكومة مجلس النواب، وبشكل علني، بنسبة التخفيض التي سيتم استهدافها في كل سنة، وصولا إلى الهدف النهائي بعد أربع سنوات؛ فمجلس النواب لن ينتظر العام 2021 حتى يحاسب الحكومة على تحقيق هذا الهدف من عدمه.
وعندما تتحدث الحكومة عن اتخاذ أوراق جلالة الملك النقاشية أساسا للمضي في عملية الإصلاح السياسي، فإن عليها أن تزود مجلس النواب بآليات التطبيق المرتبطة بمدد زمنية، وأهم المؤشرات التي تمكّن النواب والإعلام والناس من قياس التطور الحاصل في هذا الملف. فلا يكفي، على سبيل المثال، أن تقول الحكومة إنها "عملت على إقرار محاور وحزم تنفيذيّة وخطّة عمل لتنفيذ مضامين الورقة النقاشيّة السادسة التي تتمحور حول سيادة القانون كأساس للدولة المدنيّة"، بل يجب عليها أن تعلن عن هذه الحزم التنفيذية، وكيف تم إقرارها، وكيف سيكون شكل التنفيذ على أرض الواقع.
ومن الجميل أن نتحدث، مثلا، عن قرار مجلس الأمن رقم 2250 الذي جاء استجابة لمقترح الأردن حول دور الشباب في تحقيق السلم ومحاربة التطرف. لكن الأجمل والأهم أن توضح الحكومة الآليات والإجراءات التي ستتخذها لتطبيق تفاصيل هذا القرار، والتي من أهمها إشراك الشباب في الحياة العامة وفي صناعة القرار.
إن خطاب الحكومة لنيل الثقة هو، باختصار، البرنامج الذي تنال الحكومة الثقة على أساسه من ممثلي الشعب. وهذه الثقة تعني موافقة النواب على ما ورد في برنامج الحكومة، وتعني كذلك ممارستهم لحقهم في مراقبة التزام الحكومة لتعهداتها لهم. وبناء عليه، يجب أن يحصل النواب على التفاصيل والخطط والإجراءات التنفيذية كافة التي ستقوم بها الحكومة لتحقيق التعهدات. وبالتأكيد فإن هذه التفاصيل غير موجودة في خطاب الثقة. فلم لا تقوم الحكومة، على سبيل المثال، بتزويد النواب بملحقات لخطاب الثقة تحتوي على جميع هذه التفاصيل، بل ولم لا تنشر الحكومة هذه الملحقات ليطلع عليها الجميع تكريسا لمبدأ الشفافية على الأقل؟