"السنافر" يواجهون مواقف مضحكة في أول سنة جامعة

الطلبة في سنة أولى جامعة بحاجة لمد يد العون من زملائهم لإرشادهم وليس لمحاولة إيقاعهم في مقالب مثيرة للسخرية - (أرشيفية)
الطلبة في سنة أولى جامعة بحاجة لمد يد العون من زملائهم لإرشادهم وليس لمحاولة إيقاعهم في مقالب مثيرة للسخرية - (أرشيفية)

منى أبو صبح
عمان- انتقلت صداقة الطالبتين قسم حميد، ودانة الكردي، من المرحلة المدرسية للمرحلة الجامعية، لتدرس كل منهما ذات التخصص في الهندسة الكهربائية بجامعة البولتكنيك. ورغم رفض الصديقتين لكلمة "سنفور" التي تطلق على الطالب في هذه المرحلة من قبل الطلبة القدامى إلا أنهما وقعتا في فخها. اضافة اعلان
حاولت حميد في بادئ الأمر الاستدلال بنفسها على قاعات المحاضرات دون السؤال، تجنبا لتعليقات الطلبة في المراحل السابقة، إلا أنها اضطرت ذات يوم للاستفسار لأنها كانت على عجلة من أمرها، فأخذت تسأل والخجل يملأ وجهها، فبدأت الفتيات يوجهنها لمكان القاعة، وقامت إحداهن بمخاطبتها "تفضلي يا سنفورة، هذا الدفتر هدية".
أما صديقتها الكردي، فحين وصلت إلى إحدى القاعات، وبينما تلتفت يمينا وشمالا إذ بها تفقد زميلتها، فتجد باب إحدى القاعات مفتوحا، وحدث أن دخلت إلى هذه القاعة، وحضرت المحاضرة، لتكتشف بعد اكتمالها أنها محاضرة غير المحاضرة المقررة لها.
للأيام الأولى في الجامعة وقع في نفوس الطلاب على اختلاف نفسياتهم وتطلعاتهم، سواء جاؤوا برغبتهم أو عن سوء اختيار منهم. إذ تبدأ حياة مختلفة عن الحياة المدرسية، والتي لا تخلو من المواقف المضحكة نتيجة عدم معرفتهم للجو الجامعي الجديد عليهم، ما يجعلهم مصائد لتعليقات الزملاء القدامى الذين يراقبونهم ويرصدون تصرفاتهم وحركاتهم، وينصبون لهم العديد من "المقالب" التي تزعجهم أو تضحكهم أحيانا.
الطالب الجامعي مهند عبد الرحمن في الجامعة الهاشمية يقول "أشياء كثيرة تطرأ على حياة الطالب، إذ ينتقل من الإعدادية إلى الجامعة"، متابعا "لا أنكر أني شعرت بالرهبة في أول يوم في الجامعة. ومع ذلك حاولت ألا أظهر ذلك، وحدث ما لم يكن بالحسبان عندما اصطدمت بعامود الكهرباء وأنا أستكشف قاعات المحاضرات، ما أفسح المجال لجميع الطلبة القدامى الجالسين لأن يضحكوا بأعلى صوتهم وهم يرددون "سنفور مفكر وكهربائي"".
من جهته اكتشف الطالب علي حمدان من جامعة البولتكنيك، أن دفتر الجامعة في أول يوم هو السبب وراء مناداته بـ "سنفور"، وهذا ما أخبره به أحد الطلبة القدامى عندما نصحه قائلا "لو أراد الدكتور أن ينهي المادة كلها في أول محاضرة لا تأخذ دفترا، لأنك ستُعرَف في الحال بأنك سنفور، وإذا اضطررت احضرْ ورقة وقلما وضعْهما في جيبك!"، ما دفع حمدان للاستغراب والضحك جراء هذا الموقف.
ويذكر الطالب منير الرواجفة من جامعة البلقاء التطبيقية، أوّل المقالب التي واجهها في اليوم الأول من قبل بعض الطلبة القدامى في الجامعة، عندما سألهم عن مكان القاعة، حيث قاموا بإرشاده إلى قاعة مغايرة للقاعة المقصودة، وتبعد مسافة طويلة، استغرقت منه ربع ساعة مشيا على الأقدام.
وتروي الطالبة عبير سلام من الجامعة الأردنية، ما حدث معها في يومها الأول بالجامعة، عندما اتفقت وصديقتها على الذهاب معا صباحا، وحينها سألتا طلابا كثيرين قبل أن تصلا إلى القاعة المحددة لهما.
وتصف المقلب الذي حصل معهما، وهو المقلب الذي يحصل كل عام مع طلبة السنة الأولى (السنافر)، قائلة "دخلنا قاعة المحاضرة، وقام أحد طلاب المراحل المتقدمة بتمثيل دور الأستاذ، وقد اعتقدنا حقا أنه أستاذ فعلا، وقد ظل لمدة ربع ساعة يوجه النصح والإرشاد لنا، وبعد ذلك بان أمره من زملائه في المرحلة، فبدأنا بالضحك على أنفسنا لحين مجيء الأستاذ الحقيقي".
الطالبة دعاء البنا من جامعة البولتكنك تقول "حدث لي موقف اعتبره غير جيد، لأن خجلي الزائد جعلني أجول في ساحات الجامعة ولا أسأل أين تقع قاعة محاضرات المرحلة الأولى، فتعبت من المسير، ولم أوجه سؤالا واحدا للآخرين، ورجعت للبيت ولم أعرف قاعتي المخصصة إلا في اليوم الثاني، على الرغم من أنني كنت قد زرت الكلية قبل هذا اليوم لغرض التسجيل".
ويبيّن عميد كلية الأميرة رحمة الجامعية، أستاذ علم الاجتماع الدكتور حسين خزاعي، أن مصطلح "السنافر" أطلق على طلبة الجامعات في السنة الأولى تحديداً، مبيناً أن الطالب الجديد في مثل هذه الظروف يدخل بيئة جديدة عليه، بعيدة عن حياة المدرسة ومختلفة عنها.
ويوضح أن الطلبة "السنافر" في هذا الفصل الدراسي الأول يكونون بحاجة لمد يد العون والمساعدة من زملائهم في الجامعة لإرشادهم، وليس لمحاولة إيقاعهم في مقالب مثيرة للسخرية والضحك عليهم.
ويؤكد الخزاعي أن تشكيل لجان مختصة داخل الجامعات تسهل من عملية تسجيل مواد الطلبة الجدد في الجامعات، وإرشادهم للمرافق العديدة داخل الحرم الجامعي، وإلى أماكن المحاضرات، وهو ما ينتج عنه تعزيز الثقة لديهم.
ويستنكر الخزاعي تصرفات بعض الطلبة القدامى "الخارجة عن إطار الأدب والذوق العام"، من خلال تعريض الطلبة "السنافر" لمواقف محرجة، القصد منها الاستهزاء والسخرية منهم، وهو ما قد يخلق حالات من عدم الثقة، أو الصدمة النفسية، والكراهية إزاء مجتمع الطلبة، وبالتالي إشاعة الشكوك لديهم نتيجة تعدد المقالب وجعلهم فريسة لأهوائهم وتعليقاتهم الساخرة، متمنياً على الطلبة القدامى معاملة الطلبة بما يستحقونه من ترحيب وتشجيع.