شكرا.. رأفت علي

وضع نجم فريق الوحدات لكرة القدم رأفت علي، اللمسة الأخيرة على مشواره الكروي، عبر مهرجان اعتزاله ميدان اللعبة أول من أمس، وهو المهرجان الذي جاء مبهرا، من حيث كثافة الحضور الجماهيري غير المسبوق في مباراة لاعتزال نجم كروي.اضافة اعلان
بل، لعلها المرة الأولى، التي يفوق فيها الحضور الجماهيري لمباراة اعتزال نجم رياضي محلي، نسبة حضور جمهور الكرة المعتاد في مباريات الدوري الممتاز.
باتت مسألة اعتزال نجوم الرياضة الأردنية، حكاية صعبة ومحزنة في آن واحد، فالنجم "مهما اعتلى شأنه"، بات مسؤولا وحده عن تنظيم مهرجان اعتزاله، بل إن ظروف اتخاذ قرار الاعتزال أصبحت اكثر صعوبة ضمن حسابات الرياضيين.
في السابق، كان صعبا على النجم مقاومة إغراءات الأضواء، وفي الوقت الراهن اصبحت هناك اغراءات إضافية، في ظل عالم الاحتراف، وأرقامه المادية "الخيالية" أحيانا.
لكن، رأفت كسر هذه المعادلة أمس، فجاء أغلب الجمهور، من اجله فقط، وتعبيرا عن تقديره لعطاء اللاعب لناديه وللكرة الأردنية من "جماليات" ما قدم طيلة فترة تواجده في الملاعب، وقد تغيب عن ملاعب الكرة المحلية لعقود مقبلة ، حتى تجود الملاعب مرة أخرى بلاعب في مثل موهبته.
يخطئ من يظن، أن الحضور الجماهيري في مهرجان اعتزال رأفت، هو نتاج دعاية متعددة الجوانب، أو جهود استقطاب من قبل اللاعب أو ناديه أو جهات اخرى، بل هذا الحضور الجماهيري جاء تلقائيا، وفي مشهد تناسب طرديا مع مكانة رأفت على خارطة الكرة المحلية  في ظل امتداد تاريخها.
لا يختلف اثنان، على أن "سر" رأفت علي، إنه كان أحد اللاعبين النادرين في ملاعب الكرة المحلية، الذي إتسم أداؤه باللمسات الجميلة، وبقدرته على شق أقصر الطرق نحو مرمى المنافس أمام زملائه المهاجمين، ومن يستعرض شريط أهداف "الأخضر" في مرمى منافسيه على امتداد مواسمٍ طوال، يجد بصمات رأفت تؤكد هذه الحقيقة، وهنا يكمن سر نجومية رأفت، وتلك الشعبية الجارفة التي تمتع بها.
جاء توقيت مهرجان اعتزال رأفت، معبرا عن حنكة اللاعب، في اختبار التوقيت المناسب للاعتزال، كي يبقى رأفت "اللاعب الفنان" في ذاكرة محبيه أطول وقت ممكن، وقبل أن تبدأ تتردد على مسامعه "همسات"، حتى من أقرب مؤازريه، تحمل في طياتها دعوته الى الاعتزال.
شكرا رأفت علي، لم يقلها جمهور الوحدات فحسب أول من أمس، بل نقولها نحن أيضا، مع الكثيرين من محبي كرة القدم الأردنية، البعيدين عن آفة التعصب النادوي.