حديث البعض عن الأوراق الأردنية

علم الأردن
علم الأردن
كثيرا ما تستوقفنا عبارة ( الأردن يمتلك أوراقا كفيلة بتقوية مواقفه.. عربيا واقليميا ودوليا) التي اعتاد على طرحها البعض، مطالبا باستغلالها واستعمالها. وهي نفس العبارة التي استشهد بها أحد الكتاب مؤخرا من خلال ربطه هذه الأوراق بموقف الأردن من احداث غزة.. مطالبا باستثمارها ليكون الموقف اكثر تأثيرا وفاعلية.. دون ان يتوقف عند الاسباب التي جعلت من الموقف الأردني الاكثر تقدما وتأثيرا في الاحداث التي يشهدها قطاع غزة، كحصيلة للاوراق التي يمتلكها، وذلك عندما استخدمها (على طريقته)، التي راعى فيها مصالحه والتحديات والظروف المحيطة وأخذها باعتباره، لتكون مواقفه وقراراته اكثر واقعية وعقلانية، وتخدم بالفعل الجانب الفلسطيني، مستفيدا في ذلك من ادواته السياسية والدبلوماسية المؤثرة التي طالما وظفها في نصرة القضية الفلسطينية بشكل عام. الامر الذي يقتضي من هذا البعض مراعاته عند تقييمه وحديثه عن الموقف الأردني، لا ان يبقى حبيس طريقته التي لا يقوى الأردن على تطبيقها منفردا الا بمشاركة الاطراف العربية مجتمعة، وإلا فإننا نطالبه بما يتجاوز حدود امكاناته وقدراته وطاقاته، لأننا اخترنا التعامل مع الامور بعاطفة وانفعال، بعيدا عن لغة العقل والمنطق.. وربما يذهب هذا البعض  في تفكيره وتقييمه للامور الى ابعد من ذلك، لدرجة استخدامه لغة لا تخلو من الهمز واللمز والاتهام والتحريض على الأردن ومواقفه المشرفة، والتي تأتي في اطار حملات التشكيك والتشويه التي يشنها البعض ضد الأردن.. لنقول لأمثال هؤلاء إن الموقف الأردني من احداث غزة جاء متناغما مع حدود تحركاته وامكاناته وقدراته ومصالحه، وبنفس الوقت مع خصوصية العلاقة او الرابطة التي تربطه بالقضية الفلسطينية التي باتت تتصدر اجنداته الداخلية والخارجية باعتبارها الشغل الشاغل له.. الامر الذي ترجمه على شكل سياسات ومواقف اخوية وعروبية دعما وانتصارا للاشقاء الفلسطينيين احدثت تأثيرا لافتا بات موضع اهتمام العالم، إن من حيث الوسائل التي استخدمها في تقديم المساعدات وكسر الحصار الاسرائيلي الجائر على الاشقاء في غزة او دبلوماسيته التي دفعت بملف القضية الفلسطينية الى الواجهة العالمية عبر خطاب انساني اخلاقي قيمي امكن من خلاله تكريس ثقافة اردنية يطول الحديث عن الاختراقات التي احدثتها في الاحداث الجارية في غزة.. بهذه الطريقة يستخدم الأردن الاوراق التي يمتلكها.. والتي تشكل في مجملها السياسة الأردنية التي جعلت الأردن يتقدم على غيره من الدول دبلوماسيا وسياسيا وامنيا، لينفرد بهذه الميزة بين الكثير من دول المنطقة التي انكوى معظمها بنيران الفوضى والاضرابات والحروب.. وربما ما كان للبعض ان يذهب بخياله بعيدا وهو يطالب الأردن بتسجيل مواقف تفوق امكاناته وقدراته، لو انه ايقن ان المواقف الرسمية تختلف اختلافا كبيرا عن المواقف الشعبية التي لا يترتب عليها اي مسؤولية ولا تكلف اصحابها غير الكلام، وذلك بعكس الرسمي الذي لو انجر وراء الشعبويات والبطولات الكلامية الزائفة.. فربما كانت الكلف باهظة جدا.. وقد يدفعها الوطن نفسه.اضافة اعلان
فلا تطالبوا الأردن.. بأدوار ومواقف يفترض ان تقوم بها الدول العربية او الاسلامية.. فالأردن ليس جامعة الدول العربية ولا منظمة التعاون الاسلامي.