طعام أقل = مناعة أقوى وعمر أطول

البالغين الذين قللوا من تناول السعرات الحرارية 14% تعمل الغدة الصعترية لديهم بشكل أفضل.
البالغين الذين قللوا من تناول السعرات الحرارية 14% تعمل الغدة الصعترية لديهم بشكل أفضل.
كشفت دراسة أمريكية أن تناول كميات أقل من الطعام يمكن أن يقوي جهاز المناعة ويضيف سنوات إلى حياتك. وأكد علماء جامعة ييل أن تقليل السعرات الحرارية التي نتناولها يمكن أن «يجدد» جزءاً أساسياً من جهاز المناعة لدينا.

ماذا  تقول الدراسة؟

وأوضحت الدراسة أن البالغين الذين قللوا من تناول السعرات الحرارية 14% تعمل الغدة الصعترية لديهم بشكل أفضل. ويعادل هذا نحو 300 سعر حراري للرجال الذين يلتزمون بالإرشادات الغذائية ويتناولون في المتوسط 2000 سعر حراري يومياً للنساء أو 2500 للرجال. وتنتج الغدة الصعترية، وهي عضو يقع فوق القلب، خلايا تائية تقاوم الأمراض، وعادة ما تتقدم في العمر أسرع من بقية أعضاء الجسد. ووفقاً للبروفيسور فيشوا ديب ديكسيت، فإن وقف تدهورها يمكن أن «يعزز العمر الصحي». ويعتقد الباحثون أيضاً أن الحد من تناول السعرات الحرارية يمكن أن يقلل أيضاً الالتهاب الذي يحدث عندما يبالغ الجهاز المناعي في رد فعله، ما يؤدي إلى مجموعة من الأمراض. وتعزز الدراسة أدلة استمرت عقوداً تشير إلى أن تقليل السعرات الحرارية يمكن أن يعزز عمر الذباب والديدان والفئران من خلال تقوية الغدة الصعترية. شارك في الدراسة، التي نُشرت في مجلة Science ، 238 شخصاً بالغاً غير مصاب بالسمنة تراوح أعمارهم بين 26 و47 عاماً وكلفت ثلثيهم بتقليل تناول السعرات الحرارية. وتم قياس وزن جميع المشاركين بانتظام لتقدير مدى التزامهم بالخطة. وأشارت القياسات إلى أن المتطوعين قللوا من تناولهم لما يقرب من 14% في المتوسط، أي تراوح الكمية من 12 إلى 22 % وعندما فحص الباحثون المشاركين بعد عامين، اكتشفوا أن أولئك الذين يأكلون أقل تعمل الغدد الصعترية لديهم بشكل أفضل. واكتشفوا أيضاً انخفاضاً في الدهون حول الغدة، مقارنةً بتغيير طفيف في المجموعة التي لم يكن لديها قيود غذائية على مدار التجربة. وذكر رئيس البحث البروفيسور ديكسيت، أن هذا يشير إلى أن الغدة الصعترية كانت تنتج المزيد من الخلايا التائية بعد عامين من تناول كميات أقل مما كانت عليه في بداية التجربة، ما يعني أنه يمكن تجديدها، وهو أمر رائع. وأظهرت الدراسة أيضاً أن تقليل تناول السعرات الحرارية يثبط إنتاج بروتين معين مرتبط بالشيخوخة يسمى PLA2G7. حيث أن هذا البروتين تنتجه بعض الخلايا المناعية، ويمكن أن يسبب التهاباً مرتبطاً بالتقدم في العمر. ويساعدنا تحديد هذه الدوافع على فهم كيف يتفاعل نظام التمثيل الغذائي والجهاز المناعي مع بعضهما البعض، الأمر الذي يمكن أن يوجهنا إلى تحسين وظيفة المناعة، وتقليل الالتهاب، وربما حتى تحسين العمر الصحي.

ما الغدة الصعترية؟

الغدة الصعترية هي غدة صغيرة تقع في الصدر أسفل عظم القص مباشرة. وهي مهمة للغاية في استجابة الجسم لغزو الأمراض. ومع تقدم الناس في العمر، تتقلص غددهم الصعترية ويصبح تحديد موقعها أكثر صعوبة. وتعد الغدة الصعترية شخصية مركزية في جهاز المناعة بسبب دورها الأساسي في معالجة خلايا الدم البيضاء وتحويلها إلى الخلايا اللمفاوية التائية. وتقوم الخلايا الليمفاوية الصعترية بثلاث وظائف دفاعية تتمثل في تحفيز الخلايا الأخرى لإنتاج الأجساد المضادة ونموها. كما أنها تنشط عمل الخلايا المناعية التي تحيط بالفيروسات والميكروبات الغازية وتلتهما، وأخيراً تتعرف إلى الأنسجة الغريبة وغير الطبيعية وتدمرها.اضافة اعلان