"الربيع".. عائلات تشتاق لدفء الطبيعة والأجواء المشمسة

الأجواء الربيعية في الأردن -(الغد)
الأجواء الربيعية في الأردن -(الغد)

تغريد السعايدة

عمان- في كل يوم تصحو سوزان محمد باكرا لتنظر من النافذة لترى إن كان الجو مشمسا أم ما يزال غائما. تعترف أنها تفقد الكثير من طاقتها عندما تغيب الشمس لفترات طويلة وتشعر بحالة من الكآبة ترافقها طوال اليوم.اضافة اعلان
لا تخفي سوزان عشقها للأجواء المشمسة، وانتظارها بفارغ الصبر لفصل الربيع الذي يضفي البهجة والحيوية على النفس، ويكون فسحة للعائلة لتخرج وتستمتع بالأجواء بعيدا عن البرد.
فرحة العائلات بالربيع تأتي من خلال الرحلات الأسبوعية التي تضفي البهجة على قلوب الكبار والصغار بعد أشهر من الاشتياق للشمس وحرارتها الدافئة؛ إذ تمتلئ المساحات الخضراء بأغلب محافظات المملكة بالزوار والمتنزهين.
ولطالما ارتبط الربيع بالتجدد والحياة، والمخططات العائلية وما بين الأصدقاء للرحلات الخارجية، وهو ما تقوم به بالفعل عائلة أبو ضياء الممتدة، والتي يجتمع بها الأبناء والزوجات والأحفاد في رحلة تتكرر أكثر من مرة خلال الربيع.
وتقول أم ضياء "إن أولى الرحلات للعائلة غالباً ما تكون إلى مناطق الأغوار التي تتميز بأجواء دافئة أكثر من أي مكان آخر، إلا أن الرحلات قد تتحول فيما بعد إلى مناطق الشمال للتمتع بالنظر إلى المساحات الخضراء الشاسعة والأجواء اللطيفة ومناظر الزهور الملونة التي تسر العين وتبهج القلب".
ووفق أم ضياء، فإن أغلب الجيران والأقارب والعائلات المحيطة يخططون لرحلات بمثل هذا الوقت من كل عام، بحثاً عن الدفء، والخروج من المنزل بعد شتاء طويل هذا العام، وانخفاض درجات الحرارة بشكل لافت.
وتذهب أم ضياء إلى أن "نسمات الدفء وحرارة الشمس تعطيان حافزا للاستمتاع بهذه الأجواء حتى قبل دخول فصل الصيف بحرارته المرتفعة".
ويعد فصل الربيع الذي يبدأ فلكياً في الواحد والعشرين من شهر آذار (مارس) من كل عام، وينتهي في العشرين من شهر حزيران (يونيو)، من أكثر الفصول جمالاً بمختلف دول العالم، لذا، تحاول أكثر المناطق السياحية والتراثية أن تستقطب الزوار للأماكن، وذلك من خلال برامج سياحية مختلفة، تتناسب وطبيعة الموقع.
ولكونها تسكن في منطقة ريفية تمتاز بالمساحات الخضراء الشاسعة، تعمد سمر أحمد إلى أن تقوم برحلات بشكل دائم في منطقتها من خلال تحضير وجبة الغداء للعائلة، والتوجه إلى إحدى المناطق القريبة من المنزل.
وتقول "إنها اعتادت على هذا النمط في الربيع منذ سنوات عدة، تحاول من خلالها الخروج من روتين البيت والاستمتاع بالأجواء التي غالباً لا تستمر أكثر من شهر في منطقتها".
وفي بعض الأحيان، تقوم سمر بعمل العزومة للمقربين في محيط منزلها وتحت ظل الأشجار والأزهار الربيعية، وأحياناً تتعمد أن تولم بعض العائلات الصديقة القاطنة في المدن، خارج المنزل، لإضفاء أجواء مرح وتغيير لدى زوارها، الذين يستمتعون بهذه الأجواء.
وكما في كل عام، تجتمع عهود عزيز مع بنات عمومتها، في رحلة تقام سنوياً وأصبحت "عُرفا" في العائلة؛ إذ تقوم السيدات بالتوجه لمنطقة يتم اختيارها مسبقاً، وعادةً ما تكون في مناطق الشمال للاستمتاع بالربيع، أو إلى العقبة، للاستجمام والتسوق في الوقت ذاته.
وتقوم هبة بمرافقة والدتها إلى إحدى المناطق الريفية أو حول المدن التي تتمتع كذلك بمساحات خضراء، وفيها مجموعة مختلفة من الأعشاب الطبيعية التي تحرص الأم على جمعها خلال هذه الفترة، ولها فائدة صحية كبيرة.
وتبين هبة أنها اعتادت على هذا منذ سنوات عدة، وتبحث مع والدتها عن الأعشاب، وأغلبها أعشاب طبية أو التي يتم تناولها بشكل مباشر أو طبخها، كما في "العكوب، الحويرنة، الزعتر البري، اللوف.."، وغيرها الكثير من أعشاب الربيع.
وفي الوقت ذاته، تقوم كذلك السبعينية أم وائل باستغلال هذه الفترة لجمع الأعشاب الطبية، وتجفيفها للاستفادة منها في المستقبل؛ إذ تنمو بشكل كبير في الربيع، وتؤكد أنها من خلال خبرتها في هذا المجال وعمل والدتها من قبلها، فإن الأعشاب الربيعية الموجودة في البر والتي تنمو "بعل" هي الأكثر فائدة ويجب أن يستفيد منها أي شخص لديه القدرة على تجميعها.
وتقول أم وائل إنها تستغل جمع الأعشاب التي تقوم منها بتحضير كميات من "حواجة المنسف"، كما تسميها، ولها نكهة خاصة.
ومن أبرز الأعشاب التي تنمو خلال هذه الفترة في الأردن وبلاد الشام عموماً "الزعتر البري، الخبيزة، الجعدة، القريص، الهندباء البرية، رجل الحمام، البابونج، الميرمية، العكوب، الجرير البلدي، الحميضة، البقلة أو الفرفحينة، الكزبرة والرشاد، المرار، اللوف، النعنع البلدي.." وغيرها العشرات من الأعشاب والأزهار البرية التي تختلف مسمياتها أحياناً باختلاف المنطقة، وطرق الاستفادة منها.

الاجواء الربيعية في الأردن- (الغد)