فعاليات معرفية وحرفية تحلق بأطفال "الشارقة القرائي" نحو الإبداع

أرشيفية
أرشيفية

باندفاع وحماس منطلق النظير، توافد الكثير من الأطفال برفقة ذويهم الباحثين عن الثقافة والمعرفة والاطلاع، ضمن فعاليات مهرجان الشارقة القرائي للطفل في نسخته الخامسة عشر، في إكسبو الشارقة.

اضافة اعلان


وتجتمع المئات من الخبرات العالمية في موقع المهرجان والتي تحاكي متطلبات الطفل القرائية والتعليمية في ظل التطور التكنولوجي الذي طال مختلف مناحي الحياة، لتجتمع الترفيه والعلم والمعرفة في ذات المكان، وبتصاميم وألوان جذابة تستهوي الأطفال من مختلف الأعمار.


الرسوم باختلافها كانت الأنشطة الأبرز في الأيام الأولى للمهرجان، حيث يعتبر الرسم والألوان والخيال في الرسم والدقة في اختيار الأفكار، من المؤشرات المهمة في حياة الطفل المعرفية، حيث توزع الأطفال بين الورش والأنشطة المختلفة التي تقدم بحرا من الخيال والعلم للأطفال، والتي قد يشاركونهم فيها ذووهم في بعضها.


وكان من اللافت جدا، دور القائمين على تلك الورش من متطوعين ومنظمين، الذين تفاعلوا مع الأطفال بحيث يقدمون لهم شرحا للأنشطة وكيفية التعامل معها وتوجيههم نحو إطلاق العنان لمخيلتهم في الرسم أو الحرفة التي يقومون بها في أركان المهرجان.


وبحسب العديد من الأهل الحاضرين، فإن التنوع في الأنشطة لمختلف الأعمار ساعدهم في إيجاد المساحة الآمنة للأطفال وتشجيعهم على اقتحام هذا العالم المعرفي المميز من خلال فعاليات المهرجان، الذي تنتظره العائلات بلهفة وحماس.


ولأن التكنولوجيا تحاكي رغبات وهوايات الأطفال المعرفية، يجد الكثيرون منهم تلك المتعة من خلال خوضهم لتجربة رحلة في "مدينة الروبوتات" لاستكشاف هندسة البرمجيات، والتي أقيمت ضمن فعاليات اليوم الأول من للمهرجان، والتي جمعت، وفق القائمين على الورشة، عددا من الأطفال الشغوفين بفن تصميم وبرمجة الروبوتات.


تلك الورش أتاحت للأطفال فرصة لخوض رحلة للعمل كـ"مهندس برمجة"، والذي يختص بتصميم وإدارة الروبوتات، حيث ركّزت الورشة على الفارق بين الروبوتات المرتفعة التي تمشي وتتحدث، والروبوتات الصغيرة التي تعمل بالضغط.


وشهدت الورشة تفاعلاً كبيراً من الأطفال الذين أبدوا سعادتهم لخوض التجربة، إذ استخدموا برنامجا مخصصا على أجهزة الحواسيب لبرمجة شرائح إلكترونية المضيئة، تتيح لهم تنفيذ رسوم متحركة "أنيميشن"، أو ألعاب مختلفة وتطبيقها من الواقع إلى الافتراضي.


وقالت مُقدّمة الورشة صفاء الرمّال، إن ورشة "مدينة الروبوتات" تستهدف تعريف الأطفال بأحدث التكنولوجيات المطلوبة في سوق العمل ومن أبرزها تصميم وصناعة الروبوتات، باعتبارها أداة مستقبلية تعتمد عليها مختلف الصناعات والوظائف، موضحة أنها متاحة للأطفال من سن 8 سنوات فما فوق، حتى يتمكنوا من فهم الموضوع وتنفيذه.


وأشارت إلى الاعتماد على أجهزة الحواسيب عبر برنامج متخصص، لإدارة شريحة إلكترونية وبرمجتها مثلما تتم برمجة الروبوتات تماماً، إذ يمكن للأطفال تنفيذ رسوم متحركة "أنيميشن" أو ألعاب مرسومة بالأضواء على تلك الشريحة الإلكترونية، لافتة إلى أن الهدف الرئيسي منها تعزيز الجانب الخاص بحلّ المشكلات وتجهيز الأطفال لوظائف المستقبل.


"فن الأوريغامي" هو أحد أبرز الفنون الذي من شأنه أن ينمي العقل والتركيز لدى الطفل، فكان أحد أكثر الأركان التي شارك فيها الأطفال من مختلف الأعمار، تساعدهم في ذلك مجموعة من المتطوعات في مكتبة محمد بن راشد، المتواجدة في فعاليات المهرجان.


يحظى الطفل بفرصة للتعرف على هذا الفن القديم والمحدث في ذات الوقت، ومن ثم تمكينهم من صناعة إحدى القطع المميزة والحصول عليها كـ "هدية" وتذكار وتشجيع كل طفل يرغب بتعلم هذا الفن الالتحاق بالعديد من الجهات التي تقوم بتعليمه للأطفال والبالغين على حد سواء.


وفي فرصة أخرى مميزة أُتيحت للعديد من الفتيات لأن يصنعن قطعا مميزة صغيرة من الأزياء في ركن الموضة والأزياء، التي تقوم فيه إحدى المصممات بجمع الفتيات الصغيرات،  ثم عرض فيديو قصير يوجه الفتاة لأن تصمم فستانا صغيرا تعود به إلى بيتها، وقد يكون الشعلة لإطلاق العنان لأحلامها بأن تكون مصممة أزياء في يوم ما.


من جهة أخرى، كان لورشة "بوصلة ابن ماجد"، فرصة للأطفال الزوار كذلك أن يقوموا بأنفسهم لصناعة بوصلتهم الخاصة، وذلك من خلال استخدامهم لبعض الأدوات البسيطة، واستغلال فكرة إعادة التدوير في ذات الوقت، في حين أن الهدف الرئيس في هذه الورش هو توعية الأطفال إلى أهمية المحافظة على البيئة وفكرة الاستدامة في استخدام المواد المحيطة بهم.


كما تضمنت الورشة كذلك فرصة للحديث وتثقيف الأطفال معرفيا، فيستطيع من خلالها الأطفال أن يغوصوا في رحلة عبر الزمن لاكتشاف علم البحار، وتاريخ صناعة البوصلة ودور العرب في تطويرها، وبخاصة البحارة العربي أحمد بن ماجد، الذي تم اختيار عنوان لورشة تيمنا بدوره في هذا الحقل المعرفي.


كما كان لركن "الحدائق الخرافية" فرصة جديدة للأطفال كذلك أن يتمكنوا من التعرف على العديد من العناصر الطبيعية من الصخور والأعشاب والرمال ليتعلموا مهارات تصمم حدائق مصغرة بأساليب مبتكرة وتقنيات بسيطة.


وشرَعَ الأطفال المشاركون في الورشة بتنفيذ مجسمات الحدائق، حيث وضعوا الصخور في أوعية زجاجية شفافة، وبدأوا يضيفون طبقات من القش، والعشب الأخضر، وأخيراً الزهور الملونة، لتُنتج في النهاية نموذجا مبسطا لحديقة مثالية.


وقالت سارة مزهر، مقدمة الورشة: "تستهدف الورشة تعليم الأطفال الزراعة وفن التزيين من خلال وضع ما يتخيلونه بداخلها واختيار الألوان المناسبة لها؛ فبعضهم يكتفي بالأخشاب والأشجار، وآخرون يضعون فراشات وورود" لافتة إلى أن هذا النوع من الورش تتيح للأطفال الانطلاق بخيالهم إلى صور ذهنية متعددة.

 

اقرأ أيضاً: 

انطلاق فعاليات مهرجان الشارقة القرائي للطفل "كن بطل قصتك" (صور)