الغور الجنوبي: مبادرات تطوعية تلامس حاجة أسر معوزة

منزل يجري بناؤه لأسرة محتاجة بالغور من خلال مبادرة تطوعية - (الغد)
منزل يجري بناؤه لأسرة محتاجة بالغور من خلال مبادرة تطوعية - (الغد)

هشال العضايلة

الكرك- "مسار الخير"، "يلزمنا ما لا يلزمكم"، وأسماء أخرى، لمبادرات تطوعية، ينفذها شبان استطاعوا سماع أصوات الأسر الصامتة التي أسكتتها عفتها عن طلب المساعدات رغم ان أوضاعها تخطت حدود "القهر" تمضي أيامها بمعاناة حقيقية، وتفتقد لأبسط مقومات العيش الكريم كالسكن ومياه الشرب النظيفة.اضافة اعلان
في لواء الاغوار الجنوبية، حيث تتجسد مشكلتا الفقر والبطالة بصورهما الحقيقية، يقدم عشرات المتطوعين والناشطين بالأعمال التطوعية الخيرية بعد أن تحسسوا حاجات الأسر، على تنفيذ مبادرات تطوعية تسهم في تحسين أوضاع الأسر المحتاجة من حيث صيانة منازلها شبهة المهدمة أو توزيع مساعدات عينية واحيانا نقدية.
وبشكل دائم، تنفذ العديد من المؤسسات ونشطاء بالمجتمع المحلي من داخل وخارج منطقة لواء الأغوار الجنوبية مبادرات خيرية، في اللواء الذي غالبية مناطقة تقع ضمن جيوب الفقر، وفق إحصاءات رسمية.
وتسهم تلك المبادرات في تحسين ظروف السكان وخصوصا من سكان الخيم والمنازل المكونة من الصفيح والطوب في ظروف معيشية صعبة تفتقر احيانا حتى لمياه الشرب وخدمة الكهرباء وأي مرافق خدمية أخرى أسوة ببقية المناطق.
ويؤكد الناشط الاجتماعي ورئيس الجمعية الوطنية للتأهيل المجتمعي في الأغوار الجنوبية فتحي الهويمل، أن مبادرات الجمعيات ونشطاء العمل التطوعي التي تنفذ بشكل مستمر بالأغوار الجنوبية هي أمل العديد من السكان وخصوصا من فقراء المنطقة الذين يعانون من غياب الاهتمام بمختلف الخدمات وخصوصا المنازل الملائمة والمناسبة لسكن الأسر الفقيرة التي تقطن بيوتا لا توفر الشروط الكافية للعيش فيها، وخصوصا في فترة الصيف مع ارتفاع درجات الحرارة وانتشار القوارض والحشرات والافاعي.
وبين بان منطقة الأغوار من مناطق جيوب الفقر بالمملكة وتبلغ نسب الفقر فيها 60 % ونسب البطالة 30 % في حين يعمل 60 % من سكان المنطقة في القطاع الزراعي وهو نمط يوفر العمل الموسمي.
ولفت إلى أن عشرات المتطوعين يقومون بمساعدة الأسر الفقيرة بمختلف الاحتياجات ومنها بناء غرف صغيرة تأوي أسرا معوزة بدل السكن بالخيام تحت لهيب الشمس الحارقة.
وقال الهويمل، إن هناك شركاء للجمعية الوطنية للتأهيل المجتمعي بالأغوار الجنوبية وخصوصا مبادرة مسار الخير، والتي تعمل على تقديم الخدمات المختلفة للأسر العفيفة حيث استطاعت الوصول الى عشرات الأسر المحتاجة وقدمت خدمات صيانة وترميم مساكنها وتأمينها بالأثاث وبعض المستلزمات الأساسية، من الفرش والغسالات والثلاجات وشاشات التلفاز والمراوح والملابس، وكذلك تأمينها بالمواد التمونية والغذائية والمساعدات النقدية.
واكد أن الجمعية تعمل على حصر الأسر المحتاجة من خلال عمل قاعدة بيانات ووضع الأسس والمعايير لاختيار الأسر بالتعاون والتنسيق مع مديرية التنمية الاجتماعية في الأغوار الجنوبية لتحقيق العدالة والمساواة لشمول أكبر عدد من المواطنين.
ونفذت مجموعة من المتطوعين ضمن مبادرة مسار الخير التطوعية خلال الأيام الماضية بالتعاون مع جمعية التأهيل المجتمعي الخيرية مبادرات لمساعدة الأسر الفقيرة والعفيفة شملت صيانة منازل كانت أسطحها مهدمة أو مغطاة بالأقمشة بدلا من الإسمنت والحديد. إضافة إلى تقديم مساعدات عينية للأسر تساعدها في توفير الغذاء المناسب لأطفالها.
واكد منسق جهود العمل التطوعي لمجموعة من نشطاء العمل التطوعي في مبادرة مسار الخير محمد القرالة، أن النشطاء يعملون جاهدين على تقديم أفضل الخدمات للمواطنين الفقراء والمحتاجين، الذين يقطنون في بيوت هامشية ويعانون من مشكلتي الفقر والبطالة وبعضهم يعانون من أمراض مختلفة وذوي إعاقات.
وبين القرالة، بأنه تم إجراء الصيانة لعدد من مساكن الفقراء التي لم تكن تصلح كمأوى حقيقي، بالإضافة إلى تأمين الأثاث المنزلي اللازم بمساعدة بعض الداعمين للعمل الخيري، والذين يشرفون على مبادرات بأنفسهم لخدمة الفقراء أينما كانوا ولهم بصمات وأضحة في هذا المجال.
ولفت إلى أن عملهم في الأغوار الجنوبية يشمل المساعدات النقدية والعينية وسقيا الماء وإنشاء المخابز وصالونات الحلاقة وفلترة المياه والمشاريع الإنتاجية المدرة للدخل وتأمين بعض المستلزمات للأسر الفقيرة من غسالات وثلاجات وأثاث ومستلزمات طبية.
وأشار الى أن هذه الأعمال التطوعية تسعى جاهدة إلى تحسين مستوى معيشة المواطنين وإحداث نقلة في حياتهم، بالإضافة الى التركيز على التنمية المستدامة التي من شأنها تمكين الأسر العفيفة اقتصاديا واجتماعيا.
واضاف أن منطقة الأغوار الجنوبية تعتبر أولوية في مبادرات ونشاطات العمل التطوعي باعتبارها من أكبر مناطق جيوب الفقر في الأردن.
وبين بأن مسار الخير، تسعى جاهدة إلى التشبيك مع عدد من المبادرات والجمعيات ومنظمات المجتمع المدني وأهل الخير والمحسنيين لخدمة الأسر العفيفة والمحتاجة في ربوع الوطن، من حيث تحسين مستوى معشيتهم واحداث نقلة نوعية في حياتهم عبر إطلاق المبادرات التنموية التي تهدف الى تمكين الأسر العفيفة.
واكد أحد المستفيدين من المبادرات سويلم علي من سكان الغور الصافي أن أسرته كانت تقطن شبه منزل، ولا يقيهم حر الصيف ولا برد الشتاء وقام المتطوعون ببناء منزل له ولأسرته بأنفسهم وعلى نفقتهم، ووفروا له كافة الاحتياجات المنزلية من الأثاث المنزلي ومياه الشرب النظيفة وغيرها، مشيرا إلى أن ظروف حياته تحسنت بفضل هذه المبادرات.
وأشارت الناشطة الاجتماعية هنادي النابلسي بأن هناك أسرا عفيفة في الأغوار الجنوبية تستدعي حالتها المساعدة العاجلة، وتبين ذلك بعد زيارة هذه الأسر في مواقعها والاطلاع على معاناة افرادها وظروفهم الصعبة التي يعيشونها في مناطقهم في ظل غياب حتى السكن المناسب والملائم.
واكدت استمرار تقديم الخدمات للأسر العفيفة من خلال مسار الخير بالتعاون مع الجمعية الوطنية للتأهيل المجتمعي، مشددة على أن هناك أسرا بالأغوار الجنوبية تعيش تحت خط الفقر وسط أوضاع وظروف سيئة تحتاج للرعاية والاهتمام من مختلف الجهات.
وشملت مبادرات العمل التطوعي بالأغوار الجنوبية تنفيذ عدد من نشطاء العمل التطوعي من الشبان لأعمال صيانة وتأهيل مدارس باللواء، انطلاقاً من توفير بيئة مدرسية سليمة.
ونفذت المبادرة المكونة من متطوعي الأغوار الجنوبية مؤخرا نشاط صيانة وتزيين وترميم مدرسة الذراع الثانوية للبنين وجعلها بيئة آمنة للطلاب، وذلك بالدعم من صندوق دعم المبادرات التابع إلى منصة نحن (المنصة الوطنية لتطوع ومشاركة الشباب)، وكان دور المتطوعين المساهمة في أعمال الصيانة والترميم داخل المدرسة، لتكون جاهزة لاستقبال طلبتها مع بداية العام الدراسي الجديد.
وأكد مؤسس فريق متطوعي الأغوار مؤيد المغاصبه أهمية هذه الأنشطة التطوعية التي تخص المعرفة والتعليم وتأمين بيئة تعليمية آمنة وجاذبة للطلبة داخل مدارسهم، مشيدا بدور صندوق دعم المبادرات التابع الى منصة نحن على دعمهم المتواصل للمبادرات التطوعية وتنمية المجتمعات وإنجاح فعاليات الفريق.
وشملت نشاطات العمل التطوعي والمبادرات التي تعنى بالأسر الفقيرة في الأغوار الجنوبية تنفيذ مبادرة في بلدتين بالغور تضمنت توزيع الملابس على الأسر العفيفة، واستفادت منها أكثر من 240 أسرة.
واكد منسق المبادرة بشار الترك أهمية هذه المبادرة التي تهدف الى الوصول للأسر العفيفة الصامتة التي لديها عفة نفس ولم تصلها المساعدات، لافتا إلى أن هذه المبادرة الأولى في الأغوار الجنوبية باعتبارها من مناطق جيوب الفقر والتي تطلقها حملة "يلزمنا ما لا يلزمكم" تخللها توزيع الملابس وبعض الاحتياجات الضرورية على الأسر الفقيرة بهدف خدمة الفقراء والمحتاجين وتوفير بعض المستلزمات من ملابس وأدوات مطبخ وغيرها.