تواصل فعاليات أيام عمان بعروض مسرحية وسينمائية
عمان- شفت امسية الوله التي احياها اول من امس السوري بشار زرقان على المسرح الدائري بالمركز الثقافي الملكي ضمن فعاليات "ايام عمان المسرحية" عن طاقة توليدية لا متناهية يعد بها هذا النوع الشعري الغنائي بعيداً عن صخب الموسيقى وفوضى الآلات واضطراب التوزيع الموسيقي لاصواتها .
وبمصاحبة عوده وطار او رق جمال السقا انشد متكئاً على مقامات الموسيقى العربية اشعاراً لقدماء ومحدثين ومعاصرين كتبوا من شرفة الخلق, وفاضوا باشواقهم ومواقفهم ولطائفهم وتجلياتهم, ومن جديده اولى زرقان لـ ابو حيان التوحيدي نصاً نثرياً بلحن ثقيل وصل به الى قمة التسارع في نهايته
"يا هذا ان كنت ثاكلاً فلح علي ما اصبت به
ان كنت مكروباً بالسر فبح علك تشفى غليلك
ان كنت طالباً فجئ عساك تصل
صمدوك فلا تتبدل ... عزوك فلا تذل
اعطوك فلا تسهل علموك فلا تجهل
ولابن الفارض بمصاحبة العود والرق غنى "غيري على السلوان قادر وغيري بالعشاق غادر"
وفيها يتجول المعنى داخل جمهرة صور خصبة التناهي عميقة التداني. وفي مغايرة على صعيد اللحن وشفافية الوجد الصوفي غنى لعبد القادر الجيلاني
"انت حبيبي"
انت محبوبي
انت نوري في الانوار
انت سري في الاسرار
انت خلاصة الاكوان
والمقصود من الوجود
حبيبي شمني في المشموم
حبيبي كلني في الطعوم
حبيبي تخيلني في المعلوم
حبيبي ... حبيبي
حبيبي شاهدني في المحسوس
حبيبي المسني في الملموس
حبيبي البسني في الملبوس
حبيبي ... حبيبي "
ومن جمعه لنصين واحد للحلاج واخر لابن عربي غنى ما استشعره زرقان تعاطقا بينهما وتعبيراً عن حالة متشابهة
"يا اولي الالباب يا اولي النهى
همت ما بين المهاد والمها
من سها عن السهاء ما سها
من سها عن المها فقد سها
يا لائمي لا تلمني في هواه فلو عانيت الذي عانيت لم تلم
للناس حج ولي حج الى سكني
تهدي الاضاحي واهدي مهجتي ودمي
وللشاعر العراقي بدر شاكر السياب انشد "خذيني " مع الرق
خذيني اطير في اعالي السماء
فان صخور الكآبة تشد بروحي
الى قاع بحر بعيد القرار
وللشاعر المصري المعاصر احمد الشهاوي ادى زرقان قصيدة تغوص في اشجان الذات واحوال الحبيب وآفاق الهيام
"هام كلي بكل كلي
وبعض بعضي منك انت
حالي فقد فنيت
وما الوصول بغيرك انت
فكل يوم آراك انت
ووجه نفسي منك انت
لما تجلى بحر يجري
رسا سفيني وذبت انت"
ومع الحاح الجمهور غنى زرقان للشاعر الاردني طاهر رياض مقاطع من "حلاج الوقت"
ما في الجبة احد
تغنى الناس اسماء الناس
ويفنى الوسواس الخناس
يبقى لواماً في الجبة وجه الريب الصمد
حسب الواجد افراط الواحد
حسب العاشق تلميح المعشوق دلالا
وانا حسبي اني ولدتني كل نساء الارض
وان امرأتي لا تلد"
"ته دلالا فانت اهل لذاك
وتحكم فالحسن قد اعطاك
ولك الامر فاقض ما انت قاض
علي الجمال قد ولاك
وبما شئت في هواك اختبرني
فاختباري ما كان فيه رضاك"
وتتواصل اليوم فعاليات المهرجان بتقديم مونودراما "مصابة بالوضوح " تأليف واخراج سوسن دروزة تمثيل ساندرا ماضي في السابعة على المسرح الدائري بالمركز الثقافي او في الثامنة يقدم في قاعة مؤتمرات المركز "عروض سمات" وتختتم فعاليات اليوم بالمسرحية الواقية "اعتذار استاذي" في التاسعة والنصف على المسرح الرئيسي بالمركز الثقافي الملكي.
تصوير اليسون مونرو
