تقرير علمي.. مرجان العقبة: قدرة خارقة على مواجهة التغير المناخي

مرجان العقبة- البحر الأحمر
مرجان العقبة- البحر الأحمر

عمان - الغد - نشرت البي بي سي مؤخرا تقريرا عن الشعب المرجانية في خليج العقبة، تحت عنوان "الشعب المرجانية الخارقة في البحر الأحمر".

اضافة اعلان

وأشار التقرير إلى أن الشعب المرجانية في العقبة قادرة على تحمل درجات الحرارة المرتفعة، بعكس غيرها حول العالم التي تعرضت إلى ظاهرة التبييض الناتجة عن ارتفاع حرارة المحيط، الأمر الذي يمنح بصيصا من الأمل في حماية الشعب المرجانية من أثر التغير المناخي.

ظاهرة تبييض الشعب المرجانية تتفشى عند حدوث تغيرات بيئية كالتلوث وارتفاع درجة حرارة سطح البحر، مما يفقد المرجان للونه ليتحول إلى اللون الأبيض، وتكرار هذه الظاهرة دون تعافي المرجان قد يؤدي إلى انهيار النظام البيئي حوله.

وحسبما ورد في التقرير، فإن الأبحاث تشير إلى خطورة تغير المناخ على الشعب المرجانية وتأثيره على أنواع معينة دون غيرها، فيما تتوقع موت أغلب الشعب المرجانية حول العالم بحلول نهاية القرن الحالي، وفقا لأندريا غروتولي، البروفسور في كلية علوم الأرض في جامعة ولاية أوهايو.

إلا أن هناك بصيصا من الأمل في شمال البحر الأحمر، موطنه خليج العقبة، حيث يبدو أن المرجان هناك يزدهر بارتفاع درجات الحرارة بحسب الخبير الجيوكيميائي السويسري أنديرز مايبوم.

وتدعو كارين كلاينهاوس، البروفيسور في جامعة ستوني بروك في نيويورك، إلى العمل على إنقاذ الشعب المرجانية، التي تعد مستودعا للتنوع البيئي والحيوي في البحار ومصدرا للغذاء والدخل والمواد الدوائية، من خلال اكتشاف الخاصية البيولوجية التي تجعل الشعب المرجانية في العقبة أكثر تحملا لارتفاع درجة حرارة سطح البحر من غيرها، وإن كان بالإمكان استخدام هذه العملية لإنقاذ الشعب المرجانية حول العالم.

من المهم تحديد العوامل البيئية التي من شأنها أن تزيد قدرة الشعب المرجانية على التحمل أو التعافي من التبييض، وفقا للتقرير.

ولم تثبت الشعب المرجانية في خليج العقبة قدرتها على تحمل الحرارة فحسب، وفقا لعدد من الباحثين، بل يبدو أنها تزدهر في المياه الدافئة، حيث تفرز الطحالب فيها ضعف الأكسجين الذي تنتجه عادة وزادت نسبة الإنتاجية الأولية بمقدار ٥١٪.

قد تعود قدرة الشعب المرجانية في العقبة على التكيف مع الحرارة إلى ماضيها. فمن الممكن أن تكون قد هاجرت على مر آلاف السنين نحو شمال خليج العقبة بسبب ارتفاع الحرارة في الجنوب في مياه قد تصل حرارتها إلى ٣٣ درجة مئوية، بينما تتراوح الحرارة في خليج العقبة بين ٢٧ و٢٨ درجة مئوية، بحسب التقرير.

وبما أن الشعب المرجانية حول العالم لا تمتلك قدرة التكيف ذاتها، فإنها مهددة بالموت، نظرا لمسار الانحباس الحراري الذي يتجه نحو زيادة درجتين إلى ثلاث مئوية بحلول نهاية القرن. لذلك، فإن الشعب المرجانية التي تعيش تحت درجات الحرارة القصوى اليوم هي التي ستتمكن من مواكبة هذا التغيير. أي أن الشعب المرجانية في العقبة قد تكون آخر الشعب على قيد الحياة بحلول عام ٢١٠٠.

حتى تبقى الشعب المرجانية في البحر الأحمر نموذجا للنظام البيئي المتكامل للشعب المرجانية فلا بد من تزويدها بالغذاء الصحيح، وفقا للتقرير، وإبعادها عن المخلفات المعدنية الناتجة عن الأنشطة البشرية الصناعية والزراعية، بالإضافة إلى مياه الصرف الصحي، وزوارق الصيد.

ويعتقد العلماء أنه عندما يحين الوقت لإعادة إحياء الشعب المرجانية التي نفقت جراء الاحتباس الحراري، ستكون الشعب المرجانية في العقبة هي الحل.

وبحسب التقرير، فهناك من العلماء والدبلوماسيين من يدعو اليونسكو إلى إعلان الشعب المرجانية في البحر الأحمر كأحد مواقع التراث العالمي البحري، لضمان استدامة الشعب المرجانية وحمايتها والحفاظ عليها.

وتقول سارة كانون، مرشحة الدكتوراة في قسم الجغرافيا في جامعة بريتيش كولومبيا، إنه يتعين على العلماء البحث في قدرة مرجان البحر الأحمر على التكيف مع الحرارة وفهم كيفية تفاعله مع التأثيرات البشرية ليتسنى لهم إنقاذ الشعب المرجانية حول العالم، كتلك الموجودة في جزر المحيط الهادئ.

كما أكد التقرير أن التغير المناخي سيبقى تهديدا على الشعب المرجانية إن لم يتمكن العلماء من إعادة تكييفها لتزيد قدرتها على التأقلم مع بعض التأثيرات المترتبة على التغير المناخي، وهنا تكمن قيمة الشعب المرجانية في خليج العقبة.