جرش: تشبع التربة بالأمطار وتفجر الينابيع يتسببان بانهيارات

صابرين الطعيمات

جرش – تتجدد بين الحين والآخر، مخاوف السكان والسائقين من خطورة الانهيارات التي تتكرر يوميا على طول الطريق الدولي الذي يربط العاصمة بمحافظات الشمال، بالإضافة للحال نفسه في العديد من الطرق الفرعية والرئيسية للقرى والبلدات، بخاصة بعد تشبع تربة تلك المناطق بمياه الأمطار، وتفجر عيون وينابيع المياه بخاصة القريبة من الطرقات.اضافة اعلان
وأكد أهال، ان عدة مناطق تتعرض فيها سفوح الأودية والطرقات للانهيار على نحو متكرر، وتحديدا في بلدتي سوف وساكب، بخاصة وانهما تتميزان بطبيعة جغرافية جبلية، وتنتشر فيهما العيون والينابيع بكثرة، وقد انفجرت غالبيتها مؤخرا، لتنساب باتجاه الطرقات الفرعية والرئيسية على مدار الساعة، ويستمر تدفقها لشهور متتالية، ما يشبع تربة المناطق التي تصلها بالمياه، ويجعلها أراضي رخوة، يمكن انهيارها في أي وقت.
وقال المواطن عزت الزريقات، ان الطبيعة الجغرافية لبلدة سوف وانتشار عيون المياه والينابيع فيها، ساهمت بحدوث عدة انهيارات في طرق فرعية ورئيسية، ما يستدعى إغلاق الطرقات لساعات وأيام، فضلا عن الخطورة التي تشكلها هذه الانهيارات على السكان والسائقين في الوقت ذاته.
وأوضح أن المناطق الجبلية التي تتميز بكثرة عيونها وينابيعها، وتنساب هذه المياه منها على مدار الساعة لعدة أشهر، تشبع التربة بمياه الأمطار، مما يساعد على إزاحتها وانهيارها تدريجيا، وتشكل خطرا على السكان والسائقين، وبالذات في قرى غرب محافظة جرش.
إلى ذلك، أكد سائقون على الطريق الدولي، أنه يتوقع بأن تحدث انهيارات في أي وقت وفي مواقع متعددة، لاسيما وأن هذا هو وضع الطريق منذ عشرات السنين، وما يترتب على هذه الانهيارات من خطورة على سالكيها، وخطورة على سكان القرى المجاورة لها برغم عمل وزارة الاشغال العامة جدرانا استنادية ومصدات وسلاسل حجرية في مواقع عديدة، وفق السائق محمد المقابلة.
وقال المقابلة، إن انهيار الأتربة والصخور في مواقع متعددة على الطريق الدولي الذي يربط العاصمة بمحافظات الشمال، والذي يشهد أزمة سير على مدار الساعة، يعرض حياة السائقين للخطر، في وقت يطالب فيه الأهالي والسائقون، بمعالجة نقاط الخلل ومراقبة الصخور التي تتساقط باستمرار، وتحديدا أن تساقط الأمطار ما يزال مستمرا وبكميات كبيرة في هذا الموسم المطري.
وأكد أن أبسط انهيار، يؤدي لإغلاق الطريق لمدة لا تقل عن 3 ساعات، حتى تجري معالجة موقع الانهيار وإزالة الصخور عن الطريق، فضلا عما يلحقه ذلك من أزمات سير خانقة، لعدم توفر بدائل مناسبة، ولتكرر الانهيارات بين الحين والآخر، وتحديدا في فصل الشتاء، وبعد تجمع المياه بين طبقات الصخور على امتداد مسافة لا تقل عن 9 كلم، وقد امتدت الانهيارات إلى الطرق الفرعية والرئيسية وفي القرى والبلدات.
ويخشى أهال من القرى المجاورة للطريق، من تكرار الانهيارات في الشتاء، بخاصة أهالي منطقة الجبارات وثغرة عصفور والنبي هود، وكذلك أصحاب مشاريع واستثمارات متعددة على الطريق نفسه، بينهم أصحاب مشاتل زراعية ومطاعم ومعاصر ومحطات محروقات ومكاتب سياحية، لاسيما وان هذه الانهيارات ترابية متكررة، بدأت تتشكل كظاهرة من نحو 3 سنوات، وتتفاقم مع كل شتاء، وفق عبدالله العفيف.
وأكد العفيف ان الطريق، تعرضت لانهيارات صخرية ضخمة متكررة منذ بداية العام، وأغلقت مناطق واسعة لفترات مختلفة، ومن المؤكد أن تزداد نسبة الانهيارات في مناطق المطاعم السياحية المجاورة والمشاتل، فتساقط الأمطار ما يزال مستمرا، لذا تصبح فرص تساقط الصخور وانهيارها على نحو مفاجئ كبيرة جدا، ما يعرض حياة السائقين والمجاورين ومختلف المنشآت للخطر.
رئيس قسم الإعلام والتواصل المجتمعي في بلدية جرش الكبرى هشام البنا، قال إن الطريق يتعرض باستمرار للانهيارات الترابية، وتتساقط عليه الصخور، لذا يجب دعمه بجدران استنادية، للحد من خطورته، وقد تكررت انهيارات في طرق بلدة سوف الفرعية وجرت معالجتها بسرعة، وكان سبب الانهيار تشبع تربتها بمياه الأمطار وقربها من عيون المياه والينابيع التي تنساب على الطريق باستمرار.
وقال مدير أشغال جرش المهندس عامر الدباس في حديث سابق لـ"الغد"، إن الطريق الدولي الذي يربط العاصمة بمحافظات الشمال، من أهم وانشط الطرق على مستوى المملكة، ويتعرض في كل شتاء لانهيارات ومشاكل، بعد تشبع التربة بمياه الأمطار.
وأوضح أن مديرية الأشغال، عالجت في هذا العام بؤرا ساخنة، تشكل خطرا، وهي تعالج هذه البؤر في كل موسم مطري، عبر إنشاء وبناء أسيجة وسلاسل حجرية ضخمة وأطاريف، ووضع دعامات تحمي الطريق والسائقين والمجاورين من خطر الانهيارات.
وبين أن كوادر المديرية وبالتعاون مع الجهات المعنية، تعمل على مدار الساعة على مراقبة أوضاع الطريق والبؤر الساخنة في الشتاء وغيرها من الأوقات، حرصا على حياة السائقين وتجنب حدوث أي مخاطر انهيارات، فضلا عن تشكيل فريق عمل متكامل على مدار الساعة، يعمل على معالجة أي خلل على الفور.
وأوضح الدباس أن وضع الطريق حاليا مستقر، وتجري متابعته عبر غرفة عمليات رئيسية وكوادر ميدانية، تراقب الطريق طول مدة المنخفض وبعد انتهائه، ولم تظهر أي معالم خطورة حاليا على الطريق، وفي حال حدث أي انهيار في أي موقع، فخطط التعامل معها جاهزة.
وأضاف أن طبيعة التربة والصخور والمقاطع الجغرافية للطريق، تتميز بأنها تتأثر بالمياه وتتحرك، ما يشكل خطورة ويعرضها للانهيار بين الحين والآخر في الشتاء، وهذه المشكلة تتطلب تأهبا دائما من مديرية أشغال جرش وزيادة عدد الفرق والآليات المستخدمة في المتابعة.