شارع الأعمدة يتزين بالمنتجات الحرفية في ‘‘جرش‘‘

منتجات حرفية في جرش
منتجات حرفية في جرش

صابرين الطعيمات

جرش – تتزين مدينة الألف عمود في شارع الأعمدة وساحتها الرئيسية بمنتجات تراثية فنية تاريخية من مختلف أرجاء المملكة، والتي تميز مهرجان جرش للثقافة  والفنون عن باقي المهرجانات على مستوى العالم، لا سيما وأنه مهرجان ثقافي.. فني وتراثي، ويعكس كل ما ينتجه الحرفيين الأردنيين ويمثل حضارتهم وتاريخهم وإرثهم الشعبي.

اضافة اعلان

وتولي إدارة مهرجان جرش الجانب الفني والتراثي أهمية كبرى خلال مدة المهرجان من خلال تخصيص مواقع مجانية لكافة الفنانيين والحرفيين والموهوبين والجمعيات والهيئات الشبابية، وفي هذه العام تم تحديد 260 موقعا وجميعها في الساحة الرئيسية وشارع الأعمدة، وهي من أجمل المناطق في المدينة الأثرية، فهي مدخل المهرجان وبوابة العبور إلى مختلف الفعاليات.

وتتجمل الساحة الرئيسية كذلك، بالفرق الشعبية ومختلف أنواع الفنون الثقافية والمسرحيات الشعبية الهادفة، والتي تستهدف الأسرة الأردنية وجميع شرائح المجتمع ومختلف الزوار وحضور هذه الفعاليات "مجاني" طيلة أيام فعاليات المهرجان، فضلا عن عروض للقوات المسلحة الأردنية.

ويشارك في مهرجان جرش لهذا العام مجموعة حرفيين وفنانيين وموهوبين من شمال المملكة حتى جنوبها، منهم: الخمسينية أنعام سالم، والتي تقطن في مخيم البقعة، وهي إحدى المشاركات بهذه الفعالية الشعبية الواسعة، وتحضر يوميا من الساعة الخامسة مساء، وتتخذ موقعها في الساحة الرئيسية وتبيع منتجاتها من الصابون البلدي والعطري والعلاجي.

وتفتخر ربة الأسرة أنعام بمشاركتها الأولى في مهرجان جرش، لا سيما وأن المهرجان نافذة تسويقية واسعة ومجانية للحرفيين، خاصة وأن حرفتها ينقصها التسويق.

وتعد أنعام أول الواصلين يوميا إلى موقع المهرجان، تقوم بعرض منتجاتها وترتيب الأنواع التي بحوزتها، لتعرضها مباشرة على الزوار، وتسوق الصابون بدون تدخل الوسطاء الذين يتقاضون نسبة من المبيعات كأجر لهم جراء بيع هذه المنتجات.

وتتمنى أنعام أن تشارك سنويا في مهرجان جرش الذي تعتبر مشاركتها فيه بمثابة الحلم الذي كانت تنتظره منذ سنوات، وتعبر من خلاله إلى مهرجانات وبازارات عالمية ودولية، لا سيما وأنها تعتمد على دخل صناعة الصابون في تغطية نفقات أسرتها، وتعليم أطفالها وتغطية نفقات العمل في هذه المهنة التي بدأت تلاقي رواجا واسعا في مختلف المناسبات.

أما الأربعينية سعاد شريم وأيضا تشارك في المهرجان لأول مرة، وهي سكان منطقة الهاشمي الشمالي في عمان، وتعمل في صناعة الإكسسوارات يدويا.

وقالت شريم، إن هذه الإكسسوارات تؤمن لها ربحا جيدا تتمكن من خلاله تعليم بناتها في الجامعة، موضحة، أنها تشكل الإكسسوارات منذ سنوات، ولم تتلق أي تعليم في هذه الحرفة، بل كانت هواية، استطاعت بالمثابرة أن تطورها وتنميها.

وقالت شريم إن المهرجان يفتح للحرفيين أبواب التسويق، أما المشكلة التي يعاني منها غالبية المشاركين، هي صعوبة الحصول على المواصلات في ساعات متأخرة من الليل، على الرغم من أهمية وجود الحرفيين في المهرجان.

إلى ذلك قال رئيس جمعية الحرفيين في جرش صلاح العياصرة، إن إدارة المهرجان خصصت أكثر من 260 موقعا لكافة المشاركين من: حرفيين ومراكز تعزيز الإنتاجية ومراكز الإصلاح والتأهيل والجمعيات الخيرية وتجار السوق الحرفي، وجميع هذه المواقع "مجانية ومخدومة"، وفي موقع مناسب ووواسع، وهو الساحة الرئيسية وشارع الأعمدة وهذه المواقع مأهولة بالزوار على مدار الساعة وقريبة من مختلف المواقع الأثرية ويمكن الوصول إليها بكل سهولة.

وقال العياصرة أن مشاركة الفنانيين والحرفيين وجميع هذه الجهات التي تعرض التراث والتاريخ والحضارة من خلال المشغولات هي ركن أساسي من أركان مهرجان جرش، ويعتمد عليها في تغذية الجانب الثقافي والفني الذي يتناسب مع طابع الموقع الأثري.

موضحا أن المهرجان يتيح للمشاركين فرصة البيع والشراء مباشرة بدون وسطاء، ويتيتح لهم فرصة التواصل مع شركات تسويقية كبرى على مختلف الصعد، كما أن المهرجان يستقبل المشاركين من مختلف أنحاء الممكلة، ويوجد مشاركون من محافظات الجنوب والوسط والشمال.

ويرى العياصرة أن عدد الزوار وحركة البيع والشراء في المهرجان مرتفعة وتغطي تكاليف العمل في العديد من الحرف التي تحاكي الجانب الشعبي والتراثي في المهرجان، لا سيما وأن مواقعهم تقام فيها فعاليات مختلفة مثل: العروض الفنية والمسرحية والفرق الفنية وهي "مجانية"، وتشجع العائلات على الحضور للموقع ومتابعة الفعاليات.