طرق تساعدك على اكتشاف كذب من يتحدث معك

علاء علي عبد

عمان- يتعرض المرء في حياته اليومية، ومن خلال تواصله مع الآخرين، لعدد من الكذبات في كلام من يحدثهم تتفاوت بأهميتها بالنسبة له، فهناك الكذب المؤثر على الشخص الذي يحصل على معلومة مهمة لكنها غير حقيقية، وهناك الكذب الذي يمر بدون تأثير يذكر، ويقوله المرء لأسباب مختلفة تتعلق به وحده.اضافة اعلان
أجرت جامعة "ماساتشوسيتس" الأميركية، دراسة خاصة وطويلة الأمد استغرقت أكثر من عقد من الزمان حول الكذب ووصلت لنتائج صادمة؛ فقد تبين أن 60 % من الأشخاص الذين ينخرطون بمحادثة مع غيرهم يقومون بالكذب بالرغم من أن مدة الحديث لا تتجاوز العشر دقائق! حيث يكذبون من 2-3 كذبات خلال تلك المدة القصيرة.
ما قد يثير الدهشة في تلك الدراسة أن معظم المشاركين بالدراسة لا يدركون أنهم قاموا بالكذب إلا بعد أن يعاد تسميعهم تسجيلا للمحادثة التي قاموا بإجرائها!
يلجأ المرء للكذب عادة من أجل أن يبدو محبوبا من قبل الآخرين وعارفا بالموضوع الذي يطرح أمامه. وفي الدراسة نفسها تبين أن الرجال والنساء يلجأون للكذب بشكل متساو تقريبا، لكن أسبابهم للكذب تختلف بالطبع؛ فالنساء يكذبن غالبا ليشعر الشخص الذي يتحدثن معه بالراحة، بينما يكذب الرجال ليشعرون أنفسهم بالراحة.
في كثير من الأحيان، يمكن للمرء أن يلحظ أن الشخص الذي يتحدث معه لا يقول الصدق، لكن يبقى الأمر مرفوضا بداخل كل منا أن نواجه ذلك الشخص بأنه كاذب، فمثل هذا الأمر يعد غير مقبول مطلقا، وهذا يجعل الجميع يتجنبه إلا في حالات نادرة الحدوث تضطره لمواجهة الشخص بأنه كاذب فيما يقول.
لكن، ومع كل النتائج السابقة، تبرز أهمية محاولة المرء على التعرف على المعلومات الكاذبة التي يسمعها، وهذا يحتاج لعدد من الأساليب التي على المرء ملاحظتها، وسنستعرضها فيما يلي:
- تغطية الفم أثناء الكذب: يلجأ المرء غالبا لتغطية فمه عندما يقوم بالكذب. لذا، فرفع المرء يده لفمه لتغطيته أو مجرد لمس شفتيه بأصابعه يمكن أن يعطيك فكرة واضحة أن المرء، على الأغلب، غير صادق فيما يقول. أيضا، عندما يقوم المرء بالكذب غالبا ما يلجأ لتغطية أجزاء ظاهرة من جسده كرقبته أو بطنه، والسبب بهذا نفسي بحت؛ حيث يشعر المرء أثناء كذبه أنه عرضة للهجوم واكتشاف أمره، لذا يسعى لتغطية أجزاء مواجهة لمن يتحدث معه.
- تكرار الحديث وإضافة الكثير من التفاصيل: الشخص الكاذب يخشى الصمت ويعتبر لحظات الصمت فرصة للطرف الآخر لاكتشاف كذبه، لذا نجده يحاول تعبئة هذا الصمت بحديث مفصل لا داعي له. لذا اعلم أنك كلما زدت الوقت الذي تصمت فيه أرغمت الشخص الكاذب على منحك المزيد والمزيد من التفاصيل حول الموضوع الذي يتحدث عنه، وذلك في محاولة منه لإقناعك بما يقول. لذا اعلم أنه لو كان صادقا لما احتاج لكل تلك التفصيلات. أيضا يلجأ المرء عند كذبه لتكرار جمل معينة، وذلك في محاولة منه لشراء مزيد من الوقت لترتيب أفكاره حول ما سيقول.
- الكلام المنطوق لا يتوافق مع لغة الجسد: يسهل على المرء أن يكذب بلسانه، لكن جسده يعرف الحقيقة ويظهرها أيضا. لذا، من الإشارات الواضحة على كذب المرء تكون عندما يقول بلسانه كلاما وتكون حركات جسده مخالفة تماما لما يقول. فعلى سبيل المثال، قد تجد المرء يحدثك عن معاناته والمشاكل التي يواجهها، لكنه يبتسم في الوقت نفسه أو ربما يحرك يديه بطريقة حماسية.
- تغييرات مفاجئة في طريقة التنفس: عندما يكذب المرء، فإن نفسه وبشكل لاإرادي يصبح ثقيلا، وذلك كون الكذب يؤدي لتغيرات في عدد نبضات القلب وكمية تدفق الدم. وفي بعض الأحيان، قد يجد المرء عند كذبه صعوبة في النطق، وذلك بسبب جفاف الأغشية المخاطية في الفم كردة فعل للاستعداد للكذب.