لا نصر ولا بطيخ

لا نصر ولا بطيخ
لا نصر ولا بطيخ

يوئيل ماركوس: هآرتس

 كان لكثير من الرؤساء الأميركيين منذ روزفيلد مستشارون يهود. لم يتناول بعضهم تشكيلاتنا، واعتبر بعضهم خبراء بشؤون إسرائيل. وكان منهم ذوو صلة عميقة بإسرائيل لكنهم عملوا قبل كل شيء من أجل مصلحة بلدهم. وتولى العمل دبلوماسيون يهود كانوا يحافظون على الفرائض اليهودية ودعوا إلى إعادة المناطق أيضا.

اضافة اعلان

لم يقم مستشارون يهود بإعداد اتفاقية كامب ديفيد. ولم يكن الرئيس كارتر الذي أتى من الجنوب المحافظ، ولا مستشاره ذو الأصل البولندي بريجنسكي مصابين بحب كبير لليهود. ومن المحقق أنهما لم يكونا محبين للمناطق المحتلة. لنتجاوز عن اليهودي كيسنجر الذي شتمه متظاهرون متطرفون عندما زار البلاد بقولهم "يهودي صغير" لكنه هو الذي حث الرئيس نيكسون - الذي اعتبر معاديا للسامية - على مساعدة إسرائيل بالجسر الجوي في حرب يوم الغفران.

لكن، إلى الآن، لم يعمل في قلب البيت الأبيض، في مركز قرارات الرئيس، يهودي في مقام مركزي مثل رام عمانويل. فهو ليس رئيس فريق البيت الأبيض الآن فحسب، بل إنه اليد اليمنى لأوباما طوال طريقه السياسي إلى الرئاسة، وهو الآن صاحب ثقته الأول في البيت الأبيض.

احتجنا إلى وقت طويل جدا لنتبين مدى قربه من الرئيس. فقد افترض الدماغ اليهودي المتشكك، أن رئيس فريق البيت الأبيض لا يستطيع أن يظهر بجانب رئيس أسود من أصل مسلم وأن يكون عاملا في مصلحتنا. إن إجراءات الرئيس، ولا سيما بدء زيارته للمنطقة في القاهرة خاصة، مع تجاوز إسرائيل، قد وصفت في وسائل إعلامنا بأنها مبادرة من عمانويل. وقد ارتبنا فيه لكونه المستشار الرئيس للرئيس، واعتقدنا أنه إذا كان يريد الحفاظ على مكانته فإنه مضطر إلى أن يتجنب الحب الزائد لإسرائيل.

على أي حال، أسعدت زيارته هنا للاحتفال ببلوغ ابنه الكثيرين. لقد ترك، بسرواله القصير الملون، وحذائه الرياضي، وقميصه "البولو" وبسمته التي تساوي مليون دولار، انطباعا بأن قلبه معنا. نحن نذوب عندما يتبين أن يهوديا جعله اليمين في البلاد كارها لإسرائيل، متمتع بكل لحظة من وجوده في البلاد.

يمكن تخمين أن بيبي علم سلفا بأنه سيدعى إلى البيت الأبيض قبل أن سلمت إليه الدعوة رسميا على يد عمانويل أمام كاميرات التلفزيون. فلم تكن سارة زوجته لتصر على أن يكون لهما طائرة فيها غرفة راحة وسرير زوجي، لولا أنها علمت بأن لديهما سفرا طويلا عن طريق فرنسا وكندا وأميركا ثم العودة إلى إسرائيل.

من شبه المحقق أن دعوة نتنياهو ترمي إلى تصحيح أخطاء للرئيس أوباما معنا، التي جعلت مهمة الوسيط غير ممكنة.

أولا، أخطأ أوباما ولم يحسن الأدب حين أذل نتنياهو في تلك الرحلة الليلية السرية غير المصورة عن عمد. وأدى ذلك الإذلال إلى تقوية اليمين في البلاد وترك لأشخاص مثل ايلي يشاي فرصة أن يعلنوا بأننا سنستمر في البناء في القدس ولأفيغدور ليبرمان أن يعلن بأننا سنستمر في البناء أيضا بعد تجميد البناء عشرة أشهر.

في المسيرة التي بدأها أوباما كان القصد الوصول إلى حسم في النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني، وليس تغيير الاتجاه، ولا التوصل إلى وضع يصف فيه بيبي الرئيس في حديث مغلق بأنه عدو. لكن أوباما باقترابه من انتخابات نصف الولاية في مجلس النواب أدرك مبلغ احتياجه إلى القوة اليهودية. وعندما نتحدث عن القوة يكون القصد إلى قوة المنظمة اليهودية الايباك وإلى الأموال وإلى الأصوات. فليس صدفة أن أوباما جمع مرتين بضع عشرات من النواب الديمقراطيين المرشحين للانتخاب وحاول أن يقنعهم بأنه يلتزم بأمن إسرائيل واعترف بأنه اخطأ في توجهه إلى النزاع. لكن جر الفلسطينيين لأقدامهم وعودتهم إلى طريقة إضاعة الفرص التاريخية قد بدآ يثقلان عليه. إن افتراض أن الفلسطينيين يريدون أن يمنحهم الحكم ضربة جزاء، من غير أن يعطوا شيئا عوض ذلك، بدأ يبدو مثل إخفاق.

بعد تحول تام قام به في المجال الإقليمي لاكتساب قلوب المسلمين، أخذ أوباما يتبين من الذي يتعامل معه. فالأسد يعلن بعجرفة بأن الولايات المتحدة فقدت قوتها في العالم.. وحكام إيران يبدون وقد أحرزوا ما أرادوا بل يحذرون أميركا من ضربة مضادة إذا استعملت القوة ضد بلدهم.

يوجد سيناريو يقول إنه إذا أرادت الولايات المتحدة التوصل إلى حسم للأزمة الإيرانية، فإنها لن تريد أن تظهر معادية لإسرائيل. وإذا كان رام عمانويل هو الشخص الذي قاد التوجه القائل إن العناد الفلسطيني هو العائق فلا يجب امتداح بيبي والقول إنه انتصر. لقد فتحوا أمامه نافذة لجعل الزيارة إنجازا.