"مؤتمر بغداد" بعمان.. استمرار "التعاون الثلاثي"

زايد الدخيل 

فيما تستضيف عمان في العشرين من الشهر الحالي، مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة بنسخته الثانية، اعتبر مراقبون أن المؤتمر سيكون له الأثر الكبير بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه من مشاريع بين الأردن ومصر والعراق في إطار التعاون الثلاثي، إضافة الى استمرارية دعم العراق وسيادته، من قبل الدول المشاركة.

وكان وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، قد أعلن، الأربعاء الماضي، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي ووزير الخارجية المصري سامح شكري، عن موعد انعقاد مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة في نسخته الثانية التي ستعقد في عمان في 20 كانون الأول (ديسمبر) الحالي، متوقعًا مشاركة إيران وتركيا فيها. وأضاف حسين "في المؤتمر الأول في بغداد شاركت تركيا وإيران، ونتوقع أن تشاركا أيضًا في المؤتمر المقبل". ويقول الوزير الأسبق مجحم الخريشا "العراق يواجه تحديات لها علاقة بالأمن الغذائي والأمن الدوائي وأمن الطاقة"، مصيفا "لأنها تحديات تتخطى حدود الوطن، فبغداد تحتاج لعلاقات إقليمية ودولية لتواجه هذه التحديات". وتابع "بوجود تدخلات عديدة في العراق، لابد من حوار مستمر مع هذه الدول لحل هذه المشاكل، التي منها مشاكل تعود للماضي، ومشاكل بسبب وجود بعض المنظمات السياسية من هذه الدول على الأراضي العراقية". وأشار الى أن "عقد المؤتمر في عمان دليل على دور العراق المركزي في بناء الجسور وتعزيز الحوار الإقليمي والدولي، من خلال تبني سياسة التوازن والانفتاح المبنية على القواسم المشتركة". وأضاف "يأتي انعقاد هذا المؤتمر في وقت دقيق، يشهد فيه العالم الكثير من التطورات السياسية والأمنية والاقتصادية، التي سلطت الضوء على طبيعة الأزمات والتحديات العابرة للحدود، مثل نقص الأمن الغذائي وتبعات وباء كورونا، التي لا يمكن تجاوزها دون إيجاد أرضية مشتركة، تقرب وجهات النظر وتؤسس لحوار جاد وتعزز سبل التعاون والشراكة لمواجهتها". وفي 28 آب (اغسطس) من العام الماضي، انطلقت في العاصمة العراقية بغداد، أعمال مؤتمر التعاون والشراكة بمشاركة تسع دول، وشارك في المؤتمر حينها، جلالة الملك عبدالله الثاني، والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، وأمير قطر حمد بن تميم، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس وزراء الكويت الشيخ صباح خالد الصباح، ورئيس وزراء الإمارات حاكم دبي محمد بن راشد، ووزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، ووزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، ووزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو، فضلاً عن أمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط، وأمين عام مجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف. ومن جهته، يقول المحلل السياسي صدام الحجاحجة "إن الأردن ومصر والعراق، وفي إطار التعاون الثلاثي، تعمل على تعزيز التعاون فيما بينها إقليميا ودوليا، الأمر الذي يستدعي فتح الباب أمام تحقيق التكامل الاقتصادي والصناعي والتجاري، على أرضية من التعاون والتشاركية، لتحقيق المصلحة الفضلى للجميع". وأكد الحجاحجة "أن أمن واستقرار العراق، هو من أمننا واستقرارنا جميعا، وازدهاره من ازدهارنا، فالعراق القوي يشكل ركيزة للتكامل الاقتصادي الإقليمي وبيئة إيجابية لتعزيز التعاون بين دول المنطقة". وأشار الحجاحجة الى "أن إرادة انعقاد مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة، دليل على دور الأردن المركزي في بناء الجسور وتعزيز الحوار الإقليمي والدولي، التي تستند لرؤية ملكية يحرص عليها جلالته منذ أعوام بالتنسيق والتشاور مع عدد من الشركاء في الإقليم والمنطقة". وتابع "الرؤية الملكية بدأت قوية، نتيجة نجاح غايات المؤتمر، فالعراق القوي، يشكل ركيزة للتكامل الاقتصادي الإقليمي وبيئة إيجابية لتعزيز التعاون بين دول المنطقة". وبدوره، يقول أستاذ العلوم السياسية الدكتور هاني السرحان "إن هذا المؤتمر يشكل انطلاقة لمسار حواري تعاوني متعدد الأطراف، ضمن صيغ وسرعات مختلفة بين أطرافه، مسار يؤسس في مرحلة لاحقة لإنشاء مؤتمر للأمن والتعاون في المنطقة، بهدف تنظيم العلاقات بين الدول وإدارة واحتواء الخلافات". وأضاف "للتذكير، عكس انعقاد هذا المؤتمر الدور الذي كان الأردن قد بدأ القيام به قبل المؤتمر واستمر بهذا الدور، دور المضيف للقاءات بشكل ثنائي والمسهل وجسر التواصل والحوار بين هذه الأطراف، التي اتسمت علاقاتها سابقا بالتوتر أو القطيعة، وذلك بغية خفض التوتر بداية ثم تسهيل عملية تطبيع العلاقات بشكل تدريجي بينها". وتابع "تشهد المنطقة اليوم جملة من التطورات التي تستدعي العودة إلى إحياء أهداف هذا المؤتمر وإعادة إطلاق مساره"، موضحا "أن انعقاد المؤتمر يأتي وفق رؤية جلالته، الذي قال في كلمته أمام المؤتمر في نسخته الأولى في وقت دقيق، يشهد فيه العالم الكثير من التطورات السياسية والأمنية والاقتصادية، التي سلطت الضوء على طبيعة الأزمات والتحديات العابرة للحدود، مثل نقص الأمن الغذائي وتبعات وباء كورونا، التي لا يمكن تجاوزها دون إيجاد أرضية مشتركة، تقرب وجهات النظر وتؤسس لحوار جاد وتعزز سبل التعاون والشراكة لمواجهتها". وتابع "منذ كان المؤتمر فكرة، وحتى انعقاده، كان للأردن دوره الأساس، بقيادة ملكية، لأهمية أن يصل المؤتمر في بعده الاقتصادي والأمني والسياسي، إلى آليات تأسيس شراكات مستدامة اقتصادية واستثمارية في مختلف المجالات بين العراق ودول المنطقة، وأهمية دور العراق إقليمياً ودولياً".

اقرأ المزيد : 

اضافة اعلان