محللون يقرأون الخطوة الملكية: القدس محدد أساسي للعلاقات مع الخارج

Untitled-1
Untitled-1

حمزة دعنا

عمان - يرى سیاسیون أن إلغاء جلالة الملك عبدالله الثاني، زيارته الى رومانيا امس، هي رسالة لجميع دول الاتحاد الاوروبي بأن الموقف الأردني تجاه القضية الفلسطينية، واضح ولن يتم التهاون فيه حتى وإن أثر على الجانب الاقتصادي للمملكة.اضافة اعلان
وأجمع هؤلاء على أن الموقف الأردني الصلب "يريد أن يرسل رسائل لأطراف عديدة بأن ملف القدس سيكون محددًا رئيسًيا في علاقات المملكة مع الجميع". داعين الدول العربية وقمتهم المرتقبة بتونس الى اتخاذ مواقف حاسمة نصرة للقدس.
وزير الداخلية الأسبق، سمير الحباشنة، قال لـ"الغد"، إنه يجب على جميع الدول العربية "أن تحذو حذو الملك في جعل القضية أولى اهتمامات العرب"، مؤكدا أن إلغاء الزيارة هي "خطوة جريئة من الملك وبوابة لتغيير نهج التفكير العربي تجاه القدس خصوصا في اجتماع القمة العربية في تونس خلال أيام".
وزير الإعلام الأسبق سميح المعايطة يرى هو الآخر أن من الواضح أنّ "جلالة الملك يتعامل مع هذه المرحلة السياسية الخاصة بحساسية وقوة، وبخاصة في ملف القدس التي لها ولمقدساتها مكانة خاصة لدى الأردن والهاشميين".
ويوضح المعايطة، لـ"الغد"، أنّ "الملك كان حريصاً على رفع سوية تعامل الدولة والأردنيين مع هذا الملف، خلال حديثه في الزرقاء قبل أيام، وإشارته الصريحة إلى تعرضه شخصياً والأردن إلى ضغوط لتغيير موقف الأردن من ملف القدس، وكذلك كان تحركه في القمة الثلاثية مع مصر والعراق أمس الأول من أجل السعي لأن تكون قمة تونس العربية القادمة بعد أيام بوابة لموقف عربي موحد يرفض أي مشاريع سياسية تتجاوز الحقوق الأساسية والكبرى للشعب الفلسطيني".
وتابع المعايطة: "لهذا يمكن فهم قرار جلاله الملك بإلغاء زيارته لرومانيا كجزء من هذا الموقف الأردني الصلب الذي يريد أن يرسل رسائل لأطراف عديده أن ملف القدس سيكون محدداً رئيساً في علاقات الأردن". وزاد أنّ "موقف جلالة الملك يمثل فعل تحفيز للحالة العربية لتكون أكثر صلابة في التعامل مع معطيات المرحلة القادمة التي "قد لا تكون سهلة".
أمين عام الحزب الوطني الدستوري أحمد الشناق يرى، من جهته، أنّ "الملك أراد أن يبعث رسالة إلى جميع دول الاتحاد الأوروبي من خلال إلغاء زيارته إلى رومانيا مفادها أن الأردن لا يقبل التردد السياسي مع أي دولة تكون على حساب القضية الفلسطينية".
ويقول الشناق لـ"الغد"، إن "العلاقات الأردنية مع كافة الأطراف لا تقبل بالتنازل عن دورها في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، حتى لو أثرت على الجانب الاقتصادي للمملكة، خصوصاً وأن جلالته ألغى جولة من (اجتماعات العقبة) التي كان من المفترض أن تستضیفها رومانیا بالشراكة مع الأردن".
ويوضح أن "الملك وفي كل المحافل الدولية يقدم قضية القدس على أي قضية حتى وإن كانت محلية"، مؤكداً على "وجود ضغوطات دولية على الأردن لتغيير موقفها تجاه القدس، لكن الملك يثبت للعالم وفي جميع المناسبات أن القضية الفلسطينية هي القضية المحورية لديه".
ويعتبر المحلل السياسي منذر الحوارات، أنّ الخطوة الملكية امس "شديدة الأهمية وتعتبر نقطة انطلاق للوقوف بشكل حازم بوجه أي عمل مماثل قد تقدم أي دولة أخرى"، وقال "هذا الموقف الملكي الجريء والحازم ربما يضع حجر الأساس لتحرك عربي مشابه لردع أي عملية نقل مستقبلية تستهتر بحق الشعب الفلسطيني في عاصمته، وكذلك بالولاية الهاشمية على المقدسات".
وأضاف الحوارات لـ"الغد"، "أما قرار رئيسة الوزراء الرومانية فيوركا دانسيلا فهو يتعارض حتى مع التزامات رومانيا المعروفة وبالتالي موقف جلالة الملك يعبر عن الالتزام الأردني الثابت تجاه القضية الفلسطينية، وكون رومانيا هي رئيسة الاتحاد الأوروبي الآن فموقف جلالة الملك سوف يكون ذا أثر كبير على جميع الدول الأوروبية فحواه أن من يقف في وجه قضايانا العادلة سيؤدي إلى تغير جوهري في موقفنا تجاهه". v