" أنثى مع سبق الاصرار".. عن حرية المرأة والربيع العربي

القاهرة  - ينحاز كتاب "أنثى مع سبق الاصرار" الى المرأة العربية في لغة حادة تتجنب الميلودراما مسجلا تضحيات النساء في ثورات الربيع العربي بصورة تدعو المرأة للزهو بأنها أنثى وأن عليها أن تعيش بكرامة وأن تنتزع حريتها بحجة أن من ترضى بالقهر ستنجب أطفالا مقهورين.اضافة اعلان
والكاتبة المصرية فاطمة خير تقول ان "امرأة مقهورة لا تنجب سوى أطفال مقهورين رجالا كانوا أم نساء. فكيف لنا الحياة بكرامة ونحن شعب لم تربه سوى نساء مقهورات" وتضيف أن القهر يحرم البنت من الشعور بالسعادة فتنشأ وهي تكاد تخجل من كونها أنثى.
وتضرب المثل بوضع الكثيرات في صفحاتهن على مواقع التواصل الاجتماعي صورا لشخصيات مجهولة يخترنها من الإنترنت في حالة من الانطلاق وحب الحياة بشكل يوحي بأنه انعكاس لما تتمنى الفتاة أن تكونه.
وتتساءل فاطمة خير "ما الذي يجعل فتيات في مقتبل أعمارهن يفعلن ذلك.. لو أن انسانا يستبدل وجهه فما الذي يتبقى له.. ماذا يعني أن تستبدل امرأة بوجهها وجه أخرى. هي تقتل هويتها بيدها.. وجهها أكثر ما يحق لها أن تعتز به".
والكتاب الذي يقع في 100 صفحة متوسطة القطع أصدره مركز المحروسة في القاهرة.
وتقول المؤلفة ان الحرية والسعادة اختيار أقرب الى المجاهدة وان المرأة اذا ضحت بحقها في السعادة ولم تحاول أن تنال ما تستحقه منها فسوف "تورث الحنق والمرارة" لابنائها.
وترى أن أمنيات العاجزات اللاتي يعانين نوعا من الاحباط والكبت تولد العنف تجاه النساء أيضا مستشهدة بحوادث وقعت عام 2012 في مصر حيث قامت بعض النساء ومنهن مدرسات في مدارس ابتدائية بقص شعر تلميذات لا تتجاوز أعمارهن بضع سنوات.
وتخصص المؤلفة فصلا للناشطة المصرية شاهندة مقلد التي قتل زوجها صلاح حسين على يد بعض رموز الاقطاع العام 1966 والتي عارضت "كفلاحة مصرية أصيلة" أنظمة الحكم المتوالية في عهود كل من أنور السادات وحسني مبارك ومحمد مرسي حتى انها تعرضت للاذى على يد متشدد اسلامي عند القصر الجمهوري فيما يعرف بأحداث قصر الاتحادية في ديسمبر كانون الثاني 2012.
وتسجل أن شاهندة مقلد التي اعتقلت أكثر من مرة انتقدت العام 2008 نظام مبارك "بوضوح وعلنية واتهمته بغياب العدالة وأكدت ثقتها في انتفاضة قريبة للشعب المصري تتمثل ثورة شعبية" بنص كلامها قبل ثلاث سنوات على الانتفاضة الشعبية التي أنهت حكم مبارك.
وتقول "فلا ألف رجل يساوي في الحق شاهندة" وتورد ما كتبه عنها الشاعر أحمد فؤاد نجم حين اعتقلت في عهد السادات لرفضها معاهدة السلام بين مصر واسرائيل..
"فيا شاهندة وخبرينا يا أم الصوت الحزين-أم العيون جناين يرمح فيها الهجين. ايش لون سجن القناطر ايش لون السجانين-ايش لون الصحبة معاكي نوار البساتين".
وتحيي المؤلفة "شجاعة كل نساء الربيع العربي" ولكنها في الوقت نفسه ترى أن النساء هن من "يدفع ثمن الثورات واخر من يجني المكتسبات. بل ان أكثر التجارب أتت بنتائج مؤسفة بعد أن خسرت النساء حقوقا كانت أصلا لديهن". وتشدد على أن "محاربة الظلم قدر النساء". (رويترز)